دماء الشهداء و‘‘الحَوَل السياسي‘‘ في الجنوب ؟!

2018-12-11 10:51
دماء الشهداء و‘‘الحَوَل السياسي‘‘ في الجنوب ؟!
شبوه برس - خاص - عدن

 

أي نصر عسكري لا يُترجم إلى مكاسب سياسية أو لم يُستفد منه لتحقيق المطالب التي من أجلها قُدمت التضحيات، فهو تعثّر إن لم يكن هزيمة، وهذا ما يبدو اليوم واقعا في الجنوب المحرر من القوات العسكرية والقبلية.. فتضحيات المقاومين ودماء الشهداء لاتزال رهن عمل سياسي قاصر ومتخاذل لم يكن عند مستوى المسؤولية، ولم يرتقِ بعد إلى مستوى ما قدّمه شباب الجنوب في ميادين الوغى وساحات الحرب مع القوى التي لا تزال متربصة بالقضية.

النصر العسكري الذي شهد له القاصي والداني لم يعد في أيادٍ آمنة، وبات مهددا بأن يتحول إلى نكسة يُخشى أن تعيد الجنوب والجنوبيين إلى مربع مظلم ومستقبل غير واضح المعالم؛ والأسباب هي ظاهرة «الحَوَل السياسي» الذي أصاب كثيرا من النُخب وحملة الفكر هنا في هذه الأرض المكلومة.

«التعصب السياسي» رديفٌ لـ «الحول»، وهو عاهة أخرى تصيب ساستنا، فتصلّب مواقفهم وتعاطيهم مع بعضهم ومع الآخر في الإقليم والعالم، ما يعقد بالتالي مسألة أن يتعامل الآخرون معنا وفقا لعقليات لا تلين ولا تعي من السياسة سوى الشعارات الجوفاء والتزمّت والتعصب دون النظر لطبيعة العلاقات السياسية في المنطقة، ودون الأخذ بمعايير القانون الدولي والمصالح الدولية عند التعاطي مع قضية شائكة كالجنوب.

لوجة الله.. استعادة الجنوب وهويته ليست قطعة حلوى تُعطى ولا مكرمة توهب بالتزمّت للرأي أو التعصب للموقف، وإنما خاضعة لمعايير ونظم وعبر مراحل ووفق قنوات يبدو أن ساستنا يجهلونها.. فهلّا أدركتم كيف وبماذا ومتى وأين؟!!

*- صحيفة الأيام عدن