لماذا نحتفل مع السعودية العظمى في يومها الوطني الـ94؟

2024-09-23 09:09
لماذا نحتفل مع السعودية العظمى في يومها الوطني الـ94؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح 

نحتفل مع المملكة العربية السعودية، ليس فقط لأنها دولة شقيقة وجارة، بل لأنها تمثل الأخ الأكبر لليمن والعرب، داعمةً ومساندةً في كل مراحل التاريخ الحديث. احتفالنا مع السعودية يأتي من قناعة بأن ازدهارها وتقدمها هو ازدهار لكل دول المنطقة، وخاصة لليمن التي لطالما كانت المملكة هي الحليف الثابت والمخلص لها في أحلك الظروف.

 

اليوم، على الكتاب والمثقفين اليمنيين أن يعيدوا النظر في دعم السعودية الممتد لليمن. ينبغي عليهم التفتيش عن المواقف التاريخية، الأرقام، واللحظات الحاسمة التي كانت فيها السعودية الحصن المنيع الذي حمى اليمن من الانهيار، سواء في الأزمات السياسية أو الاقتصادية. فالسعودية لم تكن مجرد داعم خارجي، بل كانت جزءاً من الحل اليمني في كل منعطف تاريخي، وعندما تقف المملكة بجانب اليمن، فإنها لا تقوم بذلك بدافع المصلحة الضيقة، بل انطلاقاً من رؤية استراتيجية تهدف لتحقيق الاستقرار في المنطقة ككل.

 

على المستوى السياسي، لم تتوانَ السعودية عن الوقوف إلى جانب اليمن في كل الأوقات الحرجة. الجميع يتذكر موقف المملكة عندما أعلنت اليمن وحدتها عام 1990، وكيف قطع الأمير سعود الفيصل اجتماعاً دولياً ليعلن أمام العالم أن الوحدة اليمنية هي أكثر ما يُفرح العرب، وأن السعودية تقف قلباً وقالباً مع هذا الإنجاز التاريخي. كانت تلك اللحظة تأكيداً على التزام السعودية بسيادة اليمن ووحدته.

 

وفي أوقات الأزمات، مثل حادثة احتلال جزيرة حنيش من قبل إريتريا، كانت السعودية السند الأساسي لليمن في المحافل الدولية، حيث دعمت اليمن دبلوماسياً وسياسياً في الأمم المتحدة حتى استعادة السيادة على الجزيرة. كذلك في حادثة المدمرة كول عام 2000، كان العالم على وشك رؤية عدن تحت السيطرة الأمريكية، ولكن المملكة استخدمت ثقلها السياسي لمنع هذا السيناريو الكارثي، وأمنت موقف اليمن على الساحة الدولية.

 

أما في 2011، عندما كانت اليمن على وشك الانزلاق في حرب أهلية لا نهاية لها، كانت المملكة العربية السعودية هي اليد التي امتدت للجميع. تحت مظلتها، التقى الفرقاء اليمنيون وتم التوصل إلى حلول سياسية عبر المبادرة الخليجية، التي ضمنت انتقالاً سلمياً للسلطة، وتجنب اليمن دوامة الفوضى التي كانت ستدمر البلاد.

 

وعندما حدث الانقلاب على الشرعية اليمنية في 2014، سارعت السعودية لدعم اليمنيين وشرعيتهم، كما فعلت مع العديد من الدول العربية الأخرى. لم يكن ذلك مجرد دعم سياسي، بل شمل الدعم العسكري والاقتصادي والإنساني، حيث قادت السعودية تحالف دعم الشرعية وأطلقت برامج إغاثية ومشاريع تنموية لمساندة اليمن في أوقات الحرب.

 

وعلى الجانب الاقتصادي، تحتاج مساهمات السعودية في دعم اليمن لمقالات طويلة لشرح حجمها وتأثيرها. فقد كانت السعودية دائماً الداعم الأكبر لميزانية الدولة اليمنية، وفي حقبتي إبراهيم الحمدي وعلي عبد الله صالح، كان الجزء الأكبر من المساعدات الاقتصادية يأتي من المملكة. محسن العيني، أحد كبار الساسة اليمنيين، عندما زار المملكة، قال إن السعودية رفدت ميزانية اليمن برواتب لثلاث سنوات متتالية، لتؤكد بذلك التزامها بتحقيق الاستقرار الاقتصادي لليمن.

 

اليوم، تواصل المملكة تقديم هذا الدعم عبر رؤية شاملة تنموية، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يمضي قدماً في تحقيق رؤية 2030. من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، تعمل السعودية على بناء المدارس والجامعات والمستشفيات، وتحرص على تحقيق التنمية الشاملة لليمن. فهي تدرك أن ما ينقص اليمن اليوم هو النهضة التعليمية، وكأنها تقود اليمن نحو مستقبل مشرق بالتوازي مع ما تحققه من إنجازات في السعودية.

 

المملكة العربية السعودية تدرك جيداً أن التعليم هو أساس نهضة أي أمة، ولذلك تركز بشكل كبير على هذا الجانب في مشاريعها التنموية باليمن. من خلال بناء المدارس والجامعات، وتقديم الدعم لقطاع التعليم، تعمل السعودية على إعداد جيل جديد من الشباب اليمني قادر على بناء مستقبل أفضل لبلده. وكأنها تقول لليمنيين: "نحن نبني معكم، ونسير معاً نحو تحقيق رؤية مشتركة، لا تقل أهمية عن رؤية المملكة 2030".

 

وفي ظل كل هذه الجهود، يظل احتفالنا باليوم الوطني السعودي تعبيراً عن امتناننا العميق وتقديرنا لمواقف المملكة ودورها القيادي في دعم اليمن والعالم العربي. السعودية العظمى لا تحتفل بيومها الوطني وحدها، بل نحن معها، نحتفل بإنجازاتها ونهضتها التي تنعكس علينا جميعاً، وتساهم في استقرار المنطقة وازدهارها.

 

#اليوم_الوطني_السعودي_94