الرئيس هادي .. يخذل رئيس الوزراء معين

2019-01-19 19:35

 

مرت أكثر من ثلاثة أشهر على قرار تعيين دولة رئيس الوزراء الجديد الدكتور معين عبدالملك رئيسا للحكومة الشرعية اليمنية  , إستبشرنا خيرآ بالرجل ونأمل بأن يكون إستبشارنا في محله من خلال السرعة  بتشكيل الحكومية الجديدة التي طال إنتظارها كثيرآ , وإزاحة وزراء ورموز الفساد والفشل , صار بالإمكان الإعلان عن تشكيل وزاري جديد بدلا عن التغيير الوزاري المحدود وذلك بعد إكتمال النصاب القانوني لمجلس نواب الشرعية اليمنية  .

 

ومع هذا لم يحدث ما كنا نتوقعه , بل تم إقالة وزيري الكهرباء و التخطيط والتعاون الدولي ونائب وزير المالية فقط , بعدها علمنا بأن تلك التغييرات المحدودة للغاية ما كانت لتتم لولا الضغط الهائل على الرئيس هادي من قبل الحكومة السعودية كشرط لمنحة وقود الديزل لمحطات الكهرباء والوديعة السعودية  .

 

وكالعادة عاد الرئيس هادي لممارسة هوايته المأساوية المفضلة من خلال المماطلة والتسويف في تنفيذ الوعود التي قطعها للتحالف العربي ورئيس وزرائه الدكتور معين عبدالملك بعدم التدخل المباشر بشؤون الحكومة  , ولن يستطيع رئيس الوزراء معين أن ينجح بأدوات الفشل والفساد التي تتربع على عرش السلطة المركزية والمحلية في عدن وعموم المناطق المحررة  .

 

رغم محاولات معين إدارة عجلة الاقتصاد المتوقفة وتحريك بركة التنمية الراكدة من خلال إعطائه مهلة للوزراء والمسؤولين بعمل خطة زمنية بمائة يوم يقدمون من خلالها رؤية ودراسة وتطبيق عملي لانتشال مرافقهم من الفساد المالي والفشل الإداري إلا أن ذلك لم يحدث  , وكمراقب جيد لا نتائج  إيجابية ستأتي من قبل  أدوات سلبية فاشلة .

 

هناك جهد وتحدي شخصي لدولة رئيس الوزراء معين من أجل النجاح حتى لو تضاءلت الفرص , ورفض تام للاستسلام وهو في بداية المعركة , يحاول معين الصمود من خلال إستئناف بعض من مشاريع تأهيل البنية التحتية المتهالكة  كإعادة تأهيل الطرقات في عدن وكذلك التحسن الملحوظ بالاستقرار التمويني لمادتي البنزين والديزل ووقود محطات توليد الكهرباء المقدم كمنحة من الحكومة السعودية , وهو جهد يشكر عليه .

 

باقي الملفات الهامة والكبيرة التي من شأنها تعزيز الأمن والإستقرار والبناء وإنتشال الاقتصاد المنهار من وضعه المزري لم يعطى لمعين حرية التصرف وإتخاذ القرار المناسب حيالها , فعلا الرجل في وضع لا يحسد عليه , فقد تركه الرئيس هادي في منتصف الطريق من غير زاد ولا وقود للعودة مجددا لقواعده سالما أو السير حتى نهاية الطريق  .

 

على المجمتع الدولي والتحالف العربي الوقوف بحزم أمام هذه الممارسات والسلوك العدائي والتخريبي من قبل السلطة الشرعية , إن إستبدال بن دغر بمعين ليس هو الحل , وبن دغر لوحده لم يكن كل المشكلة بل الحلقة الأضعف فيها , بقاء الحلقة الأقوى من محور الفساد والفشل في مناصبهم يعني الدخول بجولة أخرى من تفجير الوضع عسكريا في عدن وقد تصل لباقي المحافظات الجنوبية هذه المرة , وستكون أول ضحاياها الشرعية وأدواتها .

 

الرهان على صبر الشعب على الجوع والفقر وإنهيار العملة الذي رافقه إنهيار مأساوي للقدرة الشرائية  رهان خاسر من قبل شخص فاشل .