إن تمسك العالم بيمن موحد جاء لخيبته من شللية إدارة الحراك وعدم قدرتها على إقناع العالم حتى بالمظالم في القضية الجنوبية ، بل الأسوأ أنهم اقتبسوا من صنعاء تأهيل الأبناء !!.
كتبت "جين نوفاك" مع بداية الحراك الجنوبي (إن عليه أن يفتح فتحات في الجدار السميك الذي أحاطت صنعاء به الجنوب لعزله ولمنع وصول صوته للعالم ) و...و...و...و"البرلمان الجنوبي" و"الجبهة الوطنية" و"حوج"
لا يسرّني أن أقول أنها آخر موتوسيكلات الزعامة لكن إن لم تكن الحقيقة فهي شقيقتها ، تقارب عقد من الزمان ولم تستطع عدالة قضيتنا ووحدة هدفها وتعدد مكوناتها إن تفتح في الجدار فتحة يصل صوتنا منها جمهورية أرض الصومال !!،
فالقضية العادلة عندما تحملها نخب مبعثرة لن تحقق الهدف .
بعثرة لن تخلق طفرة تولد قيادة تملك رؤية وإصرار يستشرف المستقبل .
مكونات وقطاعات تتكاثر كالفطر لا تعبّر عن تعدد برامج ورُوى لحاضر ومستقبل الجنوب ، حب الذات فيها أكثر من الحرص على الوطن او أنها تعبّر عن اختراقات كبيرة في الحراك!!! وبوضعها الراهن لن تخلق قائدا بحجم حسن جوليد مؤسس استقلال جيبوتي !!! .
كل منهم يعيش في برجه، أدخلوا الحراك وهو في ذروته في صراع بين الفيدرالية والاستقلال وكأن الخيارين متاحين بنفس الدرجة، رغم أن طرح الفيدرالية لم يكن طرحا وطنيا فقد كانت مطروحة من حزب الرابطة حينها وكان يمكن دعمه سياسيا وتركه بعيدا عن الحراك لكن طرحها مرة أخرى يعكس حاجة زعامات أكثر منها حاجة وطن .
أكدت النتائج أن المشروعين لا يملكان الأداة والتحالفات للتحقيق في المدى المنظور، وكان يمكن تجاهل الفيدرالية إذ لا جماهيرية لها ،وتركها خيارا سياسيا تكتيكيا سترفضه صنعاء لا محالة فيتحول الرفض إلى تعزيز خيار التحرير وفقا لخيارات يطرحها جهد سياسي منظم وليس جهد "برزة" شلل متعارضة ،
لكن الشلة التي برزت باسم قوى التحرير والاستقلال حينها أنزلتها جماهيريا وجعلت من الفدرالية تهمة لتصفية من لا ينقاد لشلتها عدا تصفية التيار الذي تبنّاها ،فتلقفت صنعاء ذلك وسوّقته بأن الحراك ليس كله مع التحرير ومن حينها لم يحقق أيّ من الخيارين هدفه.
فالخياران لم يكونا ضمن استراتيجيه متكاملة تضع الخيارات وفقا لحسابات سياسية ، فتعدد المكونات لا يملكها ولم يسمح بوضعها بحيث تستثمر الكفاءات الجنوبية إفراد وفئات وهيئات ورجال أعمال ..الخ وتضعها في سياقاتها .
أداروا السلمية بعقلية مكاتب الماضي فعانى من شدهم وجذبهم ، والثورات ، السلمية منها بالذات ، لا مكاتب بيروقراطية لها بل إدارة مرنة تشبه العلاقات العامة يديرها مرجع موحد ومؤسسة منظمة .
اضعفوا مصداقية سلميته بإدّعاء بعضها خيارات ليس لها أرضية صلبة فاضعفوا السلمية التي تستمد قوتها في قناعة العالم بعدالتها وقوة سلاحها في تمثيل وإعلام لا يتجه للداخل ويفتته بل يصل بالخطاب السلمي لإقناع مجتمعات ومؤسسات ومنظمات العالم وجامعاته وبأشخاص وإدارة يثق العالم بأنها ستضمن مصالحه ، إدارة ليست على غرار المكتب السياسي وأطره وشلله.
إن تمسك العالم بيمن موحد جاء لخيبته من شللية إدارة الحراك وعدم قدرتها على إقناع العالم حتى بالمظالم في القضية الجنوبية ، بل الأسوأ أنهم اقتبسوا من صنعاء تأهيل الأبناء !!. ان الجنوب بحاجة إلى إطار جامع اكبر مما يردده البعض بأن الحراك يحتاج لإعادة توحيد المجلس الأعلى وهو كان متحدا قبل خروج شلة منه تتهم باعوم بالفدرلة مع انعقاد مؤتمر المنصورة فلا اجتماعه انطلق بالقضية ولا الانشقاق فيه حبسها بل إن افتقار هذا المجلس بشقية للمؤسسية وإدارته بالشللية ستحرق رمزية البيض باعوم اللذان تتحرك باسمهما في الشقين شلل لحسابها الخاص !!! ؟؟.
جاءت أزمة صنعاء ولنا هدف واحد ومكونات متعددة فلم تعنينا ، ولم يعنينا أن العالم تداعى لها ولم يلتفت لقضيتنا فكل شلة هي الممثل الوحيد ، و الاشتراكي الذي يدعي انه الشريك الجنوبي ويدعي "أمينه " ان كوادره هي الحراك "كان عروس متعة " في العملية السياسية الشمالية فلم يستطع وضع الجنوب في المبادرة وتعديلاتها ، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية ولم تعنينا ، والحوار لم يعنينا وأنتقل اليهم بن عمر ووجد أفرادا ولم يجد قيادة وعاد ليناقش وضع الجنوب بمعزل عن مكونات الحراك والقيادات الجنوبية .
فجاءت وثيقته مخيّبة فلم تعنينا!!
وخرج الحوار بأقاليم فلم يعنينا و جاء القرار الدولي وإذا بالمكونات والقيادات كمن أصابه مس من الجن لأنه لا بديل عملوه او سمحوا له يواجه تلك المخرجات فمنهم الواقف في المنطقة الرمادية ، والبعض يتردد انه سيرضى رئيسا لإقليم أو ما يوازيه ، وبعض المزايدين بالكفاح المسلح الموهوم في الداخل خرج بقميص نصف كم منكرا كل ما قاله او قيل عنه
!!،
وآخر هرع إلى صنعاء واتصل ببعض شلته "ان الرئيس طلبه" !!! وآخر قال أنهم عرضوا عليه منصبا في وزارة !!!.
نتساءل لماذا لم يسمعنا العالم؟...
العالم لا يسمع نضال الشلل .
يريد نضالا بلغة واضحة تصل مؤسساته ليعرف ان في الجنوب قضية وللأسف لم تتجه لا القيادات ولا المكونات هذا الاتجاه بل اتجهت لتفتيت الداخل بتعدد المكونات " موتوسيكلات" .
العالم يريد ضمان مصالح وقيادة موثوق بها لا تكرر أخطاء الماضي بل تشارك العالم في إستراتيجية وتتعاون معها ولهذه الإستراتيجية الآن ملمحان ،غير أهمية موقعنا والإرهاب ، لكل منهما أداة :
الملمح الأول: أداته أحزاب دينية واستثارت نقيضها الطائفي او السياسي لخلق صراعات الفوضى الخلاقة مثال العراق وسوريا والسودان..الخ وبمعنى أدق أينما وجدت إيران يأتي نقيضها .
الملمح الثاني: أداته رأس المال لذا لا غرابة إن نجد "بقشان" وغيره في اجتماعات الأقاليم فالشلل منعت الحراك أن يصوغ خطابا يستوعب هذه الفئة العالمية بسبب مقاييس الممثل الوحيد والرصيد النضالي وهرقطات استعادة دولة دستورها وقوانينها يعادي الرأس مال.
عندما يطلب الجنوبيون مؤتمرا يضع المقاييس والضوابط ويحدد الخطاب والمهام ويحشد كل الفئات والقوى نجد الشلل تثير الشكوك لا لشيئ إلا انه سيفضحها والأقبح أن بعضها يهمس لبعض ان المؤتمر سيسحب البساط من تحتها ، ولو نظروا فلن يجد بساطا صنعه نضالهم بل بساط ثورة جنوبية مزقته أنانيتهم .
صوتيات :
ذكّرتني دعوة أحدهم للمحامين بوضع تصورات للتعامل مع القرار الدولي 2140 بقصة لأحد شيوخ قبائلنا قديما كان في حرب مع قبيلة أخرى ولم يلتفت للمواقع التي تكشفه حتى قتل خصومة اثنين من أولاده ثم بنى حصنا حربيا على أخطرها ، فمدح الناس الحصن فرد قائلا : " حصن بعد ايش" ..
* الكاتب والناشط السياسي : صالح علي الدوّيل الباراسي
عتق - شبوه