كان من نتائج مؤتمر 13يناير 1966م بين قيادة الجبهة القومية وجبهة التحرير اتهامات الطرفين لبعضهما البعض حيث كفرت قيادات الجبهة القومية زملائهم في التحرير لعدم موافقتهم ومشاركتهم في ذلك المؤتمر من جهة , وما تمخض عنه من نتائج وما حصل من اقتتال اهلي بين تيار الجبهة القومية وجبهة التحرير ومن نتائجها كان ظهور مصلح التكفير السياسي بين ابناء الجنوب حينها وازداد التكفير السياسي شراسة بين ابناء الجنوب بعد الانقلاب الاسود عام1969م حينها ونشاهد اليوم اعادة الاسلوب القديم للتكفير السياسي للجنوبيون من خلال مكونات الحراك الجنوبي وسأتحدث عنه مفصلا في نهاية المقال.
واستمر ذلك التكفير السياسي في الجنوب من قبل قيادة الدولة ضد شعبها خلال السبعينيات والثمانينيات القرن الماضي وكان من نتائج التكفير السياسي الحزبي قتل أول رئيس وزراء للجنوب الشهيد فيصل الشعبي وقبله طرد الكثير من الكوادر الجنوبية من ابناء عدن والجنوب وازداد القتل بالشعب الجنوبي والتصفيات السياسية داخل الحزب الحاكم للجنوب من خلال فتاوى التكفير السياسي الذي طال كذلك قيادات ذلك التنظيم من خلال وصفهم بالعمالة والارتزاق تارة والتآمر والرجعية تارة اخرى حيث تم اعدام معظم قيادات ذلك التنظيم من خلال التكفير السياسي حيث اصبح ذلك شعارا روتينيا لدلك الحزب الحاكم في الجنوب.
ان من نتائج التكفير السياسي بين اعضاء الجبهة القومية في الجنوب كان التدمير الاقتصادي والاجتماعي وبروز المناطقية والعنصرية للجنوب حيث كانت هناك حربين اهليتين للجنوب بسبب ذلك الشعار السياسي استمر القتل والتصفيات الفردية تحت ذلك الشعار اللعين وصدرت فتوئ التكفير والعمالة والتصفيات السياسية في 13 يناير 1986م قسمت الجنوب حسب المناطقية والعنصرية والتي سفكت دماء ابناء الجنوب والتي قدرت بعشرات الالالف وتشريد ما يقارب من 100 الف نسمه من الجنوب وذلك بسبب شعار التخوين والعمالة (التكفير السياسي)
وبعد ان تم انهاء دولة الجنوب من خلال فتوئ التكفير السياسي لقيادة دولة الجنوب المتمثلة بالمكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني المنتهية حكمها في مايو عام 1990م بعد ان وصلت تلكم الفئة الحاكمة الى الافلاس السياسي والاخلاقي وعدم السماح من قبلهم لاصلاح الوضع الجنوب بعد ان وصلت تلك القيادات افلاسها وعدم استطاعتها مواصلة الحكم حيث لم تسمح بقيام اي انتخابات سياسيه او قيام الاحزاب السياسيه والمنظمات الحقوقية والمدنية داخل دولة الجنوب وبسبب ممارسة التكفير السياسي والهمجي .
وهكذا سلمت دولة الجنوب لمافيا وعصابات الشمال اللذين نهبوا وعاثوا بارض الجنوب الفساد والقتل والدمار وانهاء الحرث والنسل والبنية التحتية للجنوب التي كانت من بقايا حكم بريطانيا لعدن والجنوب التي حافظ عليها قادة فتاوي الكفير السياسي في الجنوب.
واليوم مكونات الحراك الجنوبي المختلفة في الجنوب تعيد من جديد تعيد الينا فتاوي التكفير السياسي المتطرفة والتي لا تقل خطورتها عما كان يمارسه النظام السابق في الجنوب من وصف المعارضين له بالحكم بالتخوين والعمالة والارتزاق السياسي.
اننا نرفض تلك الاساليب العنجهية التي صدرت خلال الفترة الماضية بالتكفير السياسي لقيادات جنوبية لها دورها السياسي والسباق لتكوين العمل السلمي في الجنوب.
اننا نرفض رفضا قاطعا لكل تلك الاساليب بالتخوين من قبل بعض قيادات التيارات المنضوية تحت امسمى الحراك الجنوبي وعلينا احترام الرأي الاخر داخل مكونات الحراك الجنوبي والابتعاد عن التكفير السياسي وعليكم الاستفادة من الاخطاء السياسية التي اضاعت دولة الجنوب .
ان عدم اتفاق الحراك الجنوبي لتكوين قيادة سياسية مشتركة الى اليوم منذ 8 اعوام مضت على بداية انطلاق العمل السياسي للقضية الجنوبية لقيادة العمل التنظيمي انما يدل على الافلاس السياسي وتمزيقكم وفشلكم في ادارة تلك المرحلة السياسية والتي لم ينجز شيئا منها على ارض الواقع بل ازداد سوءآ وظلاما مما جعلكم تطلقون فتاويكم السياسية للفت الانظار اليكم واعلموا ما لم تستطيعوا تكوين قيادة مشتركة للعمل الساسي لمكونات الحراك الجنوبي انه سيتم تفريخ مكونات سياسية اخرى للجنوب وهي قادرة للتعاطي مع ما يجري على واقع الارض وليس كما تريدوه وانتم داخل فنادق 7نجوم والفلل الفاخرة والبعيدون عما يعانيه الشعب الجنوبي
* نجيب الحنيشي
* بتصرف في العنوان