في أمسية من أمسيات مابعد "يوم المكلا" اجتمعنا فيها لارتشاف البن الذي أصبح إدمانا في ضبرتنا بالقهوة الثانية دون غيرها ممزوجا بمذاق نصر جادت به شطأننا الحضرمية الباسلة ومشاعر شاهقة من الفخر نبعثها عبر أنفاس الـ Davidoff برفقة اصدقائي الخاصة المؤثرين في المسار الاعلامي لقضيتنا السياسية , يملؤنا فخراً بثورتنا واعتزاز بشعبنا الذي أصبح من أكثر الشعوب إدراكا للمشهد السياسي, جلسنا نتقاص عن مشهد ذلك اليوم العظيم وتبعاته والحديث أخذنا لنبحر عمقا في القراءة السياسية لما بعد ذلك اليوم المشهود وما سيترتب على ذلك النصر ولاشك .. من خلط لأوراق المحتل وأذياله .
بدأ الحديث عن فكرة السيد علي سالم البيض الذي التقط خيط النصر من المكلا في كلمته فأعلن في الحشد وخلال كلمته عن دعوة لمليونية جديدة في 21 مايو بعدن لإحياء ذكرى فك الارتباط وعقّب باعوم بتأييده لتلك الدعوة ومباركته لها ..
مليونية ولاشك ستستمد نجاحها وزخمها الثوري من نجاح وانتصارات يوم المكلا العديدة . ذلك ليس كل شيء .. ويجدر الاشارة ان المكلا في يومها قد أعطت أكثر من ثمرة.. ثمارا عديدة قدمتها لثورة شعب الجنوب والقيادات السياسية على طبق أنيق تتبارق فيه المعاني الوطنية.. فهل يحسنون ؟
وبعيدا عن استثمار المليونية بمليونية ..
دعونا نقرأ بهدوء في ذلك الكرنفال السياسي .. ونغوص في احداثة الكثيرة ..
كسر التعتيم الاعلامي
كسر التعتيم الاعلامي المفروض على الثورة الجنوبية كان أحد أبرز أحداث تلك الفعالية التي حظيت بتغطية إعلامية عربية ودولية ( غير مسبوقة ) فنقل الخبر في جميع وكالات الانباء الكبرى ( رويتر, اسوشيتدبرس, الفرنسية, الروسية ...الخ) وبثها في الكثير من القنوات الفضائية كالعربية والـBBC وسكاي نيوز والـCNN ...الخ على غير العادة من التعتيم والتجاهل المعتاد .. بل لم أجد صحيفة عربية واحدة لم تنشر ذلك الحدث الجلل في صفحتها الأولى فبدأ بالرياض وبقية الصحف السعودية والبيان والاتحاد والقبس والسياسة والحياة والشرق الأوسط اللندنيتين والاهرام الاخبار المصريتين .... وبقية الصحف العربية الغراء والكثير من الصحف العالمية .. تمكن الفعل الثوري هذه المرة من كسر طوق التعتيم والانطلاق بزخم الثوار مدشنا بذلك مرحلة ما بعد التعتيم .
وفي دراسة علمية بالتعاون مع فريق من المتطوعين الجنوبيين في المهجر ومن خلال حصر لمعظم التغطيات الاعلامية للحدث من الجهات الرسمية وغير الرسمية توصلنا لنتيجة مفادها ان التعتيم الاعلامي على الثورة الجنوبية قد ( تم ) كسره بنجاح ..
وهنا يتوجب بعث الكثير من رسائل التقدير والفخر بالأخوة في اللجنة الاعلامية التي اشرفت على فعالية المكلا 27 ابريل ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر .. خالد الكثيري وصلاح بن لغبر وعلي الكثيري وردفان الدبيس واحمد باصريح والاخوين باجبع ورشيد بن شبراق وحسن الجيلاني .. الذين نجحوا في ادارة عمل اعلامي بمواصفات مؤسسية أدى الى نجاح مبارك بدأ من التواصل وانتهاء باستيفاء المواد الاعلامية بصيغ حديثة استوفت الشروط واسترعت اهتمام الاعلام العالمي .
وتحظى القضية الجنوبية الان بتفاعل ممتاز من مغردي التويتر من النخب العربية والعالمية من خلال الهاشتاق #موعدنا_عدن و الهاشتاق #freesouthyemen اللذان احتلا مرتبة متقدمة شعبيا في احصائيات أعلى الهاشتقات تداولا في شبكات التواصل الاجتماعي
هذا على الصعيد الاعلامي ..
أما على الصعيد الداخلي ..
فيوم المكلا 27 ابريل أدخل جميع المكونات التابعة للمحتل علناً او سراً في حالة موت سريري بل ان البعض دخل حالة من جنون البقر .. ومن باب التندر نشير إلى آخر ابتذالات أحد هذه المكونات المجهريه المنتمية سراً للمحتل والتي تتكشف علاقتها به شيئا فشيئا وهو اختراع (مليونيات الفوتوشوب) ويأتي هذا الاختراع كامتداد طبيعي لاختراعاتهم السابقة كـ(أعلام الفوتوشوب) و (جوازات سفر الفوتوشوب) و (خرائط دول الفوتوشوب ) وصور لعواصم مزدهرة ايضا بالفوتوشوب .. سيل من الخبال الذي سيفضي حتما الى ظهور مصطلح سياسي لهذا الغباء بمسمى ( جمهوريات الفوتوشوب ) ليصف حالة انفصال عن الواقع يعيشها اولئك المغفلون من حيث يتحدثون ويتهكم بعض اولئك الخاسرين على مليونية المكلا فيختزل معاني هذا الحشد ورسالاته المتعددة في (شرح وهبيش) ليضللوا مريديهم ويستروا سوءاتهم بدلا من ان يعيدوا القراءة والتقدير والخروج من خندق المحتل الى خندق الوطن ويصطفوا خلف ارادة شعبهم الذي عبّر عنها في ذلك الحشد الهائل الذي ألبس ألسنة الطغاة في صنعاء سقماً وصمتاً عوضا عن اهدار الوقت في مهاترات صبيانية ومكوثهم في خندق المحتل بائسين محبطين كنتاج طبيعي للضلال الذي ضلوه والغباء الذي سلكوه فتفاجئوا بأنفسهم خائبين مختبئين من شعوبهم في خندق العدو بلا أي غطاء يبرر هذا التيه .
على صعيد المحتل ..
أوصل شعبنا للعالم رسالة مدوية صادقة وشفافة ومختصرة مفادها ان شعب الجنوب في حشده العظيم يرفض جميع مشاريع الشراكة مع المحتل ويرفض هويته ويرفض حتى فيدراليته ومخرجات الوهم ..
وأجزم بان الرسالة من خلال التغطية الاعلامية الغير مسبوقة التي اشرنا لها سابقا قد وصلت بكل جلاء .. ما ادخل مشروع الفدرالية اليمنية الى ثلاجة الموتى بانتظار الدفن .. ولا أدل على موت هذا المسجى من الغاء زيارة الرئيس عبدربه منصور الى حضرموت بعد محادثة هاتفية مع مسئول كبير في المحافظة نصح الرئيس بإرجاء الأمر ..
تلك الزيارة التي كانت مقرره في تاريخ 30 ابريل وقد تسرب خبر الغائها في مساء يوم المليونية 27 ابريل والتي كان مقررا انها ستكون زيارة لإعلان تدشين الاقاليم اليمنية الاتحادية يرحمها الله .. وعلى المتضررين ممن صفقوا للوهم ان يحاولوا انقاذ مستقبلهم بمشاريع الزواج العابر للبراميل .
كان نجاحاً مليونياً أصاب نظام الاحتلال بهستيريا أفقدته توازنه وأدخلته في مغامرات غير محسوبة أكدتها نتائج معارك شبوة المفتعلة لإشغال العالم والناس عن هزيمته في المكلا وعبثا يختلقون المسرحيات البطولية في شبوه وابين لكبح جماح المد الثوري والمعنوي المنطلق بعثا من المكلا الى المعلا .. ولتضخيم شخصيات عسكرية جنوبية موالية للاحتلال ومشاريعه علها تكون له حصان طرواده في قابل الأيام .. ولإشغال الناس عن الحديث والاعداد والتجهيز لمليونية عدن 21 مايو القادمة ..
النشوة في الحديث عن ذلك اليوم ونتائجه تقودنا لاستحضار ما قاله دولة الرئيس حيدر ابو بكر العطاس واهما ان لم يكن مغالطاً في لقاء له مع قناة العربية من أن 90% من شعب الجنوب يفضلون خيار الفيدرالية مع اليمن !
وسواء كان السيد يرمي في حديثة الى فيدرالية الستة او الاثنين فاعتقد ان السيد أصبح مطالبا باعتذار عن التضليل الذي بثه بكل جرأة في لحظة تجرد فيها من المسئولية والأمانة وكان طرفا في التضليل الاعلامي للرأي العام العربي تجاه قضية شعب الجنوب العادلة .
لقد ألقت حشود فعالية السابع والعشرين من ابريل بتلك المزاعم في بحر العرب مؤكدة خيبة أملها في مهندسها الذي اخطأ في حساباته المئوية بفارق كارثي ..
ليس حيدر وحسب , بل ان شعبنا من عدن والى المهرة قد ألقى بجميع قيادات العهد البائد في البحر عندما ألحّ على المكلا قاعدة لإطلاق رصاصة الرحمة على مخرجات الوهم والخداع ..
فالمزايدة التي قادتها عناصر من قدامى محاربي الحزب الاشتراكي في عدن قبل المليونية ومعركة كسر العظيم بين القيادات التاريخية والقواعد في اجتماعات اللجنة التحضيرية لمليونية الهوية وإصرارهم على ان تكون في عدن .. تمخضت عن حقيقة أكدت ان الشعب قد تجاوز ارهاصات العهد البائد وترسباته ولم يعد يتأثر أو يكترث بها .. فكان الحضور في الجانب الاخر ليوم 27 ابريل مقياساً حقيقياً لحجم هؤلاء في الشارع .. تلك هي القيادات التي طالما أخرت المؤتمر الجنوبي الجامع وعرقلة انجازه لأجل أحلام أو اوهام تاريخية بالالتفاف على ثورة الشعب وتضحياته ..
وأخيرا فلا شك ان الثمرة الرئيسية لانتصار(ات) يوم المكلا لايمكن بأي حال من الاحوال ان تكون شيء آخر غير تأكيد الثقة والعهد لجماهير هذه الثورة المنصورة بإذن الله انهم الغالبون وان المحتل ومشاريعه سيجثو راكعاً يتوسل رصاصة رحمة .. وان التيئيس والتحبيط لا يمكن ان يكون سلاح فاعل أمام ثورات عادلة وأهداف سامية .. فمعنويات الثوار كالذهب الأصفر لا تحتاج سوى مسحة فنان ليشرق لامعاً متجددا مشعلا الدماء الحرة لتجري في شرايين الثورة حياة للوطن ..
الكاتب السياسي المهجري : محمد بن ماضي
* من موضوع لكاتب تحت عنوان : قراءة في "يوم المكلا" العظيم
يوم من الدهر لم تصنع اشعة شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
#موعدنا_عدن
تويتر: mohammedbinmadh
ايميل: [email protected]