بن دغر ... الرجل المتحوّل

2018-10-27 03:16

 

من يتسنى له الإطلاع على مسيرة وتاريخ «بن دغر» السياسي، حتماً لن يستبعد أبداً أن يتخلّى الرجل الوحدوي في الأيام القادمة عن شعارات (الوحدة) التي كان يرفعها ويتشبث بها بكل وقاحة وإستفزاز في مواجهة شعب الجنوب، بعد أن رمى منجله وتخلّى عن اشتراكيّته المتطرّفة. ليذهب إلى صنعاء متلمساً الصفح والمغفرة، بعد إن أصدرت مؤسستها القضائية حكمها عليه بالإعدام، ضمن مجموعة من الشخصيات الجنوبية الاشتراكيّة في معظمها.

 

لكنه ذهب إلى صنعاء ليخلع اشتراكيّته، بأيسر مما يخلع الرجل حذائه، اشتراكيّة الرفاق التي لم تسئ  تجربتهم الطائشة إلى شعب الجنوب وحسب، بل أساءت أيضاً لمعلم الاشتراكيّة «ماركس» بمحاولة تطبيق مبادئه، وإسقاط تنظيراته عملياً بحماسة جاهلية.

 

ذهب بن دغر ليرتمي في حضن حزب المؤتمر الدافئ، حيث أصبح نديم علي عبدالله صالح لا يفارقه، بل ومن أهم مستشاريه المقربين الموثوق بهم جداً حتى قيام عاصفة الحزم.

 

وبعد أن أستشعر غرق سفينة صالح وضياع حلمه، وما كان ينتظر تحالفه مع الحوثيين من مصير مشؤوم، قرّر بين ليلة وضحها الذهاب إلى رياض المملكة، ليحط رحاله حيث حطت رحالها شرعية هادي الهاربة.

 

ولم يخض أحد من قبل في نقاشات ساخنة وجدالات واسعة تستفسر أو تفسّر أو حتى تسخر من طريقة هروبه من صنعاء، كما وتم الخوض في هروب رجل الشرعية الأول علي محسن ورجلها الثاني هادي، حتى بعد أن أصبح بقدرة قادر رئيس الحكومة.

 

هذا الرجل المتحوّل - وهنا أقصد متحوّل سياسياً حتى لا يذهب البعض بعيداً في تقصّي المعنى - قد يتخلّى في قادم الأيام عن مبادئ وحدويته التي لطالما أعتبرها مقدسة ليرفع بدلاً عنها شعارات براقة تتحدث عن مظالم شعب الجنوب في حال فقد مصالحه ولم تهتم لأمره بعض قوى صنعاء المتغلغلة داخل الشرعية والمستحوذة على قراراتها، التي أرتضت بإحالته للتحقيق - ربما لحرق كرته سياسياً - فهي لم تكن تراه إلا كرت قابل للإستخدام متى تشاء وكيفما شاءت، كما استخدمت ولا زالت تستخدم هادي ومن هو على شاكلته من أبناء جلدتنا الرافضين بتعنت غبي لاستقلال الجنوب وحريته.

 

وفي الأخير لا ننكر أن في المرحلة السابقة كان كثيرين من الجنوبيين الذي تقطعت بهم سبل المصالح في صنعاء وهم قد فضّلوا في السابق الأكل من الفضلات المتبقية على موائد حكّامها المتغطرسين، قد ساروا على نفس مسار رفع شعار القضية حين فقدوا مصالحهم الشخصية، مروراً بتكرار السيناريو نفسه.

 

ولكن بعد كل ما حصل ويحصل من إستخفاف بشعبنا والإستهتار بقضيته من قبل الجميع بمن فيهم دول شقيقة وأخرى نعتبرها صديقة، كأن لا ينقص قضيتنا حتى يتم إنصافها وتنال الحل السياسي المرضي والعادل إلا أن ينضمّ إلى مسيرتها الثورية والسياسية هذا الرجل المتحوّل هو وجوقته المطبّلة صاحبة الشعار الشهير (لن نفرط فيك) والذي قامت برفعه حين كان رئيساً لحكومة شرعية هادي التي فرطت فيه مؤخراً لأسباب لا يجهلها غير الأغبياء، الأغبياء وحدهم لا سواهم.

 

#شعفل_المركدة_العولقي