حكاية ترميم سور شبام بجهاته الاربع

2022-06-03 07:17
حكاية ترميم سور شبام بجهاته الاربع
شبوه برس - خـاص - وادي حضرموت

 

وصلت حالة سور مدينة شبام. قبيل اعلان الحملة الوطنية والدولية لانقاذ مدينة شبام الى وضع لم يعد السور قائما بل منهارا بنسبة تفوق ال 85% حينها ان لم يكن تداركه واعادته من جديد لكان سببا من أسباب انهيار المدينه الى جانب الأسباب الطبيعية الاخرى فكان لزاما اعادته باي تمويل ( حينها لم تكن هناك صندوقا مثقوبا لتمويله والاعمال الاخرى) اليونسكو وعقب ادخال شبام بقائمة التراث الدولي كان يقع على الحكومه ضرورة المساهمة الاولية وبدات بعض المؤسسات والمصانع تقدم مبالغ متواضعه ومنها مصنع الطلاء والاملشن الذي قدم مساهمة ب 20 الف دينار جنوبي وكان المبلغ عند انفاقه وجه بشكل صحيح للمواقع المستهدفة فلم يكلف نصف المبلغ هذا من اعادة سور شبام من جديد من الاساسات بدءا من

منتصف الثمانينيات حتى نهايتها واعيد السور كاملا بوضع مداميك من المدر الطوب اللبني فوق الاساسات وكانت المداميك عباره عن ثلاث سبيات ومعروضه! ثم ارتقى السور كما ماكان عليه وتتفاوت ارتفاعاته من 6 الى 9 امتار في بعض الاماكن ومن الجهات الاربع ولم يكن آنذاك جيش من المهندسين او الاستشاريين او الخبراء المبعثرين او كم هائل من المشرفين وكان لايضيع فلسا واحدا الا في مكانه كان فقط مهندس واحد من الهيئة مكتب شبام ومعالمة بناء خبراء في البناء وعمالهم وبدون ضجيج او حديث عن العمله الصعبة

 

استكمل البناء وجاء خبراء اليونسكو من بريطانيا وباريس وذهلوا مما شاهدوه من اعاده لاهم مكون من مكونات شبام السور الذي كانت وظيفته في

القدم شكلا من اشكال الحماية الى جانب انه شبية بجدار داعم للمدينة ككل وليس للبيوت المطلة (خبراء اليونسكو الذين جاءوا للتقييم اجانب قطعوا

آلاف الكيلومترات وعلى نفقة اليونسكو وليسوا من سيؤن او المكلا او صنعاء كما مايحصل اليوم ياتون كخبراء لتقييم العمل وعلى نفقة المبالغ الممنوحه لشبام) تم بعد ذلك تلبيس الجدران للسور بمحظة مسبوكة

 

وممن شاركوا من ابناء شبام العمل على اعادة السور وبناؤه من جديد ابرزهم : سعيد باصويطين الاكبر سنا وشباب مساعدين له عمر فاضل/ عرفان باخريصة/  يسلم حنبل وآخرين وكان اجرهم حينذاك لايتجاوز 250 شلن _ درهم_!

 

يبدا وعماله اليوم التالي ببدء تلبيس الجدران إذ تبدو المدر ظاهرة) تم الاكساء بدقة وجودة متقنه وظلت هذه المحضة( الاكساء او التلبيس) حتى اليوم 2022م.

 

وشكلت الجهة الغربية اكثر مستوى من الصمود عن غيرها فالجهة الجنوبية والشرقية كانت ولازالت عرضه للعوامل العديده تسببت في احداث بعض التخريب فيها فيما الشمالية أيضا بدات تغزوها عملية التحلل (السبخه) وايضا انها جزء منها في سبتمبر 2009م واعيدت بعد اسبوع من انهيارها باشراف مهندسي الهيئة العامه للمدن التاريخية والمشروع الألماني كما ان الجهة الجنوبية تم التدخل فيها في 2019م من قبل الهيئة العامة للمدن التاريخية خاصة السور الجنوبي الشرقي

 

وكل هذه التدخلات في حينها اولا لم تكن عبر استشارات خارجية اقصد من خارج شبام ولا بصناديق سوداء او مثقوبه وانها جزء ايضا من الجهة الجنوبية الى الغرب من البوابه

2018م 2019م ووقعت تشققات بالبوابه وازدادت في عقب امطار 2020م وتضررت بيوت وتدخلت مؤسسة دوعن والشيخ عبدالله بقشان وبمبلغ متواضع ايضا استطاع به ان يعيد ذلكم الوضع الى ماكان عليه وعبر السلطات المحلية

وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية..

 

اليوم تتم اعادة محضة السور وعبر الصندوق

الاجتماعي ومن منح مقدمه من اوروبا ويظهر في الصورة( اكساء فوق الاكساء السابق والذي يتمنى ان يكون بذات الجودة الاولى لا ان يفصل بعد اشهر ويتخرش جراء امطار خفيفة الصورة اليوم الخميس) ..

 

العبرة في ترميم مثل هذه المعالم تقوم على اساس مثل شعبي لايجب ان يحصل وهو (اذا كثر الطباخين فسد المرق) اي الطبخة كلها والتي اصلا لاتستحق مهندسون واستشاريين كثر فمقيمون اكثر

الامر الاخر هناك عمل عن آخر فيه بالطبع فوارق عديده منها الخبرة والوعي باهمية المكان او المعلم المستهدف فالتعامل مع مواقع قديمة وذات اهمية

تاريخية وطينية لا يتوجب اطلاق وتجربة هندسة الاسمنت والخرسانية ونظريات الخبراء او ممن يدعون ذلك تطبيقها على شبام ام ان الامر اسقاط واجب ليس الا وبانفاق على المدينة لايتطابق مع الواقع فاهل الخبرة في عمارة الطين لابد من الاخذ برايهم وليس ارسال الاوامر لهم ولهذا فان الصمود لنحو 38 عاما للاسوار كان سببه في الاول حفظ الله لشبام واهلها وبعدها الوعي لدى معظم ابنائها. طيلة تلك الفترة بان يتجنبوا اي استحداثات على السور على غير ماهو حاصل الآن من عبث واضح وضوح الشمس ..

 

شبام ليس برهوت وبئرها الذي يضيع فيها

كل شيء فالسور سوار يطوق شبام. فاذا صلحت وصدقت نية القائمون والصناديق التي تستوعب مايقدمه المانحين فان شبام واسوارها وبيوتها وساحتها وسكانها صلح كل شئ ماعدا ذلك فهو جعجعة تنتج طحينا مخلوط بالسوس وفاسد

# علوي بن سميط