من 600 إلى 12 مليون إسترليني: أخطاء الجبهة القومية حرمت الجنوب من التعويضات

2023-10-16 23:19
من 600 إلى 12 مليون إسترليني: أخطاء الجبهة القومية حرمت الجنوب من التعويضات

قحطان الشعبي ممثل الجبهة القومية ينحي إجلالا للورد شاكلتون رئيس وفد بريطانيا الى جنيف

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

يعيد محرر "شبوة برس" التذكير أن "حزب رابطة الجنوبي العربي" الحزب الوطني الرائد بقيادة السيدين محمد علي الجفري والمحامي شيخان عبدالله الحبشي رحمهما الله تعالى من خلال نضالهما السياسي في أروقة الأمم المتحدة قد حصلا على قرار دولي بخروج بريطانيا من أرض الجنوب العربي ووافقت بريطانيا وقررت المغاددرة 9 يناير 1968 وأشترط حزب الرابطة على بريطانيا دفع مبلغ 600 مليون جنية إسترليني تعويض عن فترة احتلالهم الجنوب العربي لكن أجهزة المخابرات الدولية والأقليمية حرفت مسار الأحداث في الجنوب لصالح "الجبهة القومية" التي فرّطت في كل شيء وقبلت بـ 12 مليون جنيه إسترليني نظير استلامها الحكم والتزامات بريطانية أخرى للجيش والأمن الجنوبي ومستشفى الملكة في عدن ولمدة خمس سنوات؟؟؟".

 

الباحث والمؤرخ "علي محمد السليماني" خص موقع "شبوة برس" بالموضوع التالي:    

  طرحت رابطة الجنوب العربي القضية الجنوبية على الأمم المتحدة خلال الفترة. 1959/1967 وطالبت الرابطة بتعويضات من بريطانيا عن فترة الاحتلال بستمائة مليون جنية إسترليني وصرف المرتبات للجهازين العسكري والامني والجهاز المدني لمدة خمس سنوات   وتسليح القوات الجنوبية بسلاح طيران وبحرية كافية لتمكين جيش الجنوب العربي للدفاع عن سيادة وحدود الجنوب العربي واستقلاله .. 

لكن الأمم المتحدة أقرت ستين مليون جنية إسترليني فقط  ودفع المرتبات  لمدة خمس سنوات وتوفير غطاء جوي بريطاني في حالة تعرض دولة الاستقلال لأية اعتداء خارجي..  

وفي مفاوضات الاستقلال بجنيف  تم الاتفاق على تقديم 12مليون جنية إسترليني وتأخير الباقي إلى وقت لاحق تجري بشأنه تفاهمات بين دولة الاستقلال للجنوب العربي وبين المملكة المتحدة وابقاء سرب مقاتلات بريطانية لتوفير الحماية من اي عدوان خارجي.  

لكن الجبهة القومية وقعت في أخطاء سياسية وقانونية  بتسمية دولة الاستقلال الجنوب العربي (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) والخطأ الآخر أن  الجمهورية الوليدة طلبت من السرب البريطاني عام1968 ضرب ثوار الوحدة الوطنية في المحافظة الرابعة (شبوة حاليا) في مناطق العوالق والواحدي وفي مناطق الصبيحة في المحافظة الثانية (لحج حاليا) لكن بريطانيا رفضت ذلك موضحة أن تلك القوة الرمزية موجودة للتصدي لأي عدوان خارجي فتم طردها. 

وفي 22يونيو1969 تم الانقلاب على الرئيس الشرعي قحطان الشعبي المعروف دوليا  وتم تغيير  اسم الدولة عام1970 إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  وأخذت بالنظام اليساري المتطرف مما جعل الدول الغربية توصمها بالإرهاب وعندما حاولت القيادة الجديدة المطالبة بالمبلغ جاء الرد من بريطانيا أن مجلس العموم البريطاني  اوقف تقديم أية معونات لدول في العالم الثالث منها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهكذا 48 مليون جنية إسترليني مازالت باسم الجنوب العربي في صندوق  خاص ..

وأتذكر أن سفير بريطاني جديد  تم تعيينه  لدى صنعاء واسمه هندرسن زار ذات يوم مقر الغرفة التجارية الصناعية بعدن والتقى برئيسها الراحل الشيخ محمد عمر بامشموس  وبنائب رئيسها الراحل الشيخ عبدالله سالم الرماح وفي مجمل تبادل الكلمات أوضح السفير أن 48 مليون جنية إسترليني موجودة في صندوق خاص لمساعدة عدن في ترميم مستشفيات ومرافق في عدن (طبعا السفير) يقصد باقي التعويض للجنوب العربي ورشحت قيادة الغرفة مستشفى الجمهورية الذي كان اسمه مستشفى الملكة اليزابيث وفتحت السفارة موضوع الترميم مع صنعاء التي رفضت عدن وحددت مستشفى في الحديدة ولم تحصل عدن ولا الحديدة  على اي شيء من ذلك المبلغ..