سقوط الإعلام يعني سقوط القيم والاخلاق

2018-12-13 13:01

 

الإعلام مدرسة الاخلاق والثقافة ووسيلة المعرفة الوحيدة المتبقية في عالمنا المعاصر بعد أن غيب الكتاب ومات شغف القراءة .

ومع التطور التكنولوجي وتطور وسائل الاعلام المرئي وتعدد أساليبه انتشرت وسائلة واصبحت شرا لابد منه لأنها اتيحت  للجميع دون استثناء.

وبما أن لكل تطور محاسن ومساوئ فإن من مساوئه انه اتاح لكل الناس اقتناء تلك الاجهزة من تلفزيونات (رائي) وجوالات (هاتف خلوي) وكمبيوترات وغيرها . بل ان بعض تلك الاجهزة مدمجة مثل الكمبيوتر والجوال واصبحا شيء واحد في جهازين كذلك الحال اجهزة التلفاز

وكثرة القنواة الفضائية واختلاف الثقافات كل هذا شر الا اذا استخدم بصورة صحيحة لأداء الغرض منه والذي صنع اصلا من اجله.

 

ينقسم الاعلام الى ثلاثة اقسام هي :

1_ المطبوع وهي الصحف والمجلات

2_ والمسموع وهي الاذاعات

3 _ والمرئي وهي التلفزيون والجوال والكمبيوتر .

وللاسف فقد سيطر القسم الثالث على القسمين الأولين واصبح الجوال يتربع على القمة لما يحويه من خدمات ومواقع تواصل مهمة وسريعة .

وللإعلام اهمية كبرى في حياة الناس في توصيل الخبر والمعلومة الى المتلقي وهو المصدر الوحيد والنافذة التي يرى المرء منها العالم من حوله .

ونظرا للأهمية التي يحضى بها الإعلام يجب ان يتوخى المصداقية والتجرد من التبعية والإنحياز في نقل المعلومة بصدق وأمانة حتى لايفقد مصداقيته امام الرأي العام . ولا يغيب عنا بعض المحاذير التي توجب عدم اذاعتها إذا رأى القائمون على الاعلام انها ستضر بالأمن القومي او المصلحة العليا للدولة ولكن في حدود دفع الضرر اوجلب المنفعة فقط .

 

من المساوئ ايضا تسريب الاخبار والأسرار وإذاعتها على الملأ وكشف الخطط العسكرية ومواقع التموضع للقوات مما يجعلها عرضة للهجوم من الخصم بعد ان تعرف على احداثيات مواقعها من النشر ..

هناك ايضا ترويج الإشاعات وتداولها واعادة ارسالها بقصد او بدون قصد مما يعود بالضرر الكبير على البلاد والعباد والمصيبة ان اكثرية من ينشرون الإشاعة هم اناس عاديون لايقرأون تلك المنشورات فقط طلب منهم تمريرها في اخر المنشور وقاموا بتنفيذ الطلب على الفور !! .

 

هناك ايضا نقل وتداول الاخبار الكاذبة حتى يصدقها الناس وحتى الناقل نفسه من كثرة ماينقل منها يصدقها !! .

 

وايضا يستخدم ذلك الاعلام للتطبيل للسلطان وتلميعه وتجميل كل ما قبح منه وترويج مساوئه على انها حسنات والاستشهاد بالدلائل الدينية إذا تطلب الأمر ذلك وهذ مفسدة عظيمة لها أثر يتعدى الممدوح الى الضرر بالمواطن .

 

ومن مساوئ الاعلام المعاصر التسابق على نشر الاخبار لكسب السبق الصحفي دون التأكد من صحة الخبر المنقول !!

حتى ان بعض ادوات الاعلام في المواقع والفضائيات يسندون تلك الاخبار الى (مصادر خاصة) او شخصية ( طلب عدم ذكر اسمه) !! وهذا يدخل في باب النميمة المحرمة .

كل هذه المساوئ تقابلها محاسن ولكنها للأسف الشديد اقل منها بكثير .

ولأن سقوط الاعلام والمصداقية ترويج للكذب فهو سقوط للاخلاق والتربية لأن الغالبية العظمى من الاجيال الصاعدة تعتمد على ذلك الاعلام وتلك الاجهزة وتتلقى منها دروس التربية والتعليم , فإن كانت فاسدة انتجت جيلا فاسدا كذابا.

فهل لنا ان نرى إعلاما نقيا نظيفا ينقل الخبر بأمانة ويوصل الصورة كما هي دون تزييف او تحريف ؟

 وهل لنا ان نرى إعلامآ يربي الشباب على حسن الخلق والصدق والأمانة وتجنب الكذب والدجل ؟

أم أن الشعار سيظل كما هو : إنا وجدنا آبائنا على هذا وإنا على طريقتهم لسائرون .