تقرير : هادي يواصل أخونة القضاء وعدن إلى المجهول

2018-08-04 20:03
تقرير : هادي يواصل أخونة القضاء وعدن إلى المجهول
شبوه برس - خاص - عدن

 

ازمات متتالية تضرب عدن العاصمة الجنوبية في ظل مواصلة التوجه الحكومي لتمكين تنظيم الإخوان من مفاصل البلاد واجهزتها السيادية وفي طليعتها جهاز القضاء المعطل منذ تحرير عدن في منتصف العام 2015م. وأصدر هادي قرارا جديدا بضم قيادات إخوانية مجلس القضاء الأعلى (الذي لم بت في اي قضية منذ اعادة تشكيله برئاسة القاضي حمود الهتار الذي تصفه تقارير إخبارية بانه أحد ابرز القيادات الإخوانية التي قادت مصالحة بين نظام صالح وتنظيم القاعدة الإرهابي). وتتخوف قوى سياسية من عملية تسليم اهم سلطات البلاد (القضاء) لجماعة يجمع كثيرون على أنها جزء من المشكلة وليست جزء من الحل، فالجيش اليمني الذي اصبح جزء منه يتبع تنظيم الإخوان، بات القضاء تحت سلطات التنظيم الذي تصنفه السعودية وبعض دول الخليج على قوائم الإرهاب. وافرجت سلطات القضاء التابعة لحكومة هادي عن العشرات من المعتقلين على ذمة قضايا إرهابية عقب رفض القضاء النظر في قضاياهم. ونشر القاضي فهيم عبدالله الحضرمي منشورا على فيس بوك أكد فيه تأديته لليمين الدستورية عضوا في مجلس القضاء الاعلى، قالت مصادر في الجهاز القضائي بعد إن الحضري يعد من عضو في القوى السياسية المعارضة لتوجهات الجنوبيين في نيل حقوقهم المشروعة في استعادة دولتهم على كامل ترابها الوطني. وعبرت مصادر في الجهاز عن مخاوفهم من اعادة انتاج نظام "سبعة يوليو"، تحالف (صالح والإخوان)، إلى الجنوب. وعقب حرب صيف العام 1994م، تقاسم صالح والإخوان المناصب السيادية في اليمن، قال صالح ان ذلك تمكين الإخوان كان الهدف منه في الاساس ضرب الحزب الاشتراكي الجنوبي (ذو التوجه اليساري)، حيث تحالف صالح مع الإخوان المسلمين لضرب مزاعم الماركسية في الجنوب، كما كان يرفع حينها من شعارات. ويشترك في اعضاء القضاء وقضاة المحاكم ان يكونوا بعيدين عن اي انتماء سياسي وهو ما يخالف ذلك في التعيينات الأخيرة. ويعد المعين عضوا في مجلس القضاء الاعلى من ابرز المدافعين عن ما تسمى بالوحدة اليمنية. ووصف الحضرمي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام يمنية القوى الجنوبية التي تطالب بالاستقلال بأنها قوى تسعى إلى تمزيق النسيج الجنوبي. واتهم القاضي الحضرمي في منشور على فيس بوك القوى الجنوبية بالعمل على ترسيخ ما اسماه بالشرخ الاجتماعي.. مشددا على ضرورة بناء الانسان اليمني لمواجهة مثل هكذا تحديات. لم يدن الحضرمي جرائم الحوثيين في عدن والجنوب، بل انه يرفع في صفحته على فيس بوك شعار ان "القضاة ملتزمون الحياد امام الأزمة الحالية في اليمن"؛ في اشارة الى الانقلاب الحوثي على سلطات الرئيس هادي الشرعية والمعترف بها دولياً.

 

غير انه سرعان ما يؤكد ان "الوحدة اليمنية في خطر جراء ما يصفها بنتائج الحرب، محملا جميع الاطراف مسؤولية انفراط عقد الوحدة اليمنية". وقال الحضرمي في منشور على فيس بوك " من أهم أهداف ثورة 14 أكتوبر : (إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية)، واليوم نتراجع عن أهم هدف من اهداف الثورتين وهي الوحدة اليمنية التي كانت تهتف لها الجماهير". وتحدث الحضرمي عن مطالب استعادة دولة الجنوب السابقة ووصفها بمشاريع الكراهية قائلا "أصبحت الكراهية بين المواطنين الذين لا ذنب لهم الا انهم وقعوا ضحية قيادات أوصلتهم الى هذا المصير من الفرقة والفوضى والحقد والكراهية". وحمل القاضي الرئيسين صالح والبيض اللذان وقعا الوحدة مسؤولية ذلك، دون ان يتحدث عن الحرب التي شاركت فيها كل قوى اليمن الشمالية بما فيها التنظيمات الإرهابية قائلا "المشكلة لم تكن أبدا في الوحدة ولكنها كانت بسبب الممارسات الخاطئة من فساد وسوء إدارة مع الأسف أن الذين وقعوا على الوحدة هم سبب في كل ما يعانيه الشعب من تمزق وفرقه وشتات". وشدد الحضرمي على ضرورة "مناهضة ومعارضة من وصفهم بـ"أعداء هذا الشعب العظيم وعلينا أن نحافظ على هذا المنجز العظيم وأن لانفرط فيه"؛ في اشارة الى القوى الجنوبية التي ترفض الوحدة اليمنية وتطالب بالاستقلال مبررة فشل الوحدة جراء الحرب العدوانية التي شنها اليمنيون الشماليون على بلادهم. وتساءل القاضي اليمني في منشور أخر " هل الحرب الرهيبة التي عاشها المدنيون في عدن وعدد من المحافظات افقدت كل ثقة بالآخر في أنفسهم و جعلت وحدة الوطن (اليمن) في خطر؟". واستدل الحضرمي في منشور على فيس بوك بتصريحات للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي الذي شارك هو  ايضا في الحرب الأولى على الجنوب، وكتب " الرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه بمناسبة ذكرى الوحدة  قال : ستظل الوحدةُ قيمة عظيمة ومقدسة بل وعنوان القوة والحصانة".. معلقا على خطاب هادي بالقول " في مكامن الضعف الاقتصادي كأن لسان حاله يقول إن هناك من يعمل على «قاعدة اتركوني أعمل بلا قواعد ولا ضوابط وكأنهم يريدونا أن نتكيف مع رغباتهم أو نتعرض لعقاب شديد»". وأجرت "اليوم الثامن" اتصالا بمسؤول حكومي جنوبي في عدن للتعليق حول اقصاء القوى الجنوبية من قبل الرئيس هادي وتمكين قوى أخرى مناهضة لحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم. وقال "هناك توجه عام للحكومة اليمنية يدهم جزء فاعل في الادارة السعودية، هذا التوجه يقضي بإزاحة كل القوى الجنوبية من المشهد وتمكين قوى أخرى تؤمن بضرورة بقاء اليمن موحدة". وأضاف مشترطا عدم نشر اسمه "يبدو ان السعودية لا ترى اي مصلحة لها في انفصال الجنوب، لأنها تعتقد ان جزء كبير من سكان الشمال سوف يصبحون فقراء ودون مصادر وهو ما يعني ان المعاناة قد تزيد وقد يزيد تدفق اليمنيين على اراضيها وهو ما قد يحملها اعباء اقتصادية كبيرة". وأكد أن هذه الاستراتيجية خاطئة فالحرب ولدت ثقافة لدى شريحة واسعة من اليمنيين ان السعودية تحارب اليمن، وبالتالي من الاستحالة ان تضمن السعودية مصالحها في ظل جوار يحمل الحقد والكراهية للمملكة العربية السعودية. ويعتقد هادي ان مناهضة القوى الجنوبية لن يأتي الا بالتحالف مع الإخوان الذين استطاعوا في غضون عامين خطف القرار الجمهوري وتجييره لمصلحة التنظيم الموالي لقطر. ورفض مسؤولون في حكومة هادي الحديث لوسائل إعلام حول موقف الحكومة من الأزمة مع قطر، في حين بررت تقارير اخبارية السبب بانها جاءت نتيجة توجيهات من مكتب الرئيس الذي يتزعمه احد وجوه الإخوان في قصر الرئاسة اليمنية. يسعى هادي الى مقارعة القوى الجنوبية الرافضة لتقسيم الجنوب من خلال تمكين القوى التي سبق لها وشاركت في معركة الانقلاب على مشروع الوحدة اليمنية وشاركت بفاعلية في معركة اسقاط عدن والجنوب لمصلحة نظام صنعاء. تقول مصادر حكومية ان هادي عبر عن رفضه لأي حوارات مع الجنوبيين المطالبين بالاستقلال، غير ان أخرى مقربة من الرئيس نفت تلك المعلومات وأكدت ان هادي يسعى إلى تمكين الجنوب من الحصول على اقليمين ثم الاندماج في اقليم موحد قد يفضي الى الاستقلال، غير ان القرارات التي صدرت مؤخرا من خلال ازاحة قيادات جنوبية، يؤكد ان هادي ماض في مشروعه، على الرغم من ادراكه الخروج من المشهد السياسي في اقرب تسوية سياسية. وزار هادي محافظة المهرة في اقصى الشرق الجنوبي في أول زيارة له منذ خروجه منها هاربا صوب عمان في مارس اذار 2015م، الأمر الذي وصف بانها شرعنة لقوى نفوذ يمنية تسيطر على المنفذ الاستراتيجي المهم شرق البلاد. وجاءت زيارة هادي بالتزامن مع ازمات يقول مختصون انها مفتعلة في عدن. وانهارت العملة اليمنية بشكل غير مسبوق في عدن والجنوب دون اي اهتمام من قبل الحكومة التي يعتقد مختصون انه انهيار جاء نتيجة قيام تاجر النفط احمد صالح العيسي بتجريف العملة الصعبة من السوق المحلية. ووصل سعر بيع الدولار إلى 520 ريالا للدولار الواحد في ما تجاوز سعر بيع الريال السعودي أكثر من 140 ريالا. واشترط سياسيون محسوبون على الحكومة ازاحة القوى الجنوبية من المشهد في عدن مقابل ان تنقذ الحكومة الريال اليمني من الانهيار. وطالب السياسي عبدالكريم السعدي بإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي من المشهد مقابل ان تقوم حكومة بعملها في عدن، في رده على دعوات اقالة الحكومة جراء الانهيار المتواصل للعملة. وتسير عدن نحو المجهول في ظل استمرار انعدام المشتقات النفطية وتزايد حالات الاغتيالات والتفجيرات الارهابية. وتقول مصادر حكومية ان " هادي عقد اجتماعا مع شخصيات عدنية وصرف لها اموال مقابل ان تقف الى جانب الحكومة، وهو ما دفع بعض تلك الشخصيات الى رفض هذا التوجه وطالبت بضرورة انتشال وضع عدن العاصمة. وذهبت شخصيات عدنية محسوبة على الحكومة الى المطالبة بانفصال عدن عن باقي مدن الجنوب، ومن ابرز تلك الشخصيات السياسي اليمني خالد عبدالواحد نعمان الذي طالب الحكومة بان تعطي عدن حكما ذاتيا بعيدا عن المحافظات الأخرى.

*- شبوه برس - اليوم الثامن :