مبادرة تيار الجنوب الجديد .. من الحراك إلى الثورة

2013-04-21 17:20

مبادرة تيار الجنوب الجديد .. من الحراك إلى الثورة

 

مقدمة

لقد آن للجميع أن يدركوا أن جنوباً جديداً يتشكل الآن

ـ الدكتور سعيد الجريري ـ

 

كما كان مأمولاً فإن " تيار مثقفون من أجل جنوب جديد " تحمل المسئولية بإعلان اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي بعد بيان مطول من السيد عبدالرحمن الجفري صدر في 17 ابريل 2013م ، فإلى أين نحن ذاهبون ؟

سؤال عريض يجب الوقوف عنده من خلال تصريح مهم صدر في العشرين من ابريل 2013م ..

 

المؤتمر الجنوبي .. وسيلة

شكلت القضية الجنوبية منذ 2007م ذاتها شعبياً ومنذ ذلك الحين لم تنجح النخب السياسية أو الفكرية من الخروج خارج إطار الصراعات التاريخية ، فهذه الجزئية التي اخفق فيها السياسيين الجنوبيين كانت النقطة التي وقف الجميع عندها عاجز ولم تستطع القضية الجنوبية بغير واقعها الميداني من تحقيق نجاح يذكر ، وعندما نشير إلى الحراك الشعبي الذي تواصل برغم شح الإمكانيات وبرغم التعتيم الإعلامي وبرغم كثير من التموجات بين الأقطاب السياسية إلا أن الحراك الشعبي نجح في أن يكون هو الحقيقة السياسية الوحيدة ..

هذا الحراك الشعبي ومن خلال المليونيات التي احتضنها الوطن هو الذي تجاوز المحطات الصعبة وحتى المؤامرات على القضية الجنوبية حتى بلغنا هذه المرحلة السياسية التي استقطبت فيها المجتمع الدولي الذي بدوره لم يجد سبيلاً غير التعاطي مع القضية الجنوبية كقضية سياسية لا يمكن أن تحل في إطار المبادرة الخليجية ، وثانياً أن تجاوز القضية الجنوبية تحت مختلف المبررات قد سقط سياسياً بعد أن تبلورت في "وثيقة الرياض" الصادرة في الثامن عشر من ديسمبر 2012م بعد لقاء مجموعة القوى السياسية بالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وما تضمنته الوثيقة من التزام تلك القوى السياسية بخيار الاستقلال والتحرير ومطالبة المجتمع الدولي بمساعدة الشعب الجنوبي بعقد مؤتمره الجامع وانتخاب قيادته السياسية التي تعبر عن الرغبة الوطنية في الاستقلال عن الجمهورية العربية اليمنية ..

هذه المحصلة تقودنا إلى المفهوم الدقيق للنظر إلى دعوة "تيار مثقفون من أجل جنوب جديد" والتي صدرت وعبرت عن مبادرتها الوطنية بتشكيل اللجنة التحضيرية والتي مهمتها العمل على إنجاح المؤتمر الجنوبي الذي سيرسم ملامح الوطن ، هذه الجزئية والتي تعتبر الأدق علينا أن نراها بعين وطنية لا تبحث عن المزايدة أو المكايدة فالوقت ليس ملائماً لهكذا تصرفات لن تقدم من خير للوطن ..

 

الوطن الجديد ..

في سلسلة التاريخ الذي يتجاوز العام 1967م هنالك معضلة لابد أن نعترف بها وهي أننا نعيش الماضي ولا نعرف كيف نعيش اللحظة السياسية الراهنة التي هي منّ تشكل المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي ، في هذه المعضلة نحتاج حقيقة إلى قوة خاصة نمتلكها في هذا التوقيت لنراهن على المستقبل ، لقد سئمنا من جرجرة التواريخ المجروحة والمقتولة والمنحورة ، تواريخ لم تنتج يوماً غير البؤس والشقاء ، صراعاتنا القبلية كصراعاتنا المذهبية كصراعاتنا على قطعة أرض في أقصى الصحراء لا تنتج غير مزيد من العبوس والنكد والبغض لأنفسنا ونورثها لأولادنا من بعدنا ..

من المضحك دوماً أن نتوافق على الفيدرالية ، ومن المضحك أننا نتصارع عليها برغم موافقتنا لها ، الوطن الجديد .. هو في رغبتنا الصحيحة بالتغيير ، أن نتجاوز التاريخ ، أن نتجاوز أولئك الفقراء المتسكعين في شوارعنا لا يعرفون من الحياة غير سرد حكايات الموت والفقر والجوع ، أولئك الذين كشفوا عن وجوههم حقيقة مؤامرتهم عندما أعلنوا رغبتهم في مشروع اليمن الاتحادي ليس لشيء بل لفقرهم السياسي فهؤلاء لا يملكون غير سرد الماضي وسيكون بعيداً عن الحاضر .. نعم سيدي القارىء الكريم أعنيهم عصبة حضرموت وحضرموت براءة منهم ..

الوطن الجديد .. يجب أن يخرج وجوه جديدة ، ليس من المهم أن نختارهم من خلال صورهم وأجسادهم نحتاج عقولهم ، نحتاج إرادة حرة لا تنتمي للأزمنة الغابرة ، نحتاج إلى أيادي طاهرة لم تحمل يوماً بندقية في وجه أحد ، نحتاج مشروعاً مدنياً يبني المدارس والمستشفيات والشوارع ، والأهم أن يزرع في نفوسنا الأمن والاستقرار ..

 

البيض .. حيدر .. ناصر .. باعوم .. الجفري

هذه الرموز الوطنية التاريخية ، تحدد لها من خلال تصريح الدكتور سعيد الجريري أن تشكل المجلس التشاوري ، ومع هذا المجلس وما سيكون عليه أعماله وأهدافه يبقى قبلها خطوة نرى أهميتها في هذا الظرف الدقيق من تاريخنا الوطني ، فعلى هذه الرموز التاريخية أن تعلن وقوفها الكامل مع خطوة إعلان اللجنة التحضيرية ، وعليها مساندة المؤتمر الجنوبي الجامع ، وعليها الوقوف مع مخرجات المؤتمر وقياداته الوطنية ..

 

أن دماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل الحرية والاستقلال هي التي تقف في وجوه هذه الرموز الوطنية والتي نعرف أنها ستنسجم مع رغبات الشعب وستساند هذا الشعب بداية من إعلانها تأييد اللجنة التحضيرية ثم مساندة الشعب في مليونية 27 ابريل والوصول إلى المؤتمر الجنوبي الجامع ، ثقتنا في رموزنا السياسية تتجاوز محطات الفشل التي نرميها خلفنا ونطلب تحقيق الصف الواحد الآن ، وستفعلها هذه الرموز ..

 

 

من حراك إلى ثورة

 

لقد قام شعبنا العظيم من العام 2007م بتعليم الشعوب العربية معنى النضال السلمي ، فكان الحراك ، وكانت التضحيات الجسيمة ، وخرجت لفظة ( الحراك ) من ضمائرنا المكلومة وتلقفها شعب تونس وناولها لشعب مصر وليبيا واليمن وسوريا ، شعوب الربيع العربي أخذت مصطلح الحراك وتفاعلت معه وتحررت من خلاله ، هذا ما منحه شعبنا لأمة العرب في يوم ما من صيف ما ..

في تصريح الدكتور الجريري لم يرد قط لفظ ( الحراك ) وإنما جاء لفظ ( الثورة السلمية ) .. هذا هو الفاصل التاريخي الصحيح بين ( الحراك ) و ( الثورة السلمية ) للثورة أهدافها وغاياتها وأحكامها وتقاليدها أيضاً وعلى شعبنا أن يتجاوز تلك المرحلة ويدخل إلى مرحلة تريدها القوى الثورية السلمية التحررية بالتزام ثابت على قاعدة الاستقلال والتحرير الوطني من المهرة إلى باب المندب ..

 

 

دورنا في الثورة ..

 

هذه مرحلة أخرى تختلف عن كل تاريخنا بأوجاعه وحتى بأفراحه ، هذه المرحلة تتطلب اصطفافاً وتجاوزاً وقوة في عقيدتنا الوطنية ، خلافاتنا نقتلها ، المتخاذلون نتركهم ، نسير معاً تجاه الوطن لا شيء يوقفنا إلا حقيقة الاستقلال ، دورنا كل في موضوعه الطبيب عليه أن يساهم ، المهندس يساهم ، صاحب القلم يكتب ، الإعلامي يبرز الأخبار ، السياسي يحلل ولا يخوّن ، العامل في معمله ، الأم في بيتها تصنع علماً ، ترفعه بنتاً ، يرفعه ولداً ، نحن منذ اليوم نعيش حياة أخرى .. فأما ثورة حتى النصر أو موت بكرامة على أرضنا ..

 

 

برقية للوطن ..

 

الم أقلها البارحة لحظات وسيكون الميلاد .. ها هو ذا مولدك العظيم