لوحة من : حضارة ملوك ارض اللبان
يقول الشيخ الامام محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي :(حضرموت اسم بلد وقبيلة أيضا وهما اسمان جعلا واحدا فان شئت بينت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني باعراب مالا ينصرف ، فقلت هذا حضرموت وأن شئت أضفت الأولى الى الثاني فقلت هذا حضرموت . أعربت حضرا وخفضت موتا والنسبة اليه حضرمي .
وقد يطلق على ساحل جنوب الجزيرة العربية الذي يمتد من أبين غربا الى رأس الحد شرقا باسم الشحر .
ويشمل اسم حضرموت الأراضي الواقعة الى الداخل من ساحل حضرموت اضافة الى الوادي الكبير وادي حضرموت بروافده أو فروعه المختلفة التي تصب قي مجرى الوادي الرئيسي متجهة نحو الشرق ثم جنوبا نحو ساحل البحر العربي .
وفي جهة الشمال من مناطق الصحاري والكثبان الرملية التي تبدأ من الشمال الشرقي بظفار بعمان .
ومن الأمور التي تجدر الاشارة اليها أن اسم حضرموت الاسم الوحيد من أسماء الممالك الذي ظل معروفا ومشتهرا منذ العصور القديمة التي سبقت ظهور الاسلام حتى يومنا هذا مقارنة بغيرها من أسماء الممالك اليمنية التي قامت في أدوار تاريخية مختلفة واختفت وأن بقي منها شيء يطلق على مكان محدود أو جماعة بشرية قليلة من سكان اليمن وشاهدا اخر أن شبوه اسم اشتهر قديما ولازال حتى الان من حضرموت .
وكانت حضرموت اسما معروفا لدى عرب الحجاز وغيرهم ( راجع حلقات هجرة الحضارم ) ويظهر ذلك حتى قبل انتشار الاسلام وهجرة الرسول صلى الله علية وآله ، وفي الحديث الذي جاء عند البخاري وأبي داود والنسائي : عن أبي عبدالله خباب بن الأرت رضي الله عنه – قال شكونا الى رسول الله صلى الله علية وآله وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعوا لنا ؟ فقال : ( قد كان من قبلكم يؤخد على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمة ، ما يصده ذلك عن دينه والله لا يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) البعض فسر الحديث على الواقع السياسي .
وذكر الاخباريون أن أسم حضرموت جاء في التوراة سفر التكوين اصحاح 10 اية 26 أخبار الأيام الأول اصحاح 1 ، اية 20 ص 633 بأنها بلاد تقع الى الشرق من اليمن على ساحل بلاد العرب .
وجاء في معجم البلدان ( حضرموت ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وذكر ابن خلدون أن حضرموت معدودين في العرب العاربة لقرب أزمانهم وليسوا من العرب البائدة لأنهم باقون في الأجيال المتاخرة الا أن يقال أن جمهورهم قد ذهب من بعد عصورهم الأولى وأندرجوا في كندة وصاروا في عدادهم فهم بهذا الاعتبار قد هلكوا وبادوا والله أعلم ، وحضرموت كانوا بالاحقاف فكانوا جبارين طوال القامة لم يكن مثلهم ( انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ) ولاشك أن الادلة والشواهد في التاريخ تدل على استقلالية وقدم القبيلة وأن صلة النسب بين قبيلة حضرموت وحمير ، ولم تكن البلاد الحضرمية كلها في نفود قبيلة حضرموت خاصة في العهود الأخيرة التي سبقت ظهور الاسلام ولهذا فان قبيلة كندة تقاسمها مناطق كبيرة من حضرموت أيضا وبصورة أقل بطون قبلية أخرى خاصة من حمير الحضرمية لهذا نرى قبيلة حضرموت تسكن الداخل : من الجهة الشرقية والوسطى من وادي حضرموت وأول بلادها ( شبام ) وهي تقع بينهم وبين حمير ، وفي اعلى بلد حضرمي تسكن كندة وتصب أودية مساكن كندة في مواطن قبيلة حضرموت ثم يصب حضرموت الى بلد المهرة وتتداخل المناطق بصورة يصعب تحديد فواصل دقيقة بين كل قبيلة وأخرى ليس فقط بالنسبة للمهرة وكندة وقبيلة حضرموت بل وهناك تداخل بين حضرموت وبين ( سرو حمير ) المسمى اليوم بيافع .
وقد تعرضت حضرموت بحكم موقعها الاستراتجي والجغرافي لاطماع استعمارية من قبل البرتغاليين والاتراك والزيود والانجليز ، وهناك مقولة عظيمة سابقة تقول ادا تريد أن تحتل حضرموت فعليك اولا احتلال الشحر بحكم انه يوجد به موقع الميناء الرئيسي لحضرموت واليوم من اراد احتلال حضرموت علية السيطرة على الشحر اولا، بحكم موقع الانبوب او السيطرة على المسيلة ،لأن في التقسيم السابق تعتبر غيل بن يمين تابعه لمديرية الشحر ، وهنا يعتدل ميزان القوى ، وهو كما هو حاصل اليوم من سيطرة الجماعة الحوثية على مناطق في عمران وهمدان وغيرها وفرض سياسة الأمر الواقع ، واعتبارهم طرف ثالث في المعادلة السياسي لتكون القسمة على ثلاثة بدل أن تكون على أثنين ..
رؤية واقعية قدمها السلطان القعيطي للحراك الجنوبي ، بأن يكون الرئيس القادم من أبناء حضرموت ، ويكون الأسم القادم للدولة بموجب ما ذكر في الكتب السماوية وكتب التاريخ ، للاعتبار السياسي والتاريخي والثقافي والبعد الجغرافي ، ولاقناع المجتمع الحضرمي بأن حقوقه محفوظة ، ورسالة للذين يتوهمون بأن حضرموت تبع وليس رقم صعب لأن حضرموت تاريخية وعمق استراتجي في المعادلة السياسية الصعبة في المرحلة الحالية .
المراجع :
البداية والنهاية ،،،
الافادة في معرفة الصحابة من كندة وحضرموت ،، حسين بن صالح بن سلمان ..
* الشيخ عبدالله راجح اليهري - المكلا