الحرب اليمنية ما ظهر منها وما بطن

2018-11-02 07:46

 

ثلاثة أعوام ونيف هي عمر الحرب اليمنية بين طرفي الصراع الشرعي والانقلابي في نظام الاحتلال اليمني للجنوب.. ثلاثة أعوام ونيف من تلك الحرب وجيش التباب الوطني والمقاولة اليمنية في نهم وصرواح اللذين يبعدان عن صنعاء أقل من عشرين كيلو مترا بالرغم من الدعم السخي العسكري واللوجستي الذي تقدمه قيادة دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لجيش التباب الوطني والمقاولة اليمنية، وهي ما تسمى بقوات الشرعية اليمنية التي يديرها حزب إخوان اليمن بقيادة الجنرال علي محسن صالح الأحمر في كل من مأرب وتعز ومناطق أخرى.. وبناء على ذلك فإن هناك ما يؤكد عن مساعٍ خفية للتقارب ما بين حزب الإصلاح الإخواني الذي بات يمثل الشرعية اليمنية من جهة والانقلابيين الحوثيين من جهة ثانية وبوساطة قطرية، وما يؤكد ذلك القول هو أن عدم حسم تلك الحرب من قبل الطرف الشرعي المتفوق عسكريا بحرا وبرا وجوا على الانقلابيين ما هو الا مؤامرة على قياده التحالف العربي لاستنزافها عسكريا وهذا ليس تحليلا ولكن الواقع يقول ذلك والمعطيات على الأرض.

 

مع العلم أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لم يكن داخل في تلك المؤامرة ولكنه على علم بها إنما بات لا يستطيع عمل شيء، باعتبار حزب الإصلاح الإخواني بات أكثر نفوذا داخل تلكم الشرعية، ذلك الحزب الذي لا يهمه دمار اليمن أرضا وإنسانا بقدر ما يهمه الكسب والثراء من تلك الحرب والوصول إلى السلطة وإن كان عن طريق تحالفه مع الانقلابيين الحوثيين كما هو حاصل اليوم سرا، ومن غير المعقول أن تكون قيادة التحالف العربي لا تعلم عن ذلك..

 

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو إلى متى ستستمر تلك الحرب اللعينة؟ وهل ستظل قيادة التحالف العربي في تقديم دعمها العسكري لما يسمى بقوات الشرعية اليمنية التي لم تحقق أي تقدم في هذه الحرب طيلة ثلاثة أعوام ونيف؟ وبالذات المملكة العربية السعودية التي تواجه اليوم حربا إعلاميه شعواء إقليمية ودولية والتي تتسم بالاستفزاز والابتزاز نتيجة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.. فهل ستظل المملكة في دعمها للشرعية اليمنية في الحرب اليمنية القائمة؟ أم أنها ستنسحب من دعمها للشرعية اليمنية؟ لتتفرغ لمواجهة ما تتعرض له اليوم نتيجة مقتل خاشقجي؟ أم أنها ستولي المهمة لدولة الإمارات العربية في الحرب اليمنية؟.. أعتقد أن كل الاحتمالات واردة. ولكن دعونا نترك الأمور للأيام القادمة فهي الكفيلة بالإجابة عن كل التساؤلات.