مغادرة المبعوث الأممي العاصمة عدن بعد فشلة في لقاء رشاد العليمي يبدو أن هناك بالفعل تسويات سياسية قادمة لم تسر رشاد العليمي أو بشكل واضح لن يكون لرشاد العليمي فيها أي مقعد ، حسب التسريبات بأن هناك مداولات سرية تجري بين السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا بشأن إطلاق مبادرة إنقاذ دولية شاملة لليمن تهدف إلى إعادة المشهد اليمني سياسيا وأمنيا واقتصاديا تحت مظلة توافق دولي إقليمي واسع .
الغريب في المبادرة المسربة أنها لن تكون حسب الانتصارات العسكرية المفروضة على الأرض أوعلى أهداف القوى التي حققت تلك الانتصارات وخاصة في الجنوب ، وهذا يعني أن الاتجاه الإقليمي والدولي في إنجاح تلك المبادرة سيكون بالقوة مع منحهم دعم اقتصادي كبير لحكومة الكفاءات الوطنية التي سيتم تشكيلها من أجل إصلاح الوضع الاقتصادي الكارثي الذي أنهكته الحروب وتفشي الفساد .
يتكلمون عن مبادرة كبرى وشامله لكل اليمن ، لكن ومن خلال أبرز الملامح التي جاءت في الخطة المسربة أن تلك التسويات السياسية ستكون مقتصرة على أرض الجنوب ومحافظاته فقط، وهذا يعد استهداف واضح لأهداف ومبادئ الثورة الجنوبية ، على قيادة الانتقالي عدم الرضوخ لمثل تلك المبادرات ولو حاولت الدول المتبنية لها فرضها بالقوة مالم تكن القضية الجنوبية حاضرة فيها حسب تطلعات شعب الجنوب في الحرية واستعادة دولة الجنوب المستقلة .
عدم مطالبة المبادرة المسربة المكتب السياسي لجماعة الحوثيين بالتنحي عن الرئاسة مقابل تنحي مجلس القيادة الرئاسي واختيار رئيس جديد توافقي ، وكذلك دمج القوى العسكرية والأمنية الجنوبية مع القوى العسكرية اليمنية الموجودة في الجنوب في وزارتي الدفاع والداخلية ، وأيضا نشر دفاعات جوية أمريكية وفرنسية من طراز "باتريوت " لحماية منشآت تصدير النفط خوفا من تهديدات الحوثيين ، وكذلك إعادة تأهيل وتسليح القوات البحرية اليمنية بإشراف بريطاني بهدف تأميين الممرات الدولية وحماية باب المندب التي ستكون قوات مشتركة جنوبية ويمنية .
كل تلك الملامح تظهر تحييد الحوثيين من الصفقة المذكورة ، وأن تسوياتها ستقتصر فقط مابين الانتقالي والمكونات اليمنية الموجودة فيما تسمى الشرعية وأحزاب الائتلاف اليمني وفي محافظات الجنوب فقط ، حتى وأن كانت تلك التسويات ستشكل فريقا واحدا فيما تسمى الشرعية اليمنية للتحاور والتفاوض مع الحوثيين مستقبلا ، إلا أن القوى اليمنية في هذا الفريق ستحاول جاهدة أن يكون التحاور والتفاوض مع الحوثيين على حساب أهداف ومبادئ القضية الجنوبية ، على قيادة الانتقالي أخذ الحيطة والحذر .
عادل العبيدي