الجنوب يدفع ضريبة موقعه..

2018-12-15 20:49

  

أرض الجنوب تعد موطن البشرية في طورها الاول ، كما تعد موطن البشرية في طورها الثاني بعد سفينة أبونا نوح عليه السلام،  ومن ارض هذا الجنوب ارض العرب الجنوبيون انطلقت االموجات البشرية تباعا في الانتشار لاعمار الارض ، وتشييد الحضارات  وفي هذا الجنوب  مكثت الاكثرية السامية حيث شهدت رسالات  السماء  في عهد هود وصالح عليهما السلام وبالقرائن والشواهد وتشابه الحضارات القديمة في الشرق وهي سامية تعطي الباحث الحق في القول ان كلدان واشور وسومر هم اقوام عربية  نزحوا  من الجنوب الى شمال  الجزيرة ، حيث الانهار وزيادة تساقط الامطار  وخصوبة الارض ..

 ان ارض العرب الحنوبيين اخذت الكثير من التسميات القديمة منها ارض العسل واللبن وارض اللبان والبخور   وارض العطور والبخور وارض الخير والشر.. وقد شهدت هذه الارض  حضارات حمير الاولى في ظفار الشرق  التي ظفر فيها العرب الجنوبيون بالمعانيين - على خلاف سومريين أم ارام- عام3200 ق.م   ووضعت هذه المملكة مداميك لصرح العروبة  في النهوض الحضاري القديم.. وامتدت الى التحول الاوسع في عهود الحميريين الثاني احرار ال يهبئر وال عبد شمس في تشييد مملكة حضرموت الكبرى  عام 1300ق.م  وعاصمتها نقب الهجر ثم لاحقا شبوة اوسبوت.. ولن اخوض في مابعدها من ممالك فقد تناولت ذلك في عدة مقالات وابحاث نشرتها سابقا.. ان الموقع الجيوسياسي للجنوب العربي  وما يختزنه وما يشتمل عليه من اسرار  وطقوس دينيه  قديمة وحديثة ،ومؤكدا ثروات ،وموقع تحكم للسيطرة  وخط دفاعي عن الجزيرة والخليج ، هو" اس" البلاء  الذي انعكس سلبا على شعب الجنوب العربي شعب التمكين العظيم شعب المهمات الصعبة كما يصفه في كتاباته استاذنا  الشهيد  المغفور له صالح احمد البابكري ، ومهما تكالبت على هذا الشعب الجنوبي العظيم من قوى الشر والا طماع التوسعية التي وجدت مطيتها في اللفيف الشعوبي المستوطن الهضبة الشمالية والشمالية الغربية  على حدود الجنوب العربي فان مصير خططهم وبغيهم الى الخسران والهزيمة .

 ان مايحدث اليوم وهو امتداد لصراع  قديم يؤكد حقيقة الامتداد التاريخي القديم ودور العرب الجنوبيون فيه للحفاظ على عروبة الجزيرة والخليح ومهما تنكرت دول التحالف للحقائق  على الارض مجاملة للاشقاء اليمنيين الذي تتملكهم الاطماع التوسعية بنزعة عدوانية ،فلن يلغي كل ذلك الحقيقة الوجودية  العربية الجنوبية وادوارها عبر مراحل التاريخ قديما وحديثا وحتى اللحظة المعاصرة التي يحتدم فيها الصراع في الحديدة وعلى مشارف ذمار من ارض الهضبة الشمالية والشمالية الغربية ،المسماه العربية اليمنية.. ولامناص من التسليم بالحقائق واهمها الحقيقة الوجودية والكينونية  للجنوب العربي كجار لشقيقه الشعب العربي في العربية اليمنية بدولتين مستقلتين كما كان عهدهما وتاريخهما  منذ انتزاع المعانيين جوف مملكة حضرموت الكبرى ،وبناءهم دولة معين الرهوي الاولى  عام 525ق.م وعبر مختلف العصور، وحتى اعلان الوحدة اليمنية المشئومة والفاشلة  ..

 

 الباحث/ علي محمد السليماني