الوحدة جاءت من عدن بسبب غباء قادتنا والانفصال آتِ من صنعاء بسبب غباء دولتهم

2014-06-15 11:53
الوحدة جاءت من عدن بسبب غباء قادتنا والانفصال آتِ من صنعاء بسبب غباء دولتهم
شبوة برس- خاص عدن

 

عندما طالبت الجنوبيين بالالتفاف حول الرئيس عبدربه منصور هادي اعتبره البعض تزلفا للرجل الذي انتقدت تدخله في الحوار امام فريق القضية الجنوبية حينها .

 

الخلاف مع هادي وقته سياسيا وليس شخصيا كما يريد البعض تصويره ، ومن يدخل حلبة السياسة عليه احترام قواعد اللعبة اي لا شخصنة في السياسة وهو الموقف الذي اتبعته في سلوكي سياسيا .

 

السبب الذي جعلني أتقدم بدعوة الجنوبيين الى الوقوف مع هادي في هذه المرحلة الحرجة تذكرني بالغلطة او الكارثة السياسية التي وقعت فيها القيادة الجنوبية الموجودة في الخارج عندما أعلن شباب الثورة في صنعاء عن تشكيل المجلس الوطني للثورة والمكون من ١٤٠ شخصية من قيادات جنوبية وشمالية وكان لي الشرف ان تتضمن القائمة اسمي ضمن هذه النخبة .

 

بعد يوم من اعلان القائمة اتصل بي قياديين جنوبيين من احدى العواصم العربية وطالبوا تضمين اسمي ضمن قائمة الجنوبيين الذين سيوقعوا على بيان الانسحاب من المجلس الوطني لانه ليس بالمناصفة مع ان عدد الجنوبيين كان في القائمة ٦٥ جنوبي من أصل ١٤٠ .

 

استغربت حد الذهول ان يطلب مني من كنت اعتقد انهم قادة في الجنوب وعلى دراية بالأمور السياسية واتخاذ المواقف في الأوقات الفاصلة ذلك .

 

بدون شك طلبت عدم تضمين اسمي في قائمة المنسحبين وقلت لهم " وهم احياء يرزقون " أنكم بهذا الموقف إنما تطعنون شباب الثورة والحراك المتصاعد من الخلف ، كيف تنسحبون وتقدموا خدمة ثمينة للرئيس المحاصر وقتها داخليا وخارجيا وكان قاب قوسين او أدنى من ذلك من السقوط المدوي بعد ٣٣ عاما من البطش في الشمال والتنكيل في الجنوب ..

 وأضفت ان من سيسقط صالح هو التلاحم بين الحراك وشباب الثورة سويا ، وان هذا الالتحام سيضع الحراك طرفا قويا في الحل السياسي عقب سقوط صالح وستكون قيادته رقما في صنع الحل للجنوب بعد التخلص المشترك شباب الثورة والحراك من نظام صالح الذي كان يتهاوى ورموزه يتقافزون من السفينة التي كانت تغرق ..

أصروا وبكل أسف على الانسحاب بل احدهم يتردد اسمه انه سيعود قريبا ..

رفضوا المجلس الوطني لكانوا شركاء في تثبيت مكانة الجنوب في المبادرة الخليجية وأضعفوا موقف الجنوب فيها .

 

رفضوا الحوار وقالوا لا يعنينا ونريد حوار بين دولتين وهم من سلموا دولة الجنوب بدون اي شرط او قيد ، وإلا لكان موقف الجنوب بوجودهم قويا في الحوار ومخرجاته .

 

انهم من خذلونا في الحراك وفي الثورة السلمية وفي القرار السمج في رفض الحوار ..

منطق سياسي بليد من تلك القيادات التي لا تستغل الفرصة لاتخاذ القرار السياسي الحكيم ، ولكني كنت إهدئ نفسي بأنهم لو كانوا قادة حقيقيين لما وصل الجنوب الى ما وصل اليه اليوم .

 

أقول تجربتي هذه حتى لا يكررها أبناء الجنوب ويستمعوا لصوت الجنون بان ما يجري في صنعاء لا يعنينا ..

 

التلاحم اليوم ضروري حتى يكونوا الجنوبيين صفا واحد لاستحقاقات سياسية قادمة ، لان الذين حكموا الشمال متشبثين بالحكم ويريدوا الانقضاض عليه وان اختلفوا علنا ..

 

الوحدة جاءت من عدن بسبب غباء قادتنا والانفصال سيأتي من صنعاء بسبب غباء المخلوع والدولة العميقة التي تطمح بالعودة للحكم ..

 

اللهم أني بلغت اللهم فشهد

 

* السياسي والاعلامي : لطفي جعفر شطارة