حضرموت واليمن وإشكالية الإنتماء .. حضرموت واليمن في الحديث النبوي

2019-01-24 13:48
حضرموت واليمن وإشكالية الإنتماء .. حضرموت واليمن في الحديث النبوي
شبوه برس - خاص - وادي حضرموت

 

وردت حضرموت واليمن في مواضع عديدة في الحديث النبوي، وبعض المواضع شديد الصلة بموضوعنا هذا ومن ذلك:

 

١ - حديث ورود وائل بن حجر رضي الله عنه، فقد روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما لقي وائل بن حجر خطب في الناس وقال: "يا أيها الناس هذا وائل بن حجر أتاكم من بلد بعيدة من بلد حضرموت طائعاً غير مكره، بقية أبناء الملوك، بارك الله فيك يا بن حجر وفي ولدك" والحديث أخرجه البغوي في شرح السنة ٢٦٦/٧ والترمذي في سننه ورقم الحديث ٢٢١٧.

قلت: وقد وردت في الحديث إشارة واضحة أن حضرموت كانت تعرف باسمها ولا تنسب لليمن ولا لغيره، فلو عرف النبي صلى الله عليه وسلم أنها جزء من اليمن لقال أتاكم من اليمن، لكنه لم يقل ذلك، ولا يقال انه اكتفى بالجزء دون الكل، لانه كان يخاطب الناس حسب أماكنهم المعروفة عند السامعين، وقد خاطب الناس في قدوم وفد قبيلة الاشعريين من تهامة اليمن فقال أتاكم أهل اليمن ولم يقل أهل تهامة.

 

٢ - حديث خّباب بن الارت رضي الله عنه وفيه "والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف الا الله أو الذئب على غنمه " أخرجه البخاري في كتاب المناقب، قال ابن حجر في فتح الباري يحتمل أنه يريد صنعاء اليمن وبينها وبين حضرموت من اليمن أيضا مسافة بعيدة " ص ٦١٩ ج٦.

 

قلت وكلام ابن حجر – رحمه الله – تصرف من عنده، وليس في الحديث ربط بين صنعاء وحضرموت، ولا يجوز الاحتجاج بكونهما وردتا في حديث واحد أنهما من بلد واحد، فقد جاء في حديث آخر من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه "إن قدر ما بين حوضي كما بين أيلة وصنعاء اليمن" اخرجه البخاري كتاب الرقاق رقم الحديث ٦٥٨٠، فهل الربط بين أيلة في الشام وصنعاء يجعل من أيلة يمنية، والصحيح أن مقصود الحديثين بيان بعد المسافة بين الموضعين.

 

(الباحث/ علي محمد باخيل بابطين)