المدرسة الدينية في اليمن هي الفناء الخلفي للقاعدة

2014-05-20 20:03
المدرسة الدينية في اليمن هي الفناء الخلفي للقاعدة
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

 الخزان الاستراتيجي للقاعدة

في موقع حزب الرشاد السلفي لا وجود لأي إشارة إلى الحرب ضد القاعدة.

باستثناء تقرير يتيم يقول إن ضربات الطائرات بلاطيار هي عملية قتل خارج القانون.

من بين كل جرائم القاعدة، بما في ذلك تفجير البارحة في المكلا، لا أثر لأي إدانة سلفية للقاعدة.

 

أما الشيخ الزنداني فحتى الساعة لا يزال يعتقد أنه لا يعرف الظروف التي ييني عليها أسامة بن لادن رؤيته ومشروعه لذا فهو لا يستطيع إدانته "لقاء مع الجزيرة 2007"..

 

سيناريو:

لو كتبت صحيفة محلية إن مروان الغفوري شوهد مساء وهو يقبل صديقته أمام مطعم ريماس فإن الزنداني سيجمع علماء اليمن، وسيذهب شخصياً إلى مطعم ريماس.

لكنه سيطلب من ناقل الخبر نفسه أن لا يقاطعه مرة أخرى بمثل هذه القصص البسيطة إذا ما كان قد أخبره أن الغفوري لم يقبلها، وإنما قتلها.

 

عندما كان يدعو للقتال في الجنوب، مع بقية أعضاء الأوركيسترا التي تعاضده، كان يردد: يصنعون الخمور، هل هذا كفر أم إيمان "راجع التسجيلات" وكان أحد أفراد الأوركيسترا يخطب في الجيوش: الحور العين..

 

كانوا يرون أن الإسلام يتعرض لمحاولة اجتثاث.

ذلك أن مواطناً صالحاً من تعز عاد وبحوزته زجاجة بيرة من عدن.

لكنه عندما عاد بعد عشرات السنين على نفس السيارة بكومة مسلحين، وكانوا يبحثون عن قسم شرطة لتفجيره لم يكونوا عندئذ سوى أناس فهموا الدين بطريقة لا نعرف عنها الشيء الكثير. وفي أكثر التعليقات صرامة: سوء فهم للدين.

 

الخزان الاستراتيجي، الثقافي والديموغرافي، للقاعدة في اليمن هائل. التقيت طبيباً حضرمياً في برلين. قال لي إنه يختلف مع القاعدة إجمالاً.

وعندما سألته عن موقفه من التيارات السياسية العلمانية أجاب بمنتهى الهدوء: الاستتابة ثلاثة أيام، ثم القتل.

 

كان هادئاً وهو يتحدث. كان أيضاً طبيباً في برلين.

 

خزان الإرهاب في اليمن تاريخي.

هم الغزاة اللامرئيون كما تنبأ بهم البردوني " غزاة لا أشاهدهم، وسيف الغزو في صدري.... وفي سروال أستاذ، وتحت عمامة المقري".

 

المدرسة الدينية في اليمن هي التي تخلق كل هذه الموجات، واللاڤا، والحمم.

المدرسة التي تتحدث عن القتل بوصفه تفسيراً آخر للدين، وعن زجاجة البيرة بحسبانها الباب إلى الجحيم.

المدرسة التي تنظر إلى صلاة الوحيشي لا إلى سلاحه، إلى الطريقة التي أثنى بها الريمي على الله لا إلى كلماته عن قتلاه.

 

تذكروا جيداً:

عندما قتل الشيخ العواضي طفلين في صنعاء، عبر حراسه، أصدر بيانا أكثر خطورة من عملية القتل نفسها. حتى إن أكثر مثقفي الإصلاح تنكراً، تسمى عملية التنكر انفتاحاً على الآخر، لم يدن البيان لكنه أدان القتل.

كان بيان العواضي يلخص، لحد دقيق، الورطة التاريخية.

فقد وصف عملية "التفحيط أمام سيارة النساء" بالخطأ الجسيم. لم يصف عملية القتل، ثم سرعان ما قفز إلى جملة موحشة:

" كان يمكن أن يكون الرد بطريقة أقل دموية"

 

لا يجد القارئ جريمة غير القتل. لكن بيان العواضي يسلك بك وادياً آخر: بلى، كانوا يفحطون. استحقوا العقاب، بالمطلق، لكن "درجته" كان مبالغاً فيها.

 

مقابل الخطيئة الدينية للطفلين، استراق النظر إلى عربة نساء، حضرت الفضيلة الأخلاقية: العقاب. لكنها كانت فضيلة قاسية بعض الشيء. هكذا تحدث العواضي. ولأن كلماته كانت تمتح من خزان للعنف الديني ليس له قرار فإن أحداً لم ينتبه لوحشيتها وجنونها. الجنون الديني الذي تعمل القاعدة على ترتيبه، وتلخيصه!

 

المدرسة الدينية في اليمن هي الفناء الخلفي للقاعدة. في واحدة من وثائق ويكيليكس كانت أميركا تحاول أن تفهم تنظيم القاعدة في الجنوب. طرحت فكرة تقول: السمة السلفية للمجتمع الجنوبي تسهل حركة القاعدة وانتشارها.

 

وصلتني رسالة من قارئة من المكلا. قالت لي إنها تدرس لغة إنجليزية. المدرس سيرلانكي، بوذي. في يوم رآها تقف بمفردها. اتجه إليها وسألها مباشرة:

متى ستدعوني أنت إلى الإسلام. لم يبق في الفصل من أحد سواك لم يدعني للاسلام.

قالت أن زملاءها كانوا يناقشون الأمر بتوتر: كافر يدرسنا، ونحن حتى الآن لم نقم عليه الحجة.

وكانت تسألني عن ما معنى الكفر، وما هي الحجة..

 

قلت لها إني مهما شرحت لها الكفر والإيمان، مهما كانت الكلمات التي ستسمعها فإن الأمر سيبدو شبيهاً بمحاولة إعادة المقاعد إلى أماكنها على ظهر سفينة التايتانيك، في النصف ساعة الأخيرة..

 

* مروان الغفوري.

صحيفة الشارع.