مرض الدحبشة

2018-10-06 04:39

 

> هم فئة من الناس أخوة لنا ترسخ بهم مرض (الدحبشة) اللعين، منذ ثلاثين سنة وهم يتقافزون من سفينة إلى سفينة، تربوا في كنف المخلوع فانتفخت كروشهم سريعاً.. فعلمهم المخلوع معنى الاسترزاق وكيف تؤكل الكتف والساق، وكيف تخلط الأوراق في كنف سلطة فساد وأوغاد وقطاع طرق وناهبي البلاد والعباد. 

 

ثلاثون عاما وهم في هذه القذارة، يتنقلون من وزارة إلى وزارة، ومن مركب إلى عبّارة، يلهثون خلف جاه السلطة والإمارة، مروراً بكل مكون تم تفريخه بمهارة، ليعمل لصالح مشاريع الهضبة وأسياد المغارة. .اتقنوا النفاق والتودد والانقياد، ينفذون ما يريده هؤلاء دون تفكير أو حياد، فأصبحوا لأخوتهم سوطاً في يد جلاد..

 

رضوا أن لا يكونوا سوى مطية للركوب وشقاة مع هوامير الفساد وقوى النهب والفيد.. في عقولهم غشاوة التفكير.

لا يفعلون إلا ما يمليه عليهم الهوامير ومعدومو الضمير، وأهل الفتاوى والتكفير.

 

تعودت أجسادهم على (المندي) و(أبو ربل) و(المعصوب) والسيارات والركوب وانتفاخ الجيوب.

فتمنح لجاهلهم الشهادات العلمية من (باب شعوب) دون تعب أو مشقة أو خطوب.

 

هؤلاء صعب أن يرجعوا إلينا بسهولة، ونحن عائدون إلى شواطئنا الآمنة، بعد سنوات (التيه) المضنية الطويلة في صحراء الاحتلال المقفرة الثقيلة حيث (لا من ولا سلوى) غير فقر وجوع و(بلوى)..فأصبح رجوعهم إلى حضن الوطن أصعب، حيث ستكون دولة النظام والقانون التي نحلم بها، لخوفهم أن يفقدوا ما اعتادوا عليه من زمن، أو تنفتح ملفات فسادهم ويفوح منها العفن، أو يجدوا أنفسهم أمام مسألة وتحقيق ويدفعوا الثمن.

 

في ظل قانون (من أين لك هذا يا حسن؟!) فنراهم هذا الأيام ينعقون وينوحون.

وكلما رأوا انتكاسة فينا يفرحون، وكلما شاهدوا انتصارا في طريق استعادة الدولة الجنوبية أصابهم الجنون، لذلك هم بحاجة إلى إعادة تأهيل وعلاج نوعي وتدليل، وضعهم تحت العناية والتحليل، لأن حالاتهم متأخرة وصلت إلى حد الإدمان في ظل احتلال استخدمهم لتحقيق أهدافه، في كل مرحلة وانعطافه في ترسيخ نفوذه ومحو هويتنا.

 

ويحاولون إظهار للعالم هشاشة قضيتنا ولا يزالون يحاولون استخدامهم كممثلين عن الجنوب، إلا أن المعضلة التي أمامهم الآن أنه لم يعد الناس لهم تابعون كالقطيع، بعد أن انتهت أدوات التوجيه والتلميع التي كانت فعّالة في الماضى أيام السلطة والنفوذ.

أصبحت الآن غير ذات جدوى بعد أن فلتت من أيديهم أوطاننا من القيود، واعتلى الأحرار قمم الجبال والحيود، ودحروا منها الثعالب والقرود.

 

ولايزال هناك رباط قوي يربطهم بقوى النفوذ، لا يستطيعون الفكاك من ذيوله مهما حاولوا بسهولة.

لكن علينا أن لا ننفعل أكثر مما يجب على كل من خاننا وآلمنا خلال تلك السنين، فنغرق في الغضب، ثم نعجز عن انتشال أنفسنا منه، فنشغل لحظتنا الحالية بتفاصيل وأسباب ودوافع ليس من مصلحتنا إظهارها، حتى لا تشغلنا عن ما هو أهم، والأهم هو احتواه هؤلاء (الطابور الخامس)، وفي النهاية هم أخوة لنا يجب احتواؤهم بحكمة وعقلانية والاستفادة من أخطاء الماضي وضمهم للنسيج الجنوبي، ووضعهم في بيئة غير البيئة التي اعتادوا عليها والزمن كفيل بشفائهم من هذا المرض.

*- أحمد بن هرهره – عن الأيام