مدينة التواهي في مجرى الدم البريطاني :
مدينة التواهي كانت قطعه طبق الاصل من انجلترا ، بحكم ان المدينة تأسست وشيدت على ايادي الانجليز .
وكانت المركزالرئيسي للملاحه وصيانة السفن وتزويدها بالوقود ، ويوجد فيها سوق عام للخضار والاسماك واللحوم ومباني لعمال الهيئة العامة للموانى مصممة على الطراز البريطاني وفيها الكنائس وحديقة فيكتوريا وسط المدينة وساعة كبيرة على قمة جبل مطلة على الميناء البحري والمدينة بشكل عام .
انا لست بصدد الكتابة عن المدينة و تاريخها ولكن اردت الربط بين ماضي مدينة التواهي الانجليزية وحاضرها اليمني المزري الذي حول المدينة الى أتعس من قرية ريفية مغضوب عليها أشبه بزريبة للمواشي وكيف تحولت الازقة الجميلة الى انهار جارية لمياه الصرف الصحي ، واكوام لمخلفات الحيوان والانسان مع مخلفات البناء العشوائي التي انتشرت في زوايا المباني والمحال التجارية ، ايضآ لا تخلو الطرق الفرعية من الحفريات والمطبات وتبدو الطريق مشققة عارية ممزقة الاشلاء والأوصال .
سوق العامر :
في سوق المدينة ينتصب مبنى حجري مسقوف بالاخشاب على الطريقة الانجليزية شاهدت يافطة مكتوب عليها سوق العامر ، اتجهت الى الداخل لمعرفة تفاصيل اكثر عن محتويات السوق .
واذا بي انتقل من مكان الى مكان مجاور في نفس المساحة المخصصة للسوق ، الاول للخضار والفواكة بجانبه سوق للقات وسوق للاسماك و سوق للحوم ، جميعها نظيفة في احسن حال ويبدو ان جهة معينة تولت أمر السوق وقامت بترميمه وإعادة تاهيله وتجهيزه بالمفارش والكهرباء ومولد بحجم كبير يلبي حاجة المجمع من الطاقة الكهربائية الاحتياطية .
بدون شك فأن العمل المثمر يستحق احترام وتقدير عامة الناس ، وكان لابد ان اسأل عن جهة التمويل ، اجاب احدهم ان هيئة المواني البريطانيه تكفلت بدفع مبالغ مالية طائلة لاعادة ترميم السوق .
انه الحنين والشعور البريطاني بالوفاء للمكان الذي كان في يومآ جزء من الأمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس .
فيصل السعيدي
9يونيو2014م