جاء إحجام الجماهير السعودية عن حضور مباريات بطولة كأس الخليج لكرة القدم رقم 22 ، ليكون سببا رئيسيا في تهديد نجاح هذه النسخة، والتي تعاني من عدة مشكلات أبرزها مشكلة النقل التلفزيوني، وعدم قدرة العديد من تلفزيونات الدول الخليجية على متابعة أحداثها، وربما تهديد مستقبل هذه البطولة ككل.
ولأن البطولة تقام في العاصمة السعودية الرياض، فتتحمل الجماهير السعودية العبء الأكبر في إنجاح هذا الحدث، عكس جماهير المنتخبات المشاركة والتي لا تكون مطالبة بان يكون حضورها بنفس عدد الجماهير صاحبة الأرض.
ويؤكد كل المتابعين، أن هناك 5 أسباب أدت إلى إحجام الجماهير السعودية في هذه النسخة، وهو ما قد يدفع دول الخليج إلى التفكير كثيرا مستقبلا قبل إتخاذ قرار استضافة البطولة، الغير معترف بها اساسا لا قاريا ولا دوليا، رغم حضور جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) وايضا ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الاوروبي (يويفا) الحريصين على على الحضور والتهنئة كـ"أصحاب الفرح" ثم عدم الاعتراف بالعرس.
أول هذه الأسباب، الصدمة الكبيرة التي لحقت بجماهير الكرة السعودية عامة، وجماهير نادي الهلال خاصة، بعد خسارة لقب بطولة دوري أبطال آسيا، وعدم القدرة على تخطي عقبة فريق ويسترن سيدني الإسترالي، وهو ما اصاب عشاق الكرة السعودية بصدمة كبيرة، بعدما منت نفسها بحصد هذا اللقب القاري، وتأهل الهلال إلى مونديال الأندية، وبالتالي فإن كأس الخليج جاءت في توقيت محبط وغير محفز لعشاق الأخضر.
السبب الثاني تعاظم الإنتماء للأندية على المصلحة العامة ممثلة في المنتخب الوطني، فكثير من الجماهير السعودية يسخط على إختيارات لوبيز المدير الفني، واعتقادهم انه كانت هناك محاباة للاعبين ينتمون إلى أندية معينة، على حساب لاعبين أخرين كانوا يستحقوا هذه الفرصة، وبالتالي طغت إنتماءات الأندية على المصلحة الأعم للأخضر السعودية.
السبب الثالث، التغطية الإعلامية الفقيرة، داخل السعودية، للحدث الذي يحظى دائما بإهتمام كبير ومتابعة وترقب قبل إنطلاق فاعلياتها، وحرصت كل اللجان المنظمة في الدورات السابقة على إشعار الجماهير بأهمية هذا الحدث، ولكن نظرة واحدة على شوارع مدينة الرياض، تكفي للدلالة على أن بطولة "خليجي 22" لا تحظى بالإهتمام المناسب لها.
السبب الرابع، المستوى الفني المخيب للآمال لمعظم المنتخبات التي لعبت حتى الان، وهو ما أعطى إنطباع ان المنتخبات الخليجية لا تضع هذه البطولة في قمة اولوياتها – وعذرهم أنها تسبق كأس آسيا لفترة قصيرة – وإذا كانت المنتخبات نفسها غير مهتمة ، فان هذا الشعور تسلل إلى الجماهير بوضوح.
أما السبب الخامس والأخير فجاء على لسان بعض الجماهير السعودية، من أن المسؤولين لم يهتموا بدعوة الجماهير لحضور المباريات إلا قبل انطلاقها بساعات، وعندما ظهر الإحجام الجماهير ، تقرر دخول الجماهير مجانا، وهو القرار الذي كان قد اتخذ مثلا قبل مباراة الهلال وويسترن سيدني بحوالي أسبوع كامل.