الحرب و السلام في اليمن

2018-12-30 13:38

 

مقدمة:

خرج الشعب عفوياً في الشارع يصرخ من فشل قيادة اليمن.

إشتد الجوع بالشعب، فهاج كثيراً مطالباً بإسقاط النظام.

إخترق الجموع عصابات مليشاوية إستغلت شعارات الجماهير.

إخترق الإخوان المسلمون كعادتهم في كل الوطن العربي الجماهير و أدعى انها إنتفاضته.

فشلت الحكومة في السيطرة على الشارع.

قامت حرب بين حكومة فاسدة، و حزب إنتهازي و مليشيا عقائدية.

و هكذا هي الحرب في اليمن.

...

كاد الانقلابيون ان ينهزموا في الحديدة فقبلوا ان يذهبوا الى مشاورات السويد، و كذلك قبلوا مخرجات مشاورات السويد، فقط حتى يلتقطوا أنفاسهم، و يعيدوا تجهيزاتهم، و من ثم ينقلبون على الاتفاق، هم يعرفون انهم مليشيات، و من سيحاسب مليشيا؟

...

الأوربيون المسيطرون على مجلس الأمن تعلموا من حروبهم الطويلة التي طحنتهم، أن يضعوا اساساً لحل مشاكلهم في الحروب، و مشاكل العالم بعد ذلك على نفس القاعدة، و هي خلق توازن للقوى المتصارعة، و إحتواء المهزوم بدلاً من إذلاله.

...

و بعد حروب طائفية قذرة في اوروبا بين الكاثوليك و البروتستانت استمرت ثلاثين عام توصلوا الى إتفاق في عام 1648م لوقف الحرب اسموها "اتفاقية وستفاليا"، و اساس الحل:

"حكمة التاريخ تقول إن الجميع خاسر في الحروب الدينية، و الصراعات الطائفية و المذهبية".

و بعد ذلك عقدت عدة اتفاقيات بين الدول الآوروبية، و أهمها مشروع "مارشال" الذي وضع لبنة السلام في اوروبا، و كان الفضل فيه للدور الأمريكي الذي فرض هيمنته على العالم بعد الحرب.

 

الخلاصة ... نصيحة للجنوبيين:

يعلمنا التاريخ ان الاوروبيين لهم عقيدة واضحة عند إجراء مفاوضات سلام بين طرفين، إن كانتا دولتين او حزبين، بأن لا يهتموا بمن هو المخطئ او المصيب، يعملون على إحتواء المُخطئ حتى لو كان على وشك ان يخسر الحرب، هذه هي عقيدتهم.

لهذا انصح إخواننا الجنوبيون في تجنب دخول المفاوضات لحل الصراع القائم بين الحوثيين و الشرعية، فهي صراع بين شمالي و شمالي، لا علاقة للجنوب بها.

لهذا انصح الجنوبيين دخول المفاوضات السياسية التي تتحدث عن إستعادة دولتهم بقوانين دولية لتقرير المصير.

...

أعزائي في المكونات الجنوبية و على رأسهم المجلس الإنتقالي، عضّوا على ما قلته أعلاه بالنواجد، و وحدوا كلمتكم كي تكونوا أقوياء، إذهبوا للتصالح و كوّنوا صوتاً جنوبياً واحداً، و إلا فأنتم فاشلون.

و ستعيدون جنوبنا إلى صراع جديد و لمدة خمسين سنة قادمة، كما فعلها الرفاق!!

تعلموا من دروس التاريخ.

 

 يكون الخطأ كبيراً بقدر ما يكون صاحبه كبيرا

الدكتور علي محمد جارالله

30 ديسمبر 2018م