في يوم التخرج..ذكريات تسطر ودموع تنثر

2013-05-31 18:42

العلم لكل المجتمعات هو الرفعة هو الحضارة وهو التقدم ، العلم يعتبر حاضر الشعوب ومستقبلها المشع التي يبنى عليه صروح الازدهار .، عاما تلو عام .. عاما يمضي وأخر ينبلج يجتهد بين أوساطه أولوا العلم والرفعة ليشمروا عن سواعدهم لبناء مستقبلا حددت ملامحه أمام أبصارهم ليبدأوا مشوار الألف ميل ونقطة البداية لتحقيقه.

جدوا واجتهدوا كافحوا وتحملوا ويلات العناء والمشقة ليصلوا الى مرادهم المبتغى وهدفهم الأسمى وهو النجاح تلك الكلمة التي لطالما عانوا وصارعوا أهل العلم للوصول أليها عن جدارة واستحقاق ليتذوقوا بعد مرارة تلك الكلمة حلاوتها

في يوم التخرج ذلك اليوم الذي لم يكن طريق الوصول اليه محفوفا بالأزهار بل العكس ولكن قوة الإرادة والعزيمة التي تمتلك نفوس أهل العلم جعلتهم يتوشحون الفل ويتبادلون الورد فرحا وطربا للوصول الى اليوم التاريخي المنتظر يوم التخرج الذي يتخرج فيه أهل العلم لينتقلوا بعدها من الحياة العلمية الى الحياة العملية ذلك اليوم التي تسطر فيه ذكريات الدراسه وتذرف فيه دموع العين فرحا بهذا اليوم الذي كان الوصول اليه حلما فأصبح بإرادة الطامحين حقيقة

هذا ما أستشعرته حين كنت حاضرا لحفل خريجي الدفعه الثامنة بكلية البنات قسم الانجليزي بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ، مشاهد ومواقف تختلط فيها دموع الفرح والاشتياق لايامآ كانت حافلة بعطاء مثمر وجهدا متواصل ليتوج بيوم التخرج هذا اليوم الذي يفتح لصاحبه الباب على مصراعيه لحياة مستقبلية بأفق جديدة ، حياة الانتقال من العلم الى العمل كلآ في مجاله وتخصصه ليكون دعما ومساندا في خدمة وطنه الذي ينتظر عطاءه للرفع به نحو الرفعة والعزة،في يوم التخرج الجميع لا يستطيع أن يمتلك فرحته الغامرة ، لأنه بلا شك سيكون يوما عالقا في أذهان الخريجين وسيدون في سجل تاريخهم الحافل بالعطاء والاجتهاد

أحد مناظر يوم التخرج الذي هز مشاعرنا واقشعرت منه أبداننا حين يتحدث المتخرج عن مناقب أولياء الأمور ودورهم الذي لا ينضب في سبيل توفير وسائل الراحة لأبنائهم وبناتهم الخريجين للوصول بهم الى ذلك اليوم الأغر ، ذلك اليوم الذي لا يستطيع أحد أن يمتلك هيجان فرحته الغامرة بأبنائهم الخريجين ، فجأة وبدون سابق معرفة ودراية من الحضور تشغل أغنية جميلة تعبر عن الشكر والتقدير وعظيم الامتنان للوالدين الذي لا يستطيع أي فرد منا أن يفيء بدورهم وعطاءهم مهما عظم ذلك الدور ، ليقوم الخريجين بالانتشار والبحث داخل القاعه عن أولياء أمورهم وأيديهم محمله بالورد والربحان وتقديمها لهم وسط عناق وتقبيل شديدين وأهازيج وتغاريد الفرح ، أجهشت من روعته القاعة بالبكاء فرحا وفخرا بأبنائهم الخريجين .هنيئا لهم وحق لنا أن نفرح بتخرجهم

تلك هي حكاية يوم التخرج ، مهما تعثرنا في مشوار النجاح فالعبرة ليست بالتعثر بل العبرة في أن تجعل بعد كل تعثر خطوة للتفوق وتصحيح الخطاء ، ومهما بلغت العقبات فالمشكلة ليست بالعقبات فلنجعل منها سلما للارتقاء به نحو النجاح

هكذا نبداء المشوارأذا أردنا أن نصل الى منصات التتويج والتكريم وأن نصل الى ذلك اليوم يوم التخرج التي تسطر فيه الذكريات وتذرف فيه الدموع احتفالا وابتهاجا بأبحار سفينة العلم بأمان والتي سترسو بنا سويا الى شواطئ العمل المنتظر بأذن الله في خدمة الوطن.

 

الصوره من حفل تخرج الدفعه الثامنه من كلية البنات قسم انجليزي بجامعه حضرموت

 

مدينة المكلا

29  مايو 2013م