المستر ‘‘غريفيتث‘‘ والتلاعب بألفاظ ‘‘الصراع‘‘ و ‘‘النزاع‘‘ في اليمن

2018-12-18 19:14
المستر ‘‘غريفيتث‘‘ والتلاعب بألفاظ ‘‘الصراع‘‘ و ‘‘النزاع‘‘ في اليمن
شبوه برس - خاص - ابوظبي

 

قال كاتب سياسي جنوبي أن الإنكليز أكثر الناس من يجيدون استخدام المفردات اللفظية بما يتناسب و أهدافهم، فالسيد غريفيث قال مؤخراً في الأمم المتحدة : "في المباحثات القادمة سنعالج اسباب الصراع".

 

جاء ذلك في موضوع للكاتب السياسي "د علي محمد جارالله" وسمه بـ "الصراع و النزاع في اليمن" تلقى موقع "شبوه برس" نسخة منه ويعيد نشره وجاء في سياقه :

لم يقل "غريفيتث" سنسوي الصراع، او ننهي الصراع، و كذلك قال الصراع و لم يقل النزاع، لأن الفرق كبير بين اللفظتين.

و لتوضيح الفرق بين الصراع و النزاع، فمصطلح الصراع هو تعبير يقتصر على وصف العلاقة التصادمية بين متناقضين يستحيل التعايش بينهما و محكومين بإهلاك الواحد منهما للآخر و الخروج بصيرورة جديدة، بينما مصطلح النزاع هو تعبير عن وصف علاقة بين متناقضين يمكنهما المساومة دون حاجة أي منهما للقضاء على الآخر.

 

و بناء على ذلك فالسيد غريفيث يعلم أن اهل الشمال عندما يختلفون لا يتصارعون، و انما يتنازعون، و لاحظنا الفرق بين اللفظين في الصراع العربي الإسرائيلي قبل كامب ديفيد، و بعد لقاء الكامب تحول المسمى الى النزاع العربي الاسرائيلي.

إذاً ما يقصده غريفيث هو الصراع بين الشمال و الجنوب، لأنه لا يوجد صراعاً بين الشماليين.

 

السيد مارتن غريفيث رجل ذكي و درس الملف اليمني تماماً، و يعرف ماهو السهل في الملف، و اين التعقيد في هذا الملف، فهو يدرك ان الخلافات بين الحوثيين و الشرعية أمور سهل حلها، لان وفد الشرعية كله أحزاب شمالية، و لهذا لم يستدعي الجنوبيين لمشاورات السويد، لان وجود الجنوبيين كان سيفشل المشاورات لأن مطالبهم سقفها عالي، اما جنوبيي الشرعية فهم عبد المأمور.

 

لهذا دعى غريفيث الشرعية و الإنقلابيين الى السويد، و ساوى بينهما كطرفين متنازعين، لأنه يعرف انه الشرعية لن تعترض، و هو كان يعي ان الإنقلابيين مضغوطين و قابلين للهزيمة في الحديدة و سيندحرون قريباً جداً بقوة العمالقة و التحالف، و الشرعية ستوقع بسهولة، و لهذا نجح غريفيث في السويد.

 

اما قضية الجنوب فهي قضية وطنية، تحتاج لحل الصراع القائم بين أهل الشمال و أهل الجنوب، بين دولتين كانتا قائمتان على الأرض و لهما إعترافات دولية و المطلوب منه حل كل القضايا العميقة، فهنا مهمة المبعوث الأممي ايجاد علاقات متجانسة الى حد كبير بين الطرفين المتصارعين.

 

فهنا أرى أن على المفاوض الجنوبي ان يعي ما هو المطلوب منه، و اين يجب عليه الضغط لتحقيق أهدافه، فالجنوبيون لديهم حُججاً أساسية لا يمكن التنازل عنها او حتى التفاوض بشأنها، و لا بد من حلها و هي ما يخص الجنوبيين مثل الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.

 

لهذا يدرك الجنوبيون انهم ذاهبون لمباحثات لحل مظلوميتهم، و ليس لتسوية نزاع مع الشمال، الجنوبي يبحث عن نتيجة للتخلص من الصراع القائم بكل ابعاده.

 

كلنا يعلم ان عملية التسوية غالباً ما توكن مؤقتة، اما الحل فيكون دائم، لهذا التوصل اليه يحتاج لوقت أطول، لهذا على الجنوبيين ان يصروا في مباحثاتهم على تعديل الدستور، و كذلك القرار رقم (23) للعام 1998م، و إقامة فيدرالية من إقليمين شمال و جنوب حسب حدود 30 نوفمبر 1967م، لفترة مزمنة لا تتجاوز خمس سنوات، يحق بعدها للجنوبيين من فك الارتباط او الخروج من الدولة الإتحادية.

 

فالمفاوض الجنوبي عليه الإصرار على حل النزاع، و الالتزام بالفقرة الأولى من المادة (33) من ميثاق الأمم المتحدة الذي توصي بإتخاذ الوسائل السلمية لتسوية الصراعات الدولية.