عودة معزوفة (الجنوبيون غير موحدين)

2018-09-08 11:20
عودة معزوفة (الجنوبيون غير موحدين)
شبوه برس - خاص - عدن

 

مجددا وعن غير ذي وعي وإدراك، وبدوافع الغريزة والعاطفة، واهتمامات ذاتية، وأخرى نابعة من حرص قلق، انخرط الكل في نقاش ساخن وعفوي، حول هذه المقولة السياسية الملتبسة والخبيثة، والمطلب غير الواقعي وغير الممكن لا في الجنوب ولا في غيره من شعوب الأرض.

شعب الجنوب متعدد متنوع كغيره، وهذه هي سنة وحكمة الخالق في خلقه.

 

للجنوب تاريخ طويل فيه ما يثير الاختلاف، وحاضر شديد التعقيد أنتج رؤى واجتهادات مختلفة، والحال كذاك إزاء المستقبل، وهكذا سيستمر الحال إلى أن يرث الله الأرض وما عليها..

لمن يطالبون الجنوب بأن يتوحد 100‎ %‎، فليأتونا بأي نموذج مماثل من تاريخ أي شعب آخر.. إذا كان الهدف من إطلاق هذا المطلب التعجيزي هو تبرير إقصاء الجنوب عن المشاركة في المفاوضات فهو حجة مردودة على أصحابها.. اللذين نسألهم وهل الشمال موحد؟!

 

الجنوب موحد حول قضيته ونسبة تفوق الـ 95‎ %‎، توحد حول ثورته السلمية ومقاومته الباسلة، موحد بهذه النسبة أو أكثر حول تطلعاته في الخلاص من الاحتلال واستعادة سيادته وحقه في قيام دولته على حدود عام 1990.

توجد أقلية هامشية ربما لها خيار آخر وهو حق لها، إلا أنه لا يعيق حق الأغلبية. ومن أراد المعالجة الشرعية لهذه الإشكالية فعليه تبني خيار الاستفتاء الشعبي العام تحت إشراف دولي. وهي قاعدة تمكن الشعب من تقرير مصيره واختيار طريق تطوره، وبالتالي من يمثله ويعبر عن إرادته.

 

إثارة موضوع التوافق الجنوبي ربما تكون كلمة حق يراد بها باطل، ربما تهدف إلى تجزئة التمثيل الجنوبي إلى أطراف، وقضايا ومشاريع، كمقدمة لتجزئة الكيان، وتكون مدخلا للالتفاف على قضية الجنوب وتطلعاته العامة ليس إلا، وهو ما يتطلب اليقظة والحذر، وينبغي أن يدفع  كل قوى الثورة الجنوبية ورموزها إلى التلاقي، وألا يكونوا أدوات لهذا المشرع الخطير.

 

نعم في قضايا واهتمامات ومعاناة ومخاوف، ينبغي أن تطرح بجدية، إنما تحت سقف قضية الجنوب، غير ذلك فالكل سيكونون خاسرين، ولن يكون المستقبل غير غزوات وحروب واحتلال. 

لمن يبحث عن التوافق عليه أن يعتمد آلية مؤتمر جنوبي/ جنوبي، وآخر شمالي/ شمالي، ثم مفاوضات بين وفدين يمثلان كلا من الشمال والجنوب. 

*- قاسم داوود علي – الأيام