قالت مصادر وثيقة أن مقابلة الرئيس السابق، رئيس المؤتمر الشعبي، مع قناة اليمن اليوم جاءت ردا على تصعيد غير مبرر من الرئيس عبدربه هادي في أكثر من مناسبة ومنها اللقاءات الخمسة مع ممثلين عن الأقاليم المفترضة، الجند وتهامة.
وكان آخر ذلك ما جاء في كلمتي الرئيس في ختام مؤتمر الحوار الذي هاجم فيها ضمنا الرئيس السابق ومن كونه ورث تركة مشاكل ثقيلة تراكمت وتفاقمت بفعل إهمالها لفترات طويلة حتى تحولت إلى مشاكل معقدة ومزمنة ساهم في ذلك عقلية إدارة البلاد بالأزمات وتجاهل المطالب الشعبية الملحة والمشروعة التي تصاعدت حد الانفجار؛ لأنها لم تجد من يتجاوب معها كون أن أي نظام سياسي لا يمتلك قدرة للتجاوب مع تطلعات الشعوب فإن الشرعية تستمر في التآكل ويحكم على نفسه بالفشل قبل أن يحكم عليه الآخرون".
وكشف المصدر لـ صحيفة الوسط أن هذا الهجوم وهجوم بن عمر حصل رغم أن اللجنة القيادية للمؤتمر الشعبي والمسؤولة عن التواصل مع هادي قد اجتمعت به الخميس الماضي وطلبت منه عدم التصعيد في كلمته وبن عمر في اختتام المؤتمر وبالذات بعد أن كان قد وصل صالح الهجوم من قبله عليه في لقاءته المختلفة، وأكد المصدر أن الرئيس وعد بعدم التصعيد إلا أن كلمته جاءت على غير ما وعد.
وبحسب ذات المصدر فإن هادي تعمد مهاجمة صالح ووصف حكمه بالسابق في لقاء له مع ممثلين عن إقليم الجند الخميس الماضي وهو ما استدعى رد صالح من أن كل من هم اليوم في السلطة نظام سابق ما عدى توكل كرمان.
و كشف مصدر آخر للوسط من أن الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد قد تدخل وحذف الكثير مما رد به رئيس المؤتمر على الرئيس في مقابلته مع اليمن اليوم منعا لمزيد من التصعيد بين رئيس المؤتمر ونائبه وأن ما تم إذاعته فيما له علاقة بهادي أقل بكثير مما قيل.
وكان الرئيس الحالي قد استمر بالهجوم على سلفه أثناء لقائه بممثلين عن إقليم الجند وكرره في لقائه مع بقية ممثلي الأقاليم متهما إياه بأنه رفض استخراج الثروات الطبيعية.
وأوضح أنه استأجر قمرا صناعيا ودفع خمس مليون دولار قامت بمسح أراضي اليمن بكامله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
وقال إنه اكتشف أن أراضي اليمن كلها مليئة بالنفط والذهب والنحاس والزنك وأن كل إقليم سيكون فيه ثروة ليس لها نظير، واتهم من وصفه بالنظام السابق بأنه رفض استخراج هذه الثروات.
وحينها اقترب القيادي الإصلاحي محمد قحطان من هادي ناصحا له بضرورة كشف هذه الحقائق للناس كيف يعيشون بفقر فيما كل هذه الثروات كانت تحت أرجلهم، ورد عليه الشيخ سلطان البركاني {احتفظنا بها لكم والآن أخرجوها أنتم}.
وزاد أنه حين استلم السلطة كانت اليمن بلا حكومة وأن الفساد كان كبيرا في النفط والسلاح والجيش والمخدرات وأن البنك المركزي كان فارغا وأنه استأذن الأمم المتحدة بالطباعة وطبع 16 مليارا وطلبوا منه طلبا رسميا وقدمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة شؤون الإرهاب برينان وجاء الرد منه بالموافقة نظرا لظروف اليمن الاستثنائية.
وكرر اتهاماته للرئيس السابق بأنه وجه بسحب الأمن والجيش من محافظة أبين وسلمها إلى القاعدة.
وقال إنه أوقف التدخل العسكري الدولي مرتين مرة أثناء اقتحام ساحة تعز ومرة أثناء مشكلة دماج وإن الأمم المتحدة كانت على وشك التدخل وإرسال كتيبتين من السودان.
وقال إن الرئيس السابق كان يماطل في تسليم السلطة وإنه حين وقع على الوثيقة كان يظن بأنها لن تنفذ.
وأوضح أنه كان هناك اتفاق على أن يغادر الرئيس السابق مع علي محسن وأن علي محسن اشترط أن يتولى الانفاق عليه الرئيس لأنه ليس لديه فلوس في الخارج وتدخل البركاني بالتعليق:
{ايش عاده ماكفوش الداخل؟ }.
وفيما له علاقة بعرض الأمم المتحدة التدخل العسكري باليمن والذي يبدو أن حشر المناطق المستهدفة وظروف التدخل فيها يتم تغييرهما بحسب المستضافين ومن أي محافظة، وبهذا الخصوص أكد أن الأمم المتحدة كانت على وشك التدخل في اليمن مرتين وأن كتيبتين من السودان كان سيتم إرسالهما، في المرة الأولى حين تم إحراق ساحة تعز والمرة الثانية في حرب دماج.
يشار إلى أن الأمم المتحدة لا يحق لها التوجيه بإرسال كتائب عسكرية إلى أي مكان وإنما تقدم حيثياتها بعد أن تكون قد استنفذت كل محاولتها السلمية إلى مجلس الأمن لمناقشته.
إلى ذلك، وبحسب العادة في كل مقابلات الرئيس والذي لا يستثنى منها المنظمات الأجنبية، فقد أعاد على مسامع الحاضرين كيف كانت البلد حين تسلم السلطة مقسمة وكيف أن جندي الحرس الجمهوري يخلع لباسه العسكري إذا أراد أن يدخل إلى السنينة بينما جندي الفرقة يخلعها إذا اتجه إلى ما بعد عصر.
وفيما أراد الرئيس أن يسترسل، خاطبه البركاني بقوله { فرمل } فرد عليه: فرملنا.
وقالت مصادر عدة للوسط إن مثل هذا الحديث لم يتغير في لقاءاته الخمسة مع الأقاليم المختلفة.
وفي هذا الاتجاه لم يتأخر رد الرئيس كثيرا وهو ما يهدد بأزمة عاصفة تطيح بما يتم الحديث عنه من نجاح للحوار إذ وفي لقائه مع قناة اليمن اليوم فقد سأل من يتحدثون عن "النظام الجديد" " : إذا كانوا يدعون أن النظام السابق ـ نظام صالح ـ كان سيئاً وفاشلاً فإنهم- وخلال عامين- أثبتوا أنهم أسوأ من نظامه الذي يصفونه بالسيء، وأفشل من نظامه الذي يصفونه بالفاشل".
وقال إن هادي «تنكر لكل شيء»، مضيفاً أن هادي يسعى «لخدمة (والحصول على) رضا الإخوان المسلمين».
وخاطبه ولولا وجود علي عبدالله صالح هنا في صنعاء وفي بيته كانوا قد عملوا لك عشرين مشكلة.
وطالب ـ الرئيس هادي با لكف عن تكرار أسطوانة خطاباته التي يكرر من خلالها حديثه بأنه تولى الرئاسة وصنعاء منقسمة والجيش منقسم والمتارس في كل مكان من شوارع العاصمة وأنه ـ أي هادي ـ هو من أزاح تلك المظاهر..
ونفى صحة ما يردده الرئيس بأنه تسلم البنك المركزي فارغاً.. وقال: لقد سلمت السلطة للرئيس هادي ويوجد في خزينة البنك المركزي ما يقارب 6 مليارات دولار.
وعلى ذات السياق دخلت الحكومة طرفا في الأزمة ضد صالح حين هددت بفتح ملف بيع الغاز لشركتي توتال الفرنسية "وكوجاز" الكورية. بأسعار قالت إنها تمثل فسادا فيما رد عليه مصدر مسؤول في الحكومة السابقة من أن مثل هذه التصريحات تعكس عدم الفهم والعجز والفشل والمغالطة والتضليل في سرد المعلومات، مطالباً هذه الحكومة، التي وصفها بـ"الفاشلة"، بإحالة الملف إلى القضاء سواءً أكان محلياً أم دولياً ومحاكمة المتورطين سواءً أكانوا في الحكومة السابقة أم الحالية ومحاكمة من يطلقون الادعاءات الباطلة.
وفيما تبدو أمنية يتشارك فيها هادي والإصلاح بإقصاء صالح عن ممارسة السياسة فقد قال القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان إن الرئيس السابق يستطيع أن يكون رمزا وطنيا للجميع في حال اعتزل العمل الرسمي والحزبي.
وقال قحطان في حوار نشرته صحيفة الصحوة المتحدثة باسم الإصلاح، إن الإصلاح كمكون سياسي وقع على المبادرة الخليجية ملتزم بموضوع الحصانة.
مضيفا: ولكن نقول إن الحصانة تعني أن الانسان يبعد عن المواقع الرسمية والحزبية.
وهو ماظل هادي يطالب به سفراء الدول العشر إلا أن صالح يتحدى أيا كان على إقصائه أو جعله يغادر بلده.
* الوسط اليمنية