رحلة الجنوب العربي بين لوكندة رضية للراحة والمقيل والنوم في تعز خلال الفترة 1963/1967 وفندق وضاح للراحة والدلال والضيافة الحلوة خلال الفترة 2015 وحتى اللحظة من العام 2023 رحلة مؤلمة..
ورضية بنت دلوعة في غاية الجمال والذكاء أو أن من يحرك لعبتها بجوار الجهاز العربي (اسم فرع المخابرات المصرية في فندق. الاخوان..) هو الذكي... كانت رضية بجمالها الاخاذ تزين واجهة اللوكندة بمكتبها المتصدر المحل وعلى الجدران ترتفع صور الرؤساء جمال عبد الناصر وعبد الله السلال وأحمد بن بيلة وعبد السلام عارف والمناضلة الجزائرية جميلة بو حريد والمذيع احمد سعيد والصحافي محمد حسنين هيكل وامامها المذياع على مدار الساعة وهو ينشر الاخبار من صوت العرب من القاهرة ويبث الاناشيد الحماسية التي تشيد بالثورات والثوار والاشتراكية والوحدة وكان ثوار الجنوب العربي القادمين من سلطنات العز والرخاء قياسا بكتان تعز وصنعاء واليمن عموما ولا ينقصهم غير غباء أن تنتقل بلدهم الجنوب العربي من خانة الرجعية إلى خانة الجمهورية والثورة والاشتراكية والوحدة كما كانت الموضة وقتذاك مشروطا باليمننة.. وفي هذه اللوكندة يتم استقطاب قادة الثوار ويتم تحويل الافراد إلى معسكرات تدريب في منطقة صالة بتعز ويتم توفير كل أسباب الراحة والمزاج لكل ذوق مايشتهي لقياداتهم..
وهكذا كانت الحالة وعند الاستقلال الذي سيطر عليه مكون حركة القوميين العرب في ال30 نوفمبر1967م هرب الفريق المهزوم الى تعز وذهب إلى اللوكندة ذاتها ووجدها قد تحولت إلى منزل وعندما سألوا عن رضية قالوا لهم لا نعرفها وتكرر السؤال بحثا عنها وعن الراحة التي كانوا يجدونها عندها والثورة فقال لهم بعض أهل الحي أنها سافرت إلى الأراضي المقدسة!!؟؟
ولم تعد رضية حتى اللحظة.. هكذا كان الحال قديما... والأمر نفسه يتكرر مع الأخوة الجنوبيين في حزب الاصلاح اليمني (الايدولوجيا الإسلامية المتطرفة) وقيادات جنوبية أخرى يتم استضافتها في فندق وضاح.. وفي النهاية كم زعيم شمالي يعرفونه حاليا سيذهب إلى الأراضي المقدسة ويختفي فندق وضاح من الوجود ولن يجدوا له اثرا وسيرميهم زعماء اليمن الجدد الذي سيحلوا محل من سبقوهم ويرموا بمن فرطوا في وطنهم عرض الشارع وهم يبكون مصيرهم..وكم رضية ستغيب عنهم بعد أن يستكملوا مهمتهم ضد وطنهم كما فعل السابقون باسم ايدولوجيا الاشتراكية والثورة والوحدة .
الباحث/علي محمد السليماني