يبدو انه لم يعد بمقدور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الحفاظ على الانجازات والنجاحات التي حققها أو ساهم في تحقيقها خلال فترة حكمه التي استمرت زهاء ثلاثون عام , كما لم يعد بمقدوره الحفاظ على مكانته السياسية ولا حتى القبلية لدى رجال القبائل الموالون له والذين غالباً ما كان يلجأ أليهم للوقوف معه ومساندته لمواجهة خصومه السياسيين , وذلك بعد ان نجح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في تضييق الخناق عليه وكشف مخططاته التآمرية التي كانت تستهدف عرقلة العملية السياسية في اليمن والانتقال السلمي للسلطة وإفشال جهود الرئيس هادي.
وبحسب مراقبون وسياسيين فقد بدأ الرئيس صالح باستنفاد أوراقه التي كان يلعب بها ويمارس من خلالها الضغط على خصومه السياسيين ومؤخراً سخرها لاستهداف الرئيس هادي الذي قال المراقبون بأنه قد أدرك اللعبة في وقت مبكر من توليه منصب رئاسة اليمن واتخذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهتها وإفشالها من خلال جملة من الإجراءات والخطوات التي وصفت بالجريئة والشجاعة .
صالح يفشل بالاستقواء بالقبائل
يوم أمس وفي أول استعراض قوة من “صالح” منذ خروجه من السلطة العام قبل الماضي، ومحاولة منه للفت انتباه هادي بأنه مايزال يتمتع بقوة قبلية بعد ان جرده من نفوذه العسكري، على اثر اعادة هيكلته للقوات المسلحة وتفكيكه لقوات الحرس الجمهورية الضاربة التي كان يقودها نجله السفير اليمني بالامارات أحمد علي عبدالله صالح فقد فشل صالح في حشد المئات من المشايخ ورجال القبائل من بني صريم وبني حشيش وشعوب التي تحيط بالعاصمة اليمنية صنعاء، تزامنا مع احتدام الخلاف والتوتر القائم بينه وبين الرئيس عبدربه منصور هادي بعد اغلاق الأخير لقناة “اليمن اليوم” ومصادرة اجهزتها الاسبوع الماضي ومحاصرته لجامع الصالح التابعين للأول،اضافة الى اقالة وزراء معروفين بالولاء له من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقا باليمن برئاسة صالح.
وبثت قناة آزال الفضائية المولية لصالح ووسائل اعلام أخرى تابعة له ، صورا من اللقاءات التي جمعت صالح بالعشرات من رجال القبائل في صورة من التحدي للرئيس هادي الذي يضيق الخناق عليه يوما وراء يوم كما يرى مراقبون غير أن تلك الصور قد أظهرت مدى الفشل الذريع الذي يكابر صالح في الاعتراف به من تخلي رجال القبائل عنه وعدم تلبيتهم لدعواته والوقوف معه خلافاً للفترات السابقة التي كان المئات بل الآلاف من رجال القبائل يتوافدون لتلبية نداءه ولحضور مجالسة التي باتت اليوم خاوية على عروشها .
وأظهرت الصور التي بثتها قناة أزال الفضائية العشرات من رجال القبائل يستمعون لحديث صالح وهو يحدثهم عن مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية ومطالبته لهم بالوقوف إلى جانبه وأفشال ما وصفها بمخططات تفكيك حزب المؤتمر واستهداف منجزاته , وأشار صالح في حديثه الى وجود مخطط تآمري يود الا ان يجر المؤتمر الشعبي العام الى الدخول في صراع ليس طرف فيه بهدف تجنب مواجهة مشكلات الوطن والمواطن بنقل الصراع الى داخل المؤتمر (حسب قوله) .
وتحدث ممثلون عن رجال القبائل في اللقاء، عن تأييدهم لرئيس حزب المؤتمر علي عبدالله صالح واستعدادهم للدفاع عن مصالح “المؤتمر” وإدانتهم لاغلاق الرئيس هادي لقناة "اليمن اليوم" ومحاصرة جامع الصالح، معتبرين ذلك استهدافا للمؤتمر وحرية الاعلام والمنجزات الديمقراطية التي قالوا ان صالح قد حققها وأسس لها في اليمن .
واظهر خبرا متلفزا بثته قناة آزال في نشرتها الاخبارية الماضية، صورا لصالح وهو يستمع لحديث شعراء ومتحدثين يعبرون عن دعمهم له ورفضهم لاغلاق قناته الفضائية واستعدادهم للدفاع عن مصالح ومنجزات حزبه المؤتمر، في حين ظهر صالح وهو يترأس الاجتماع التي ضم قرابة العشرات ممن قالت القناة انهم من مشايخ واعيان وقيادات حزب المؤتمر في قبائل بني صريم وبني حشيش وشعوب وهي مناطق معروفة بتمتع جماعة أنصار الله “الحوثيين” بحضور كبير فيها.
هادي واحمد علي واليمن اليوم
أكدت مصادر موثوقة ان الرئيس عبدربه منصور هادي رفض وبقوة منح نجل الرئيس السابق احمد علي 70% من أسهم قناة "اليمن اليوم" والاكتفاء بــ 30% على ان تكون الإدارة العامة للقناة مشتركة بين المالكين .
وأضاف المصدر إلى أن الرئيس هادي أصر على عودة القناة كاملا لحزب المؤتمر الشعبي العام وتكون تحت إشراف الدائرة الإعلامية التابعة للجنة العامة لحزب .
في سياق آخر كشفت مصادر مؤكدة أن كنعان يحيي محمد عبد الله صالح هو من يقف وراء التسريبات الإعلامية حول استقالات عدد من قادة المناطق العسكرية وقادة الجيش اليمني .
(الأمناء)