اكتشفت الشرطة البريطانية أخيراً وبعد عمليات بحث استمرت ساعات طويلة جثة أم بريطانية شابة في منخسف أرضي تحت جسر معلق بالقرب من مدينة بريستول في إنجلترا.
وبعد ساعة عثروا على جثة طفلة صغيرة حديثة الولادة. وقد هزت القصة مشاعر الناس في المملكة المتحدة بعد أن علموا بخلفية الماسأة وشاهدو لقطات مصورة من مقدماتها على شاشات التلفزيون
. واكتشفت جثة شارلوت بيفان ذات مساء، بعد أن رأى أحد أفراد الجمهور من المارة قرب الموقع حيث لقيت الشابة بيفان مصرعها، وبقي الصندل القماشي الذي كانت تنتعله عند مغادرتها المستشفى وبجانبه بطانية في أعلى المنخسف الحاد الجوانب.
وكان أصدقاء عائلة شارلوت وأفراد الجمهور قد انضموا إلى الشرطة في عمليات البحث عن الأم الشابة ومولودتها الصغيرة. ووصف ناطق باسم شرطة مقاطعة ايفون وسمرست، المسألة بأنها «مرعبة، وفظيعة ومحبطة» قائلاً إن رجال الأمن لن يتعاملوا مع القضية على أساس أنها مثيرة للاشتباه فحسب.
وكان شريك حياة شارلوت صديقها باسكال مالبروك قد وجه إليها نداءً قبل العثور عليها ميتة قرب طفلتها، أن تعود وقال إنه قضى أربعة أيام سعيداً بأنه قد أصبحت لديه عائلة، يجب أن يفتخر بها ويوفر لها حياة سعيدة.
أصل الحكاية
الزمان: الساعة التاسعة وخمس دقائق من مساء الثلاثاء 2 ديسمبر. المكان مستشفى سانت مايكل في مدينة بريستول.
في تلك الساعة وفي ذلك المكان صورت كاميرا المراقبة في المستشفى الشابة شارلوت بيفان وعمرها 30 سنة وهي تحمل على ذراعيها طفلتها التي ولدتها قبل أربعة أيام، زاني تيانا، متجهة نحو الباب لتخرج مرتدية ثياباً خفيفة وصندلاً قماشياً من المستشفى إلى مناخ قاس، كانت درجة البرودة فيه تقترب من الصفر.
وتساءل كل من سمعوا بالخبر: ترى ما الذي دفعها إلى عمل ذلك، وهي التي كان مقرراً خروجها من المستشفى في اليوم التالي، على أي حال، قبل 35 دقيقة من ذلك وتحديداً عند الثامنة والنصف مساء، كان العاملون في المستشفى قد رأوا شارلوت وطفلتها في قسم الولادة، ولم يخطر ببال أحد منهم، أنها ستغادر المستشفى قبل يوم من الموعد المقرر لخروجها مع طفلتها التي كانت في صحة بدنية جيدة.
يظهر شريط الفيديو الذي صور خروج شارلوت من المستشفى مرورها بممرضتين بدا أنهما كانتا منشغلتين في شراء شيء ما من ماكينة بيع المرطبات والقهوة والشاي، ولم ترياها وهي خارجة مع طفلتها.
ولو التفتتا وراءهما للحظة فلربما كانتا ستريانها وتحولان دون خروجها إلى البرد القارس والموت المحقق.
تشير الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام في لندن إلى أن صراعاً كان يدور في عقل شارلوت ما بين التفاؤل والتشاؤم، وبين التفكير الإيجابي والتفكير السلبي.
وقد ظهرت تلك الكلمات في عنوان فيديو رفعته على صفحتها في فيسبوك وعنوانه «تغلب (ي) على المراحل الصعبة بين التفكير الإيجابي والسلبي». وذكرت الأنباء أن شارلوت كانت تعاني من الكآبة. ويبدو أن حالة الاحباط تلك، كانت سابقة للولادة، ومن المعروف أن بعض النساء يصبن بالكآبة في أعقاب الإنجاب.
انفصام شخصية
وذكرت بعض الصحف أن الشرطة تحقق في صحة شارلوت من حيث الثبات العقلي وفي احتمال أن تكون قد اجرت تغييرات في الأدوية التي كانت تتعاطاها لتتمكن من إرضاع طفلتها. ويعتقد بأن الأم الشابة قد عانت في الماضي من انفصام في الشخصية، وأنها لم تستطع منذ إنجابها طفلتها أن تنام نوماً كافياً. وكانت قد نشرت على صفحتها في فيسبوك صورة لها وهي حامل واصفةً نفسها بأنها «روح حرة طليقة».
* البيان