إلى كل الفقراء والمساكين والشرفاء من أبناء وطني مقالي هذا لايعنيكم..
ماذا أتمنى في ليلة العيد بعد أن أضناني التفكير من هول ماوجدته يدمي العين ويحزن القلب في كل مكان والإمكنة كثيرة في وطني الكبير.
أنا مواطن بسيط قيدتني الأمنيات تمنيت أن أكون مواطن ميسور أن أفعل شيئا للكثير من أطفال الوطن المكلوم الذين رأتهم عيناي في الجولات والشوارع وهم يبيعون بكل شرف قطع البخور وعلب الماء والفل اللحجي ومناديل المسافرين وزينة السيارات وأساور للبنات وعلب الكبريت وكثير من البضائع المسجاة القليلة القيمة ينطلقون من من شارع إلى آخر ومن جولة إلى أخرى ولسان حالهم ..
ياعم إشتري مني أنا ولد فقير أو( بنت) أو ولد يتيم أو (بنت) أشتي أشتري بدلة العيد ..
أو امرأة تنتقل ببضاعتها البسيطة من شارع إلى آخر ومن جولة إلى يترصدون لسيارات المسافرين ولسان حالها..
الله يخليك اشتري مني معي أطفال صغار أو أطفال إيتام ..
ياويلي ضاعت الأمنيات تترادف في مخيلتي الصغيرة..
تمنيت لو كنت مسئولا فأحتوي كل أطفال الفقراء والأرامل والثكالى لكني تذكرت أني مجرد مسئول فمن أين آتي بالسعادة لكل هؤلاء إلا إذا كنت مسئولا سارقا يسرق عرق الناس ويبني العمارات ويهرب أموال البلد إلى الخارج ويبسط على الأراضي ويخصم من مرتبات موظفيه فإذا كنت مسئولا فقيرا شريفا فلن أفي لهم بالغرض الذي في نفسي وإن كنت مسئولا سارقا فلن أعطي أحدا مما سرقت لإني باختصار سارق عديم الذمة والضمير..
تمنيت لو كنت تاجرا كبيرا أفتح المخازن الكبيرة وأمنح الأطفال اليتامي والأرامل والثكالى كل مايحتاجونه..
لكني تذكرت شيئا واحدا فمن أين آتي لهم بكل مايطلبونه إلا إذا كنت تاجرا جشعا يبيع بضاعته أضعاف مضاعفة عن سعرها المشتراة إبيع بدلة العيد لطفل عمره من ثلاث إلى عشر سنوات مع الحذاء بمبلغ قد يصل إلى خمسين ألف ريال
وكسوة بنت وامرأة قد تصل إلى ستين ألف ريال فهل سأعطي الفقير المعدم نفس الكسوة التي أبيعها بذلك الثمن لا ربما أورد لهم بضاعة مهترأة قابلة للتمزق مخزونة عندي في المخازن منذ ثلاثة أو أربعة أعوام قد استرديت أرباحها أضعافا مضاعفة وأصبحت قيمتها هزيلة لاتتعدأ عشرة آلاف ريال لن تدوم مع الفقير إلى بعد العيد..
إذاً ماذا أتمنى ..
امنيتي الأخيرة ..
أتمنى لو كنت عزرائيل فأسري في هذه الليلة وإقبض روح كل مسئول سارق حقير يرى بعينه جوع أطفال بلده وعريهم ويرى النساءالأرامل والثكالى العفيفات وهن ينتقلن من شارع إلى أخر ومن جولة إلى أخرى وهو يسرق مقدراتهم ويهربها إلى خارج البلد ليسعد بها أسرته فقط ويتلذذ بمعاناة شعب كامل أتمنى لو كنت عزرائيل فأقبض روح كل مسئول سارق وأرسلها إلى الجحيم..
أتمنى لو كنت عزرائيل فأقبض أرواح التجار المرابين الجشعين الذين يبيعون بضاعتهم بأسعار مضاعفة عما اشتراها وإذا تصدق تصدق ببضاعة مهترئة ممزقة قبيحة الشكل واللون والمظهر وظن أنه من المتصدقين..
أتمنى لو كنت عزرائيل فأقبض أرواح مسئولي المنظمات التي توزع مسعاداتها على الميسورين والغير محتاجين بطرق المحاباة والمحسوبية ويسرقون الكثير من المساعدات وهم يرون بأم أعينهم أطفال ونساء بلدي العفيافات يتعرضن للإهانات والآستهزاء والسخرية في الجولات والشوارع..
أتمنى لو كنت عزرائيل فأقبض أرواح الفجرة في كل من ذكرت وأرسل أرواحهم إلى الجحيم..
آاااه يا أطفال بلدي أن العين لتدمي والقلب ليحزن إلى الحال الذي وصلت إليه إلاف وآلاف مؤلفة من الأطفال والنساء الأرامل والثكالى وهم يتعرضن لكسر الخواطر أما من أناس فقدوا الضمير والإنسانية أو من أناس بسطاء ليس بيدهم أي مقدرة ليسعدوكم..
في ليلة العيد أقول لأطفال وأرامل وثكالى ومعسرين ومعسرات بلدي صبرا جميل..
وجعل الله الصحة تاجا على رؤوسكم وكل وأنتم بخير..
*- محمد عكاشة
.