بعد مرور أول 24 ساعة من الغزو البري الصهيوني لقطاع #غزة
تأكد إن فكرة السيطرة البرية الإسرائيلية على غزة صعبة جدا وإن كانت مستحيلة
*- شبوة برس - القاهرة
إسرائيل هجمت من ثلاثة محاور بقوة عسكرية غير معروفة، ولكن وفقا لبعض التقديرات 3 ألوية مدرعة ومشاة ميكانيكي، وهذا هجوم بري واسع وليس مجرد عملية
تم صد الهجوم، وإسرائيل لن تعترف بالخسائر نظرا لتعليمات القيادة العليا قبل أسبوعين بعدم الحديث عن خسائرهم حفاظا على الروح المعنوية، ولو لم ينجح الفلسطينيون في صد الهجوم لأقامت إسرائيل احتفالا بأول نصر عسكري يحققوه في القطاع ولأقاموا سياجا أمنيا حول مواقعهم الجديدة ولانتشرت صورهم في الإعلام..لكن هذا لم يحدث
مع فشل أول هجوم حصلت عدة مكاسب أجملها فيما يلي:
1-ارتفاع الحالة المعنوية للفلسطينيين وللمحور المعادي للاحتلال من كافة شعوب ودول العالم، ويساهم ذلك في صد أي هجمات مقبلة بنفس القوة..
2-عزز من تعاطف الشعوب أكثر مع غزة خصوصا مع قطع الاتصالات الهاتفية والألكترونية، فالبشر في ظل هذه الأجواء يتضاعف شعورهم بالخوف من المجهول، وفكرة وضع إسرائيل غزة وراء المجهول (غبية على المستوى الإستراتيجي) لأنها تعزز تهمة انتهاكهم للقانون الدولي أولا بالعقاب الجماعي، ويعزز من فرص اتهامهم بالإبادة الجماعية المتعمدة..
حاليا صار كل من يدافع عن إسرائيل في موقف صعب، لأنه في نظر القانون والأخلاق والدين والعقل والأعراف وحتى على المستوى الخطط العسكرية (ساقط)..
3-رفع مستوى الغضب لدول إقليمية كانت تعتبر صديقة لإسرائيل (مثل تركيا) التي تذهب شيئا فشيئا لتتوحد مع الموقف الإيراني، وعلاقات الدولتين حاليا في أسوأ مراحلها ربما بالتاريخ..مؤتمر أردوغان لم يكن ليحدث بهذه السعة والانتشار والعبارات والمواقف لولا هذا الهجوم البري وقطع الاتصال عن غزة..
4-إسرائيل تحارب الزمن لإنجاز أي نجاح عسكري يقضي على المقاومة أو حتى يضعفها، وما دامت للمقاومة قدرة ضرب الصواريخ فهي ليست ضعيفة، واليوم لا زالت صواريخ المقاومة تسقط على تل أبيب، إذن فإسرائيل بعد أكثر من 3 أسابيع لم تحقق شيئا سوى قتل 3500 طفل و 2000 امرأة وهي نتيجة (عار) على أي عسكري وسياسي ومن الصعب تحمل نتائجها الأخلاقية والسياسية..
5- خوف إسرائيل من الفشل هو الذي أدى لقرارهم المتعجل في الدخول البري، وهو قرار غير مدروس حتى أمريكا نفسها لا تنصحهم به، وبعد فشل أول هجمة في أول 24 ساعة خرج القادة ليبرروا ذلك بأن الهجوم البري لم يبدأ بعد (ياحلاوة ياولاد)..!
زي ما قلت لحضراتكم امبارح..
قدام إسرائيل أسبوع منذ إعلان الغزو البري، إذا لم تقض على المقاومة ستتعرض إسرائيل لهزيمة مدوية لم تحدث في تاريخها، وقد اخترت أسبوع تحديدا لأن إسرائيل حصلت على الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الكبير من مجموعة ال 7 الكبرى لإنهاء المقاومة بسرعة قبل أن تتضاعف أرقام الضحايا المدنيين في #غزة
بعد أسبوع سيشك القادة الإسرائيليون أولا في أنفسهم وقدراتهم على مواجهة المقاومة عسكريا على الأرض، ويبدأ الحديث حول أهلية ومدى صلاحية الجيش في حفظ أمن إسرائيل، وسيدب الخلاف والوهن بين الجنود اللي حرفيا مبيشوفوش النوم من 7 أكتوبر ورافعين حالة طوارئ خوفا من أي مفاجأة غير متوقعة..
سيؤدي هذا الوضع لهجوم معاكس للمقاومة الفلسطينية يكون فيها الجندي الإسرائيلي أقرب إليهم من شعب غزة، ويصبح جنود إسرائيل في مرمى نيران أي قناصة أو عبوة ناسفة أو مضادة للدروع أو صواريخ ورصاص عادي، وهذا الوضع هو الذي كان يُخيف قادة إسرائيل وأمريكا من الغزو البري واحتمالية حدوثه لأن سقوط الجنود الإسرائيليين سيحدث يوميا بالآلاف كالدجاج..وفي كل مكان بالقطاع..
بالعموم: مرت أول 24 ساعة بسلام..والمقاومة صار لديها حافز أكبر للصمود في الأيام المقبلة، وفي تقديري أن الدعم الدولي خصوصا بقرار الأمم المتحدة الأخير واضطراب الموقف الغربي ولجوءه لخفض التصعيد الإعلامي يصب حاليا في صالح الفلسطينيين..
مع أملي أن يخرج سكان غزة المدنيين بأقل الخسائر، لأن انتقام الصهاينة من هزيمتهم سيكون قاسيا وتاريخيا، ودعواتي أن يحافظوا على أنفسهم في مكان آمن قدر الإمكان ..على فرض وجوده للأسف..
*- سامح عسكر – سفير وباحث مصري