في اليمن: الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.

2022-08-05 10:21
في اليمن: الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

تتجه الأنظار إلى الدور المنتظر لمجلس القيادة الرئاسي ولحكومة الدكتور معين عبد الملك المعدلة، لانتشال الاوضاع الامنية والمعيشية والخدمية المتردية واحداث إصلاحات جدية في الحياة السياسية و الاقتصادية، وفي مكافحة الإرهاب والقضاء على الفساد الذي ينخر في جسم المؤسسات الحكومية.

و هذا ما يحتم على مجلس القيادة وحكومة الشرعية ان تولي تلك الظاهرتين الاهمية القصوى وتضعهما في اولويات برنامج عملهما.

ولتحقيق ذلك كمهمة عاجلة، يستوجب على القيادة السياسية والعسكرية والأمنية بان تتبنى خطط أمنية حازمة في وجه الجماعات الارهابية بهدف اقتلاع بؤرها ومصادرها واجتثاث منابعها.

ففي الاونة الاخيرة لوحظ تزايد العمليات الإرهابية والتي راح ضحيتها العشرات من القيادات المدنية والعسكرية الجنوبية، واصبحت الحالة الامنية تقلق المواطنين لما تعرض حياتهم وحياة اسرهم للخطر. وللاسف لم يلمس من قبل أجهزة مكافحة الارهاب دور لردع تلك التطاولات والاختلالات الامنية، ولم تتم محاكمة من تم القبض عليه متورطا في تلك العمليات الارهابية.

العملية الأمنية والعسكرية المطلوب تنفيذها هدفها هو حماية العاصمة عدن، وذلك لن يتحقق الا بملاحقة الجماعات الإرهابية ومداهمة اوكارهم واجتثاث مصادرهم والوصول إلى الداعمين الحقيقيين لهم.

ولتحقيق مهمة بهذا الحجم، فإنه من الضروري تعزيز التنسيق بين قوات الاحزمة الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب والحصول على الدعم اللوجستي والاستخباراتي من قوات التحالف العربي والدولي ومشاركتهما في جهود مكافحة الإرهاب.

إن الأنشطة الإرهابية للتنظيمات الارهابية من القاعدة وداعش والقوى المتحالفة معهم من “إخوان ومليشيات ” تمثل التهديد الأول للاستقرار السياسي والمجتمعي في المحافظات المحررة. وفي الوقت الذي نطمح فيه الى الحد من تلك العمليات الارهابية نلاحظ ان تلك العمليات قد تضاعف عددها وتوسع نطاقها وزادت من معاناة شعبنا، الذي يتجرع أزمات لا حصر لها اقتصادية وسياسية وأمنية. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الأجهزة الامنية الجنوبية وافشالها للعديد من العمليات، إلا أن المعلومات الاستخبارتيّة لدى جهاز مكافحة الإرهاب تشير أن تلك التنظيمات تعد العدة لتوسيع نطاق وجودها التخريبي إلى بقية محافظات الجنوب المحررة.

 

ومع الانتهاء من الهدنة، والذي يعني استمرار القتال على الجبهات، فاننا نتوقع ان الجماعات الإرهابية هي الاخرى ستقدم على تصعيد عملياتها في محاولة لخلط الاوراق وزعزعة الاستقرار، وتوسيع نطاق الفوضى في كل الجنوب المحرر. وفي هذا السياق يتعين على الدول الصديقة والشقيقة تقديم كل الدعم والمساندة، لقوات مكافحة الارهاب الجنوبية التي تواجه بامكانياتها البسيطة والمحدودة العمليات الإرهابية والتخريبية .

وليعلم الجميع أن هناك صلة وثيقة بين الإرهاب والفساد، فثمة خيط سميك يربط بين هذا وذاك، ابرز مظاهره يتمثل في غسيل الأموال القذرة التي تذهب لتمويل الأعمال الإرهابية.

 

ولهذا نطالب باهمية مكافحة الفساد في مؤسسات الدولة والقيام بحملة أمنية وعسكرية لاجتثات الإرهاب من بلادنا ومنع انتشار الأسلحة في الأسواق ووقف بيعها وتداولها. فلابد وان يقترن الحرب على الإرهاب عسكريا بالحرب على الفساد اداريا وتشريعيا، ووضع القوانين الرادعة والإجراءات الرامية لاستعادة الأموال المنهوبة من قبل القياداة العسكرية والوزراء والمشايخ وحل الأزمة الاقتصادية.

الخلاصة إن الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة والحرب عليهما ليس مجرد شعارا يرفع ولا قرارا يوقع.. الحرب الحقيقية للقضاء على هذا الخطر المزدوج ينبغي ألا يفرق بين أحد، اكان مرتكب الفعل او من ساعد وسهل على تنفيذه. سرقة المال العام لا تقل خطورة عن زرع عبوة ناسفة. لذلك فاننا نؤكد على أن الحرب على الإرهاب وعلى الفساد يحتاج إرادة صلبة وقيادة شريفة ونزيهة فالوطن في خطر والنار تقترب من الهشيم.

*- السفير: علي عبدالله البجيري