أميركيون في اليمن يتهمون سفارة بلادهم بمصادرة جوازات سفرهم

2014-07-25 05:45
أميركيون في اليمن يتهمون سفارة بلادهم بمصادرة جوازات سفرهم
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية يوم أمس تقريراً عن قيام السفارة الأميركية بصنعاء بمصادرة عدد من جوازات السفر الخاصة بمواطنين أميركيين ذوي أصول يمنية، أوردت الصحيفة قصة أحد المواطنين الذين تم مصادرة جوازات سفرهم دون معرفة الأسباب..

 

وجاء في التقرير: في أواخر عام 2012، توجّه خالد إلى العاصمة اليمنية صنعاء على متن طائرة من الولايات المتحدة.. منذ وصوله إلى الولايات المتحدة وهو في سن الـ19، كان خالد يعمل بشكل متواصل في وظائف مختلفة على أمل أن يأتي اليوم الذي يملك فيه عمله الخاص. عندما يشعر خالد أنه قد جمع ما يكفي من المال من العمل لبضع سنوات، يعود إلى اليمن لقضاء أسابيع أو أشهر في زيارة العائلة. لم يكن يعرف أنه في هذه المرة سيقضي عاما آخر في اليمن بدون جواز سفر وغير قادر على العودة إلى منزله في الولايات المتحدة.

 

ويذكر التقرير أنه بعد أسابيع قليلة من زيارته، ذهب خالد إلى السفارة الأميركية في صنعاء لتقديم طلبٍ للحصول على جواز سفر لابنه, يدعي خالد أنهم أخذوه إلى غرفة خلفية وتم استجوابه هناك. وتم أخذ جوازي سفره الأميركي واليمني. وقال خالد في رسالة إلى أحد المحامين: "ضغطوا علي أن أوقع على ورقة, لقد خشيت على سلامة عائلتي وشعرت بالتهديد، لذلك سلمت جواز سفري ووقعت على ما يريدون مني التوقيع عليه".

 

ويشير التقرير إلى أن خالداً هو واحد من بين أكثر من عشرة مواطنين أميركيين يدعون أن جوازات سفرهم قد ألغيت لأسباب مختلفة من قِبل السفارة الأميركية في صنعاء منذ عام 2012. مؤكدة أن الأسباب الكامنة وراء هذه الإلغاءات لا تزال غير واضحة. وزارة الخارجية الأميركية تزعم أن بعض جوازات سفر صدرت عن طريق الاحتيال، وأحيانا تدعي أن الشخص يكون لديه اسم آخر أو مستعار قبل مجيئه إلى الولايات المتحدة.

 

ونقلت الصحيفة عن ناشطين قولهم: إن بعض الحالات التي يكون فيه الاسم مشكوك فيه يكون قد تم تزويره في السفارة، وفي حالات أخرى يكون نتيجة للتباين في اسم القبيلة، التي غالباً ما يتكون من ثلاث أو أربع كلمات طويلة وفي بعض الأحيان يتم تبديل اللقب عند عملية التجنيس الأميركية.

 

ويقول يمن الصلاحي، محامي: "نمط هذه المصادرات جميعها تؤثر على الأميركيين اليمنيين، مما يثير قلقا دستوريا خطيرا".

رابطة من تسع منظمات حقوقية ومجتمعية قدمت الأسبوع الماضي تقريراً إلى الشبكة الأميركية لحقوق الإنسان, وبعد ذلك سيتم توجيه التقرير للمراجعة من قبل لجنة القضاء على التمييز العنصري في الأمم المتحدة في جنيف.

 

يزعم التقرير أن مواطنين أميركيين لديهم جوازات سفر تم إبطالها دون اتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة، ويقول كثيرون إنهم تعرضوا لعمليات استجواب قسرية.

 

في معظم الحالات الموثقة في التقرير، فإن الأميركيين اليمنيين كانوا يزورون السفارة الأميركية في صنعاء لتقديم أوراق السفر الروتينية. بعض المواطنين الأميركيين في اليمن تقطَّعت بهم السبل لأكثر من عام.

الخوف في أوساط الأميركيين اليمنيين جعل الأمر صعباً أمام المنظمات لتلمُّس دقيق لنطاق المشكلة. منظمات الحقوق المدنية تقول إن هناك أكثر من عشر حالات لكن ربما هناك الكثير غيرها. ووزارة الخارجية تؤكد أن الإلغاءات قد حدثت، لكنها تدّعي أن العدد المستشهَد به سابقاً بـ100 حالة هو رقم مُبالَغ فيه، ورفضت ذكر الرقم الحقيقي. وقال متحدث باسم مكتب الشؤون القنصلية: "تم إرجاع جوازات سفر لكثير من الأفراد. في الحالات التي الغيت فيه جوازات سفر، تم إخطار أصحابها كتابيا".

 

يقول خالد إنه في اليوم الذي تم أخذ جواز سفره منه، لم يتم السماح له بمغادرة السفارة حتى وافق على التوقيع على وثيقة يعترف فيها بتزوير هويته، رغم أنه يُنكر ذلك.

 

"الجارديان" حصلت على نسخة من رسالة خالد. يقول خالد في رسالته: "لقد هددوا بسحب جواز سفري وجواز سفر ابني، وهددوا بتوريطي في قضايا إرهاب".

 

وبعد خروجه من السفارة، يدّعي خالد أن مسؤولي السفارة رفضوا الرد على إيميلاته الإلكترونية أو مكالماته الهاتفية. دون امتلاكه دليل على المواطنة، خالد لا يعرف متى سيكون بمقدوره العودة إلى الولايات المتحدة.

 

لقد تقطَّعت بخالد كل السبل. بعد مرور 11 شهراً ويوماً واحداً منذ مصادرة جواز سفره، يقول خالد إنه تلقّى إخطارا رسميا بأن جواز سفره قد تم إبطاله وإنه لا يستطيع أن يتقدم بطلب للحصول على جواز سفر محدود الصلاحية من أجل السماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة ولا يغادرها مرة أخرى.

 

وفي 8 فبراير 2014، بعد بقائه في اليمن لأكثر من عام، تم إصدار جواز سفر محدود الصلاحية لخالد من قبل السفارة لاستخدامه لمرة واحدة فقط. لقد استخدمه للسفر إلى الولايات المتحدة، لكن تم أخذه منه فورا من قبل مكتب الهجرة في المطار.

 

وقال خالد في مقابلة مع صحيفة الجارديان عن طريق الهاتف: "مواطنتي

تسيطر على مستقبلي. ومستقبلي الآن أصبح متلف".

 

يقول متحدث باسم مكتب الشؤون القنصلية: "في كل سفارة وقنصلية أميركية نتعامل مع جميع المتقدمين للحصول على الخدمات القنصلية بكرامة واحترام ونحن متقيدون بالقانون واللوائح".

 

عادة ما تقول وزارة الخارجية الأميركية إنه يتم إلغاء جواز السفر لعدة أسباب، منها الاحتيال في الحصول على المواطنة أو عدم دفع نفقة الطفل أو بموجب مذكرة اعتقال جنائية أو بأمر من محكمة جنائية تمنع المغادرة من الولايات المتحدة أو طلب بالتسليم إلى الولايات المتحدة. وإلغاء جواز السفر ليس سحب الجنسية من الشخص والذي يتطلب عبئاً أكبر بكثير من الإثباتات.

 

في 11 يوليو، تلقت المحامية فاطمة إقبال، موكلة خالد إلى جانب محاميين آخرين، خطابا من وزارة الخارجية الأميركية مرفق بقرار، تقول فيه إنها لا تزال تحتفظ بإلغاء جواز سفر خالد، لكن لم يتم سحب الجنسية منه.

لكن خالداً الآن غير قادر على مغادرة الولايات المتحدة. زوجته وأطفاله الخمسة لا يزالون في اليمن. يقول خالد: "أتحدث إليهم عبر الهاتف يومياً. إذا لم أكلمهم أو أراهم على جهاز كمبيوتر، أفقد الشعور بحياتي".

 

المصدر / موقع اليمن الإخباري الاقتصادي