أثار قول الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الانفصال طرح كأحد الحلول لحل مشكلة اليمن ولكنه لن يسمح بتعطيش سكان الهضبة في اقليم أزال (صنعاء ومركزها المقدس) وأن حل ذلك يأتي من خلال مياه الجنوب الجوفية بعد استنزاف ثروات الجنوب البترولية من قبل ذات سكان الهضبة وجاءت ردود أفعال الجنوبيين بين ضاحك وساخر وغاضب ومتعجب من سطحية تفكير هادي وعاطفته الرقيقة جدا جدا التي لا تتناسب ومسئولياته عن مصير شعب ساهم هو ذاته في يوم من الأيام باحتلاله عسكريا لصالح لصوص وقتلة ومتنفذي اقليم أزال في حرب احتلال الجنوب 1994م .
في موضوع كتبه الناشط " محمد فضل مرشد" تحت عنوان "مش كلامي... انفصل يارئيس و(المي علينا).." يعيد موقع شبوه برس نشره :
اقرار الرئيس عبدربه منصور هادي بطرح انفصال الجنوب كخيار لحل الأزمة اليمنية تحول سياسي غير عادي، وأترك للسياسيين الجنوبيين تحليل أبعاده ودلالاته، وما يعنيني هنا كأي مواطن جنوبي عادي هو ما أوضحه الرئيس عن أن هذا الخيار غير ممكن تحقيقه بسبب افتقار صنعاء وما جاورها للمياه.
الرئيس هادي قال عن خيار انفصال الجنوب عن الشمال: "نعم موجود ولكنه ليس حلا"، واستدرك موضحا السبب بقوله: "إذ إنه في سنة 2034 سوف تنفذ المياه في إقليم آزال، وليس هناك خيار للسكان بعد ذلك إلا التوجه جنوباً".
كمواطن جنوبي لن أشرح لفخامة الرئيس بأن الجنوبيون قدموا أنهار من الدماء الزكية لتحرير وطنهم الجنوب، ولن أروي له قصص الشهداء الجنوبيين الذين سقطوا في جبهات عدن والضالع وهم صائمين عطاشى بشهر رمضان من العام 2015م لاستعادة كرامة وعزة شعب الجنوب، ولن أخبره عن أشهر قضتها مدن جنوبية مكتظة بالسكان دون ماء خلال حصار القوات الشمالية للعاصمة عدن، فكل ذلك يعلمه الرئيس جيدا.
ما سأقوله لفخامة الرئيس هادي (مش كلامي) بل هو ما سيقوله كل جنوبي، وهو: "انفصل يا رئيس والمي علينا".. لن نعقد الأمور عليك يا فخامة الرئيس ونصر على ان تحقق لنا الانفصال تاركا صنعاء وذمار وصعدة تعيش العطش، وليس ذاك من اخلاق الجنوبيين، انما نقول لك نفذ أضخم مشروع لتحلية المياه من بحر الحديدة أو المخا بما يلبي احتياجات الشمال وسدد كلفة المشروع بالكامل من دخل نفط وغاز الجنوب، ثم أعلن استعادة الدولة الجنوبية كحق مكتسب للجنوبيين وليس مكرمة من الشمال.
وان قال لك أحدهم يا فخامة الرئيس ان المشروع سيكلف مبالغ طائلة، يكفيك إدراكك أن الجنوبيين قدموا ما هو أثمن من الأموال لاستعادة حريتهم وسيادتهم على تراب وطنهم الجنوب، وبالتأكيد ان كانت عدة ملايين أو مليارات ستنهي مأساتهم مع الوحدة المقبورة أصلا فسيدفعونها من ثروة أرضهم بكل سرور، فما نهب منها من قبل عصابات صنعاء طوال خمسة وعشرون عاما أضعاف أضعافها.
الحل بين يديك فخامة الرئيس.. انصف الجنوبيين وادخل التاريخ الجنوبي من أوسع أبوابه وخلد أسمك في ذاكرة أجياله إلى الأبد باستعادة دولة الجنوب وأنت مرتاح الضمير كونك منحت الشماليين الماء الذي يحتاجونه للحياة، ولم يعد شيء يجبرهم على الاستمرار في الارتهان لمياه الجنوب أو المضي في وحدة لم يعودوا قادرين على تفيد فلس واحد منها بعد أن كانوا يحصدون الأخضر واليابس من ثروات الجنوب دون حسيب أو رقيب.. وحدة قبروها شمالا مثلما قبرناها جنوبا.