مارتن غريفيث .. هل يدير الحرب في اليمن أم يبحث عن حل ؟

2018-12-15 08:44

 

اظهرت نتائج مشاورات السويد نهاية الاسبوع المنصرم أن لا حل قريب للصراع في اليمن وأن ماحدث من تفاهمات ناقصة ومخيبة أمليت على وفد الشرعية عبر سلسلة من الضغوط والتهديد والوعيد المتعدد الاتجاهات !!.. ماهي إلا ترحيل لأسباب الحرب وشرعنة أممية للانقلاب واظهار عجز الشرعية امام العالم والشعب بعد فشلها الذريع في السويد .

 

وهو مؤشر على أن الأمم المتحدة وعبر ممثلها في اليمن غريفيث تدير الحرب والصراع في اليمن وفق أجندة محددة تخدم مصالح الدول العظمى على حساب دماء الضحايا من الجانبين .

 

لكن الجيد من هذه النتائج أنها اظهرت بصورة جلية :

__ مدى عجز الحكومة (الشرعية) وضعفها وخضوعها للضغوط الخارجية عبر الأمم المتحدة وممثليها (سفراء الدول العشر) التي نجحت في اظهار الجانب الآخر (الحوثيين) هو القوة الفاعلة على الأرض وانه الشرعية الحقيقية امام العالم مما يجعل الجميع يخطبون وده ويتقربون اليه .

 

__ اظهرت ايضا موقف الأمم المتحدة التي تعمل على ادارة الحرب في اليمن ولا تبحث عن حل شامل لها لاستبعادها مكون اساسي ممثل لشعب الجنوب وحامل سياسي لقضيته ودعمها الواضح للمليشيات الانقلابية والتقرب اليها وتهميش الشرعية التي فقدت البوصلة في توجيه الصراع لصالحها بسبب التركيبة الهزيلة والتعيينات الغير موفقة في مختلف اجهزتها الخاضعة للتوظيف بالواسطة والمحاباة وكذلك اصرار هذه (الشرعية) على استبعاد القضية الجنوبية التي سيعزز اشراك ممثليها موقف الشرعية لانها أساس اي حل شامل ينهي الصراع ويجنب المنطقة الحروب في المستقبل .

 

__  كشفت ايضا نية الدول الكبرى وخاصة امريكا وبريطانيا بوضع يدها على أزمة اليمن والتحكم بمجريات الصراع وإدارته بسياسة احتوائية ترفع بها من تشاء وتخفض من تريد .

 

▪ اعتقد ان الأمم المتحدة ومصداقا لما قلناه من ادارتها للحرب في اليمن , ستعمل على تشكيل قوات حفظ سلام في الحديدة على غرار اليونيفيل في جنوب لبنان لتمنع قوات التحالف والشرعية من دخول الحديدة ومينائها مستقبلا دعما للمليشيات الحوثية ومساندة لها لان تلك المليشيات لن تنفذ اي اتفاق ولن تلتزم بأي عهود او مواثيق كما عرف عنها .

 

وللتاريخ نقول إن اي مفاوضات سلام تتجاهل القضية الجنوبية في الوقت الذي تشرعن فيه انقلاب المليشيات الحوثية لن تنجح ولن تزيد الأزمة إلا تعقيدا وقد تكون كارثية على اليمن والإقليم.