إعصار الأقصى.. مقارنة مؤلمة بين موقف أمريكا ومواقف الانظمة العربية

2023-10-12 06:05
إعصار الأقصى.. مقارنة مؤلمة بين موقف أمريكا ومواقف الانظمة العربية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - صلاح السقلدي

أمريكا تعلن وقوفها مع اسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني وتؤكد (أمريكا) بأنها ستواصل دعم اسرائيل بكل المجالات وبالذات العسكري والاستخباراتي وتصف المقاومة والشعب الفلسطيني الواقع تحت نير الاحتلال بالإرهاب ،واسرائيل التي تحتل الأرض وتتعربد منذ ثمانية عقود بالحَمَلِ الوديع المعتدى عليه!.

  هذا الموقف الأمريكي ومثله الموقف الأوربي ليس بجديد ولا مفاجئِا لنا كشعوب، فهؤلاء يقفون الى جانب دولة الاحتلال على رغم ما يتشدقون به من قِيمٍ و مبادئ وحقوق إنسان ،ويخوضون حربا لا هوادة فيها ضد أكذوبة الاحتلال الروسي في أوكرانيا فيما هم يدعمون في فلسطين المحتلة أقبح وأمقت احتلال بالتاريخ. هذا هو نفاق الغرب لا غبار عليه ولا تتملكنا أية دهشة ..فالغرب هو من غرز بجسد الأمة العربية والإسلامية هذا الفيروس الصهيوني ويمده بكل أسباب البقاء وبشتى أنواع السلاح والقوة  الغاشمة بما فيها النووية ويعزز لديه سياسة الغطرسة والاجرام ويظلله بمظلته السياسية والحقوقية بكل المحافل الدولية.

 نقول ان هكذا مواقف غربية أمريكية مساندة للاحتلال ومعادية لأصحاب الحق والأرض ليست غريبة ولا جديدة ولا تضيف شيئا الى شعورنا بالخيبة والحسرة ،بل ما يعمق في قلوبنا كشعوب عربية من شعور بغبن والخذلان وتخنقنا الغصة بقساوة هو مواقف (بعض) الأنظمة والنخب العربية التي لم تكتف فقط بعدم الوقوف الى  جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة بهذه الظروف بل بإلقاء اللائمة على المقاومة وتبرر للعدوان أفعاله وجرائمه وانتهاكاته للمقدسات.. فيا لوقاحتهم يعاتبون الشعب الفلسطيني على ردت فعله وينسون فعل وجرائم دولة إسرائيل ودعم الغرب ونفاقه. انها قمة الشعور بالدونية، وذروة الانبطاح والمهانة في لحظة فارقة بالزمن العربي..

     

ففي الوقت الذي يصرح فيه الرئيس الامريكي بايدن بأن بلاده ستمُد اسرائيل بمزيد من السلاح نرى هؤلاء الأوغاد من العرب المتصهينة المطبعة لا يكتفون فقط بعدم الإعلان عن وقوفهم مع الشعب والمقاومة الفلسطينيَين ودعمهما بالسلاح كما فعلت وتفعل أمريكا والغرب مع دولة نتانياهو ودولته العنصرية بل يتمادون الى ما هو أبعد من الخذلان . فلم يكف هؤلاء الاوغاد عن مواقفهم المخزية لهم والمحبطة للجماهير العربية والمساندة للعدو وهو أضعف الايمان الذي نتوقعه منهم بل طفقوا يهزىون بالتضحيات الفلسطينية ويتهمونها بالمزايدة والتصعيد والتهور ومحاولة لإفشال جهود السلام والتسوية. فعن أي سلام وأية تسوية يتحدث هؤلاء المسوخ؟ هل يقصدون التطبيع مع العدو؟ والاستسلام له يعتبر سلاما؟ سحقا لهم ولسلامهم ولاستسلامهم .و اي تصعيد يقصدون ؟ هل الدفاع عن الأقصى تصعيدا ومزايدة؟. ومع ذلك فليكن تصعيدا فنِعمُ التصعيد ونعم التهور.

   

ولكن لماذا نحرق اعصابنا مع هؤلاء ونستغرب مواقفهم وهم ليسوا أكثر من رجع صدى لأصوات أنظمتهم الخانعة واولياء نعمتهم…فهل سيقف هؤلاء الأوغاد النخبوية مع الشعب الفلسطيني فيما حكوماتهم تهرول حثيثا نحو مستنقع التطبيع والركوع على عتبات الكنيست لترضى عنهم بالتالي واشنطن وبيتها الأبيض شكلا الأسوَد جوهر؟ .

  

فأي انتصار عربي كالذي يتشكل اليوم بملامحه المشرفة في غزة وعموم فلسطين سيعني بالضرورة لهذا النخب وأنظمتها التي طبعت مع تل ابيب رسميا وتلك التي تطبع من تحت الطاولة وكان على وشك إعلان تطبيعها كما كانت تهندس له واشنطن الى قبل أيام وربما ساعات من عملية إعصار الأقصى المباركة.. نقول ان هكذا نصر سيعني لهذه النخب ولأنظمتها المطبعة بالضرورة موقفا حرجا ويقذف بها في مكبات التاريخ ويضعها في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية بما فيها الشعوب التي طبعت أنظمتها مع العدو .بقي ان نشير الى أننا حين نتحدث عن هذه الأصوات وعن هذه  الانظمة الانهزامية الخائنة لقضية العرب الاولى فنحن نخص بالتأكيد نخب وانظمة بعينها بعضها طبعت علنا وبعضها على وشك، ولا نقصد كل النخب وكل الانظمة العربية فما تزال الساحة العربية تزخر بنخب وطنية عروبية مخلصة وما تزال ثمة انظمة تقبض على جمر الصمود ونار الرفض لكل مشاريع التآمر وصفقات الخنوع واتفاقيات الاستسلام وبيع فلسطين ومقدساتها وشعبها العظيم للاحتلال باسم السلام و لرغبة امريكية اوربية بائسة… ما تزال سورية الشموخ تقاوم وما تزال بلد المليون شهيد وتونس والعراق ولبنان على العهد باقون وغيرهم.

 

تحية إجلال للشعب الفلسطيني وللمقاومة في لبنان والجولان السوري ..الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للاسرى.

*- عن رأي اليوم