على ماذا يراهن داعمو حزب المؤتمر اليمني بعد فشله وهو حاكم؟

2025-04-01 02:54
على ماذا يراهن داعمو حزب المؤتمر اليمني بعد فشله وهو حاكم؟
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان

 

الرهان على حزب المؤتمر محفوفًا بالمخاطر والفشل مرة أخرى، بسبب الانقسامات العميقة داخل بقايا التنظيم وضعف من بقي من القيادات الحالية المتصارعة فيما بينها مقارنة بفترة حكم صالح الذي تسيّد فيها السلطة وحيدا، بالإضافة إلى أنه لا يملك رؤية سياسية واضحة تجمع الأطراف المختلفة والمتصارعة.

 

حزب المؤتمر، الذي أسسه علي عبد الله صالح عام 1982، فشل في تحقيق أي منجزات مع طول زمن حكمه، أو يمكن أن تنسب إليه كتنظيم سياسي حكم أكثر من ثلاثة عقود وهي مدة طويلة بعمر الدول للأسباب التالية:

أولا، ارتباط الحزب بشخصية علي عبد الله صالح، فقد كان معتمدا بشكل كبير على وجود علي صالح كحاكم، تمحوّرت قوته حول سلطته الشخصية، مما جعل الحزب كتنظيم يفتقد إلى استقلالية مؤسسية وتنظيمية تديره بعد مقتل صالح عام 2017، فانهار الحزب نتيجة غياب زعيمه مع عدم وجود قيادات قوية قادرة على ملء الفراغ.

 

ثانيا، المؤتمر ليس حزبًا أيديولوجيًا يملك نهجا سياسيا متفق عليه بالمعنى الحقيقي للأحزاب، بل تنظيمًا سياسيًا يضم خليطًا من شيوخ قبائل أشباه متعلمين ونخب عسكرية فاشلة وشخصيات تجارية تبحث عن الحماية دون برنامج سياسي واضح الأهداف متفق عليه، مما جعله عرضة للتفكك عند غياب القيادة المركزية.

 

ثالثا، الصراعات الداخلية والانقسامات التي حدثت بعد خروجه من السلطة وفقدان مصالح القيادات فيه قسمت الحزب إلى عدة أجنحة بعد عام 2012 وازدادت انقسامًا بعد مقتل صالح، حيث ظهرت قيادات متنافسة مثل جناح هادي، جناح أبو راس في صنعاء، وجناح أحمد علي صالح في الإمارات. هذه الانقسامات أتت على ما بقي من الحزب بشكل كبير.

 

رابعا، كان الاعتماد على السلطة هو عامل القوة الوحيدة لدى المؤتمر، حيث كان يُنظر إليه كأداة للسلطة وطريق سريع للتكسُّب أكثر من كونه تنظيمًا سياسيًا مستقلًا يحمل قيمة سياسية وبرامج اقتصادية واجتماعية للمجتمع، حيث استغل موارد الدولة لتعزيز نفوذ أشخاصه بدلًا من بناء قاعدة اقتصادية حقيقية.

 

بالتالي، يمكن القول أن فشل حزب المؤتمر ليس أمرًا مستغربًا في السابق واستحالة عودته موحدا وفاعلا مستقبلا أمرًا مشكوك فيه، حتى مع ارتهانه للمال والدعم الذي يحصل عليه من جهات مختلفة داعمة للتيارات المختلفة فيه لأنه فاقد للشروط السياسية والايدلوجية للاحزاب التي يمكن ان تدير اوطان ولأنه اعتمد على الفرد والسلطة أكثر من بناء مؤسسات حزبية قوية ومستقلة تحمل برامج تنمية حقيقية.

 

*- عن الأيام