بعد جهد جهيد ايقن حلفاء الرئيس السوري بشار الاسد بما في ذلك روسيا ان اي انتقال في سوريا لا يمكن ان يتحقق ما دام الاسد في السلطة، ورغم ذلك فاننا لا نتوقع حدوث اي تغيير في سياسات هذه الدول الحليفة، هذا ما قاله مياكل يونغ في الديلي ستار.
1) عن الكاتب انه قبل ايام قليلة، ركزت وسائل الاعلام على رحيل بشرى الاسد، شقيقة الرئيس السوري وارملة الراحل آصف شوكت، نائب وزير الدفاع الذي قتل في قنبلة في تموز/ يوليو الماضي، وتحدثت التقارير عن هروب بشرى الى دبي من دون معرفة الاسباب الحقيقية التي ادت الى فرارها من البلاد الا انه قيل ان النواة الداخلية لنظام الاسد تتمزق.
وفي هذا السياق كانت هناك شائعات بان شوكت فضل التفاوض مع المعارضة، ما اثار حفيظة ضباط علويين وعلى رأسهم ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري ما جعل البعض يقول ان التفجير الذي قتل شوكت هو من اعداد النظام لضمان ولاء العلويين للنظام الوحشي.
وفي حال كان هذا الامر صحيحا، فانه من المرجح ان تكون بشرى قد وقفت في صف زوجها وبالتالي فان بقاءها في سوريا لم يعد ممكننا، فاما انها اجبرت على الخروج من البلاد او انها اختارت من تلقاء نفسها ان تغادر، وايا كانت الطريقة فان خروجها من البلاد له دلالات مهمة لكون النظام السوري يرتكز على عائلة الاسرة التي تعاني حاليا من التشرذم.
واوضح الكاتب ان الدعم لبشار الاسد يتآكل وفق ما اكده ديبلوماسي في الامم المتحدة، والذي اشار الى ان الخلافات لا تزال قائمة بين روسيا والدول الغربية حول انتقال السلطة في سوريا ومدى مشاركة النظام في عملية الانتقال، مع العلم ان روسيا وافقت على مبدأ المرحلة الانتقالية.
وفي هذا السياق سبق وان اكد المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ان سوريا لا يمكن لها ان تعود الى ما كانت عليه قبل الثورة، ومن جهتها تحاول روسيا ان تلعب دور مركزي لجهة انشاء نظام جديد في سوريا الا انها تتطلع في النهاية الى حماية مصالحها.
واشار الكاتب الى ان الحلقة الضعيفة في هذه العملية هو الرئيس السوري نفسه، اذ انه في حال حدث اي تطور يدفعه الى الاستقالة، فان الاسد سيجد نفسه معزولا، وقدرة روسيا على الاتيان بالنخبة العلوية في الجيش والمخابرات سيكون امرا حيويا، فموسكو لا تريد ان تنهار القيادة السورية لان هذا من شأنه ان يقوض حصصها في سوريا.
وذكر الكاتب ان الحسابات الايرانية لا تقل شأنا، فوساطة الابراهيمي تعتمد على مدى توافق طهران وموسكو حول سوريا، فتماما كالروس، عزز الايرانيون من قدرة الاسد العسكرية اذ انه في حال اصبحت السلطة في سوريا هشة فان ايران قد تفقد كل شيء.
واشار الكاتب الى ان مراكز القوة الايرانية منقسمة، رغم انها متأكدة من ان الحل العسكري غير وارد في هذه المرحلة، هذا وقد تعي طهران ان الابتعاد عن الاسد هو السبيل الوحيد للحفاظ على مكانتها السياسية والعسكرية.
ويوضح الكاتب ان هناك عقبتين اساسيتين امام تنحي الاسد، العقبة الاولى ان الرئيس يجسد النظام وبالتالي في حال رحل فان النظام سينهار والعقبة الثانية ان المعارضة السورية لن توافق على عقد صفقة مع اولئك الذين ذبحوا عشرات الالاف من الابرياء.
اضافة الى ذلك هناك مسألة اخرى: الاسد قد يرفض التنحي، فالرئيس ادرك الديناميات المتناقضة، فعلى الرغم من انه قد يفقد قبضته على البلاد الا ان ايران وروسيا سيحاولان تجنب كارثة تفكك حكم الاسد، لكون ذلك سيعني تفكك النفوذ الايراني والروسي على سوريا.
فكلما بات الاسد ضعيفا، كلما بذلت كل من ايران وروسيا الجهود اللازمة لضمان بقائه في السلطة، لكي يعزز مكانته ويفاوض من منطلق القوة، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه: اذا عزز الرئيس السوري موقع فما الذي سيدفعه الى التفكير بالتنحي؟
في الواقع ان هذه هي لعبة موسكو وايران، فمصير هذين البلدين متوقف على مصير الاسد، اذ من الجائز ان يخططان للمرحلة الانتقالية في سوريا الا انهما لا يستطيعان تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية اليوم من دون المخاطرة بكل شيء وهذا ما يستفيد منه الاسد ويضمن بقائه في السلطة لوقت اطول..