المكونات الهامشية المقطوعة الجذور لن تقطع الطريق على المجلس الانتقالي

2024-02-27 23:05
المكونات الهامشية المقطوعة الجذور لن تقطع الطريق على المجلس الانتقالي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

إلى متى يستمرُ العبثُ جنوبا؟... قال أكاديمي ومحلل سياسي جنوبي: "تتواصلُ عملياتِ البحثِ عنْ مكوناتٍ هامشيةٍ منزوعةٍ الجذورِ في الجنوبِ في محاولةٍ لقطعَ الطريقُ على المجلسِ الانتقاليِ الجنوبيِ إذا ما قيّضَ لمشروعِ مسقطٍ للتسويةِ أنْ ينجحَ والرهانُ على تلكَ المكوناتِ لإضعافِ المشروعِ الوطنيِ الجنوبيِ، لكنْ يبدو أنَ الرهانَ على غيرِ الانتقاليِ وقوى الإستقلالِ يبقى شكلَ منْ أشكالِ العبثِ الطفوليِ وسيبقى الانتقاليُ هوَ الوحيدُ القادرُ على تحملُ مسؤوليةَ الجنوبِ مجسدا شرعيةً جنوبيةً على أرضِ الواقعِ ومتمتعا بحضورِ إقليميٍ ودوليٍ .

 

وقال الدكتور "حسين لقور بن عيدان" في موضوع أطلع عليه محرر "شبوة برس" في صحيفة الأيام الغراء وورد فيه:

"لقدْ استجابَ الانتقاليُ لهذا الرهانِ منْ لحظةٍ قبولِ الشراكةِ معَ الشرعيةِ اليمنيةِ رغمَ الإدراكِ المسبقِ بحجمِ التحدياتِ والمصاعبِ التي ستخلقها القوى اليمنيةُ والتي واجهَ بسببها كثيرا منْ الدعواتِ المعارضةِ منْ الداخلِ الجنوبيِ كانتْ ترفضُ تلكَ الشراكةِ ، اليومُ وحتى بعدَ أنْ بلغَ السيلُ الزبى سواءٌ في تعطيلِ تنفيذِ الاتفاقاتِ منْ قبلُ الشرعيةِ أوْ الحالةِ المستعصيةِ التي قادتْ إليها حكومتها وخصوصا الأوضاعَ الاقتصاديةَ وأوصلتها إلى مستوى الكارثةِ ، بقيَ الانتقاليُ مستمرا في الشراكةِ لسدِ الذرائعِ أمامَ أكثرَ منْ طرفٍ إقليميٍ ودوليٍ لكنْ إلى حينٍ .

 

ما لمْ تستطعْ اليومَ أنْ تستوعبهُ بقايا الشرعيةِ المهترئةِ والمهمشةِ، أنَ مشروعَ الجنوبِ قدْ تجاوزَ حدودَ المطالبِ الحقوقيةِ منْ اليومِ الذي سالتْ فيهِ دماءُ شهداءَ المكلا بنْ همامْ وبارجاشْ في عامِ 1998 وأصبحَ الاستقلالُ الثاني شعارا بلْ ومبدأٍ وهدفٍ، سعتْ إليهِ وتسعى كلُ قوى الاستقلالِ الجنوبيةِ لتطبيقهِ على الأرضِ ولنْ تتوقفَ عنْ ذلكَ، بما في ذلكَ حشدُ الاعترافاتِ بحقِ شعبِ الجنوبِ في اختيارِ مستقبلهِ ، منْ قبلُ منْ كانوا يرفضونَ حتى الحديثِ عنْ هذا الحقِ.

 

 إنَ ما جرى ويجري اليومَ منْ عبثٍ غيرِ مفهومٍ بالنسيجِ الاجتماعيِ في الجنوبِ منْ قبلِ أطرافٍ شرعيةٍ وإقليميةٍ استعدادا لما اصطلحَ على تعريفهِ باليومِ التالي للتسويةِ معَ الحوثي لنْ يقدمَ أوْ يؤخرُ في موقفِ الجنوبيينَ ، وإنَ صلابةَ الموقفِ الجنوبيِ تعتمدُ على ما يقومونَ بهِ أنفسهمْ دون الاتكالِ على أيِ طرفٍ خارجيٍ وأنَ رهانهمْ فقطْ على شعبهم ووحدتهمْ  وترتيبِ وضعهمْ الداخليِ وتوحيدِ كلِ قوى الاستقلالِ لمواجهةِ قوى الشرعيةِ التي تآكلتْ كثيرا بعدما طغى عليها الفسادُ ، وبعدُ أنْ أظهرتْ عدمَ رغبتها وجديتها في مواجهةِ الحوثي للجميع خلالَ سنواتِ الحربِ.

 

وطالما أنَ ما يتمُ طرحهُ منْ خياراتٍ تتعلقُ بالتسويةِ أوْ ما تسربَ منها لا تلبي حقوقَ شعبِ الجنوبِ الوطنيةِ والسياسيةِ، سيصبح بالتالي لزاما على الانتقالي مواجهتها و أمرا لا بدَ منهُ عاجلاً أمْ آجلاً وهوَ ما يتطلبُ تأمينَ كلِ ما يلزمُ منْ دعمٍ شعبيٍ .

 

لذلكَ يمكنْ القولِ إنَ السعيَ إلى إدارةِ أوْ حكمِ الجنوبِ لمْ يعدْ ترفا بلْ يجبُ أنْ يتحولَ إلى واقعٍ ولكنْ لنْ يتمَ هذا ما دامَ هناكَ جنديا يمنيا على أيِ شبرِ منْ أرضِ الجنوبِ ، كما أنَ دورَ الانتقاليِ في الشرعيةِ يجبُ أنْ يخرجَ منْ إطارِ المقايضاتِ النفعيةِ إلى الضغطِ منْ أجلِ تحقيقِ إصلاحاتٍ جوهريةٍ تمسُ حياةَ الناسِ اليوميةِ دونَ انتظارِ مشاريعِ التسويةِ معَ الحوثي وانْ يحولُ الانتقاليُ حضورهُ الجماهيريُ والعسكريُ والسياسي إلى عاملٍ مؤثرٍ ورقمٍ فاعلٌ في كلِ ما يجري حتى لا ينظرُ إليهِ كامتدادٍ لشرعيةِ هزيلةٍ وفاقدةٍ للمشروعيةِ الواقعيةِ وحتى لا يكونُ ذلكَ عاملاً سلبيا يفقدُ الانتقاليُ شعبيتهُ والوطنيةُ لدى شعبِ الجنوبِ .

 

د. حسين لقور #بن_عيدان