صورة تعبيرية من ارشيف شبوة برس
حالة غريبة ومخزية وغير مسبوقة تحصل في حضرموت لغياب ردود الأفعال لما حصل في سيئون مساء الجمعة الماضية من قبل الاحزاب الرئيسية كالمؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاحي اليمني زملحقاتخم كأحزاب رئيسية في حضرموت والجمعيات الدعوية والمكونات الشبابية ومجالس ما يعرف بثورة التغيير ومجلس (مصلحة شئون القبائل اليمنية ممثلة بمجلس باتيس القبلي) وفروعها في حضرموت وممثلي حضرموت في الحوار اليمني ومروجي الأقاليم وممثلي حضرموت في مجلس النواب اليمني والمجالس المحلية وفوقها التيارات الدعوية السلفية الجهيمانية والاخوانية وكذلك مجلس دعاة السنة وعلماء اليمن لصاحبه الشيخ أحمد حسن المعلم , وكل هذه المكونات لم يصدر عنها أي رد فعل أو بيان خجول بالادانة والاستنكار تجاه ما حصل من كارثة رغم مرور أربعة أيام على حادثة غزوة سيئون المرعبة لمن عاشها وشاهدها ولمس نتائجها المأساوية المرعبة من سكان حاضرة وادي حضرموت .
أن التفسير الأولى وفقا للراسخ في أذهان المهتمين بالشأن العام أن كل التيارات الحزبية في حضرموت والمرتبطة بنظام صنعاء هي أدوات وانعكاس لرغبات المركز المقدس في صنعاء وسياساته وهي تؤدي الدور المحدد والمناط بها القيام به , مهما تشدق الحزبيين الحضارم باحتفاظهم (بحضرمتهم وخصوصيتهم حسب تصريحاتهم المكرورة ) فهم قد أنخرطوا في أحزاب يمنية المنشأ والهوى والهوية اليمنية والهدف وكلها خرجت من كم العسكري علي عبدالله صالح والقبلي عبدالله بن حسين الأحمر , وهي خليط هجين من الانتهازي المتمسح بالدين والانتهازي بلا دين والقبيلي الجلف المتخلف والعسكري المغامر الذي لا يحتكم لعرف أو قانون وبعيدا حتى عن الدين الذي يتردى به وقت الحاجة .
هناك صراع الحيتان الكبيرة في المركز المقدس ومن أدوات الصراع أجنة قاعدية ترتبط بمراكز القرار السياسي والعسكري والأمني والدعوي نظرا للتاريخ القديم والتنشئة والاشراف على عناصر الجهاد منذ بداية التخلق الاولى زمن الغزو السوفييتي لافغانستان ورحلة العودة من هناك واستيعابهم في الداخلية والدفاع والأمن السياسي وبقية العلاقة ليست بخافية على العامة دون الخاصة , ولهذا لا يمكن للفرع أن يدين تصرفات وأعمال وصراع الأصل .
بقي الموقف الأغرب ممن يجأرون بالصراخ في ميكروفانات المساجد وفي قاعات الدرس والمحاضرات من السلفية الجهيمانية والاخوانية عندما تقرح طماشة في دماج يهيجون الدنيا ويقيمونها ولا يقعدونها لأسباب ليس مقام استعراضها هنا .
لكننا نقول لهم .. ألم يروع سكان مدينة سيئون الحضارم المسلمين الشوافع الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ ويصابون برعب شديد وهلع وهم يرون حمم القذائف الملتهبة وأصوات المدافع الميدانية ومدافع الدبابات بالاضافة للرشاشات الثقيلة تختلط في سماء مدينتهم دون أن يكون هدفها صد المهاجمين وانما لتنير سماء مدينتهم بنار جهنم الحمراء لتبدد ظلامها أو إظلامها الذي تم بفعل فاعل .
ألم تزهق أرواح جنود أوفوا أمانتهم لواجبهم الديني والوطني ليحيا من تركوهم أحياء ولم يفي من عليه الواجب بالتكريم لهم والادانة لمقتلهم وازهاق أرواحهم .
ألم تسل دماء زكية لجنود قاوموا الهجمة الشرسة للمهاجمين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دفاعا عن حضرموت والانسان الحضرمي وأمسوا ليلهم ينزفون دمائهم الزكية دون اسعاف طبي أو مدد عسكري .
ألم يهدم البنيان ويخرب العمار الجميل في سيئون ( ولعل الجمال من وجهة نظر البعض قبيح ومكروه) .
ألم تنهب أموال المسلمين المحرزة وعليها حراسات قتلت وتحرق سجلات الخدمة لمواطنين متقاعدين وموظفين أفنوا أعمارهم لخدمة حضرموت .
كل ذلك لم يظهر في أعين دعاة الجهاد في دماج وسوريا وسيناء ووجدوا أن كل تلك الخسائر في الأرواح والدماء والأموال والدمار والفزع الذي أصاب الآمنين في سيئون لا يستحق الادانة بكلمات غائمة في وريقة هزيلة .
ختاما لن نعيد التذكير بالبيانات الخجولة والسافرة الوضوح والموقف المتناقض أيضا من الحملة على القاعدة في أبين وشبوه ومطالبة البعض بفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط على مقاتلي تنظيم القاعدة في جزيرة في جبهتي أبين وشبوه .
جريمة الترويع للآمنين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لرجل أن يُرَوِّعَ مسلمًا"، ورُوِيَ عن أبي الحسن البَدْري قال: "كنَّا جلوسًا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقام رجل، ونَسِي نعلَيْه، فأخذهما رجل فوضعهما تحته، فرجع الرجل فقال: نَعْلِي، فقال القوم: ما رأيناها، فقال: هو ذا، فقال صلى الله عليه وسلم: فكيف برَوْعَةِ المؤمن؟ فقال: يا رسول الله إنما صنعتُه لاعبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: "فكيف بروعة المؤمن؟ قالها مرتين أو ثلاثًا".