إن تحضيرية المؤتمر الجنوبي الجامع جاءت في مرحلة والحراك الجنوبي يحتاجها إذ يعاني شللا سياسيا وقياديا وتحمّلت مسئوليتها بصدق وأمانة وروية ولو انطلقت من حسابات ذاتية لقدمت للجنوب طبخة بالتواصل التلفوني وعقدت جلسة من جلسات القات المعروفة وأصدرت بيانا بتشكيل هيئة ما أو جبهة ما تديرها الشللية كالمعروفات في الساحة وذلك لن يصنع نقلة تحقق وتقدم قيادة نوعية مازال يفتقدها الحراك الجنوبي ولن تتحقق قضيته الا بها
إن الذاتية والشللية وليست الديمقراطية ولا المؤسسية شكلت عبئا منع أي من هيئات الحراك وجبهاته أن تكون حاملا قياديا وسياسيا وبعضها شكّل لوبي تغلغل في مكتب الرئيس تعرفه جماهير الحراك ولا يحتاج وثائق لإثباته وفصيله في الحراك معروف مهما عددوا أسماءه وسخّر المكتب له المال والإعلام والدعاية وبأنه فصيل الرئيس مع إن الرئيس لم يبارك أو يهنئ ما أسموه مؤتمرا لذلك الفصيل الذي أعاد إنتاج نفسه بمسمى جبهة .
لقد بقي المكتب وفصيله في الغي فالحراك منذ انطلاقه كان تحرير واستقلال فميّز المكتب فصيله بأنها قوى التحرير والاستقلال ورسّخ إعلاميا للإقليم والعالم بان في الحراك قوى ليست مع التحرير والاستقلال ثم شق المجلس الأعلى وظل حجر عثرة أمام كل جهد جنوبي وتناولت وسائل الإعلام رسالة موجهة من مكتب الرئيس لفصيل المكتب في الحراك تشكك في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع وعملها
إن هذا مسلك خيانة للرئيس من لوبي المكتب وخطورته انه وصل القمة وأصبح يدير الرئيس وهذه الخيانة أما مزروعة لتخريب وتفتيت أي جهد لتوحيد الصف وصولا لاحتواء الحراك ومن ثم الإجهاز عليه بعد أن يصل التنافر مداه بين هيئاته وإنزاله إلى قاعدته الجماهيرية أو أنها خيانة تمارس مسلك "نحن القيادة او سنعطّل" وفي الحالتين تكون المنهجية ذاتها تعطيلات وتشكيكات في صدق كل القوى غيرهم وتعطيل غير مسبّب لكل عمل او مبادرة حتى لو دعمها الرئيس لكنها لم تصدر عنهم او تشكّل رافعة لشلليتهم لكي يحسبوه في ميزان النضال رصيدا لهم حسب وثيقة الشمولية التي صنفوا بها القوى الجنوبية على طريق تأسيس الممثل الوحيد الذي يحلمون به والأمر لا يحتاج وثائق فمدرستهم تحرق الوثائق وتستغفل الناس بالإشاعات والأكاذيب والتسريبات والتخوين اما يمين "يحيى غالب " فهو على قول القائل " قالوا للحرامي أحلف ، قال جاء الفرج" .
إن ظروف المرحلة تفرض على الجميع ان يتحملوا المسئولية عبر وقفة جادة وتقييم موضوعي وتوضيح الأسباب وتحديد المعرقلين والقول "للأعور أنت اعور " فالمرحلة حرجة وليست كل شلّة حرّة في التفتيت والعرقلة بدعوى احترام خصوصيتها فالجماهير بصدقها وتضحياتها أوصلت صوت الحراك إلى أقصى مدى تستطيعه الجماهير ولم يرافق ذلك ظهور قيادة تستثمره وتفتح به أفاق ومجالات تخدم القضية الوطنية الجنوبية فأنانية وذاتية شلل الهيئات او بعضها لم تستشعر المسئولية الوطنية وتسعى بجد لخلق قيادة يستحقها نضال الجماهير وتعترف بضعف قدراتها على قيادة هذه الثورة وبدل ذلك كررت مسميات تتصدرها ذات الوجوه وذات الشلل علّها تمر ولم تقدم شيئا من الانجازات سياسيا وجماهيريا وإقليميا ودوليا بل شكلت أعباء وخلافات لن يستفيد منها الا الأعداء.
ان أعداء الجنوب رغم خلافاتهم وقتالهم اتحدوا ضده فدعموا فيه الإرهاب والثأر والانفلات الأمني وإشاعة الفوضى ونشر المخدرات والمؤكد أنهم اخترقوا هيئات الحراك لتدميره من داخله ،فليس في ساحة النضال الجنوبي من أسباب مانعة لدى البعض الا حب القيادة وأمل الممثل الوحيد وهذا الأمل يعني ضياع الجنوب أرضا وهوية .
ان هذا المؤتمر هو الأمل الأخير لتقديم حامل سياسي يتجاوز الغوغائية والتعارض وصناعة الممثل الوحيد الذي صبغ عمل الحراك القيادي والسياسي طيلة الفترة الماضية والعالم لن ينتظر والأقاليم مشروع جدّي له قواه العاملة ودعمه الدولي والشارع الجنوبي مثقل وقد لا يصمد أمام خطط ودهاء أعدائه وفوضوية وشللية وذاتيتة قياداته.
* الكاتب والناشط السياسي : صالح علي الدويل الباراسي