حكومة ‘‘خلّي لي حالي‘‘

2018-07-15 05:23

 

قد يسأل القارئ الكريم، من أين أتيت بعنوان هذا الموضوع؟!..

والرد بسيط جدا وفكاهي، وهو أن لي من الأولاد ثلاثة، أحمد 10 سنوات، وشهرته «مش أنا»، لأني كلما سألته عن شيء، هل عملت الشيء الفلاني؟.. يقول لي: مش أنا..!! وقد صار شهيرا بهذه العبارة، فصرت أقول له مداعباً: أنت معك وكالة «مش أنا».

 

وإيثار، 8 سنوات، كلما عملت خطأ.. أسقطت شيئا على الأرض أو ضربت أخوها أو أختها..إلخ أسألها عن السبب، تخارج نفسها وتقول: «مش قصدي»، فصرت أدعوها مداعباً: «يا مش قصدي» سوي كذا « يا مش قصدي» افعلي كذا.

وأما إسار ذات الثلاثة الأعوام، فحكايتها حكاية، عندما تكلمها تقول لك: «خلّي لي حالي».. فصرت أداعبها: أنتي صاحبة «حكومة خلي لي حالي» فأنتي لوحدك «حكومة»..!!

 

ومن هنا جاء عنوان الموضوع «حكومة خلّي لي حالي»، والثلاثة الحبوبين مشغولين بمتى لصت الكهرباء، ومتى طفت الكهرباء..!!

أطفال في عمر الزهور صارت أحلامهم «متى لصت ومتى طفت الكهرباء».

 

وكلما عدت من العمل، إما خبر طيب: «الآن بيلصوا الكهرباء»، ويجدون ابتسامة وفرحة على وجهي.

وإما خبر سيئ: «الآن عادهم طفوها»، فترتسم على وجهي تكشيرة مصحوبة بزفرة ألم وتعب وحسرة، لأنك تذهب للعمل ناقص نوم وتعود للبيت منشان تعوّض نقص النوم فتصطدم بالواقع.

تلك كانت أبرز وأهم سيئة لدى الحكومة وهي الكهرباء، ناهيك عن الأسعار وعدم الشعور بالاستقرار، والله يسكنا الجنة مع المتقين الأبرار.

 

قد يكون الواقع الحالي الذي نعيشه صعباً في بلد تشهد حربا ومخططات عالمية وإقليمية ومحلية وتجار حروب، أسميهم مصاصي دماء، لأنهم يجنون ثرواتهم غير عابهين بالدماء التي سالت على الارض.

كنا نريدها دماءً تغيّر واقعاً سيئا كنا نعيشه، ولكنها مع الآسف ذهبت هباءً، «ولكل امرئ ما نوى».

 

فالفساد زاد والفوضى زادت ونفوس البشر صارت خربانة وبحاجة إلى فرمتة.. «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

وعندما أخبرت صديقي أمين التميمي، صاحب مطعم «افتح يا سمسم» عندما كان جالسا أمام المطعم، يتأمل بعمق بعد صلاة المغرب، ذات يوم قلت له: الناس بحاجة إلى فرمته.. فابتسم وأجاب بصوته الواثق والعميق وبحكمه، قال: لو كل واحد فقط فرمت نفسه بتصلح الأمور يا نبيل..!!

 

ودائماً ما أجد هذه التساؤلات تتكرر بين الناس: «هل فعلاً باستطاعة الحكومة أن تفعل شيئا ولم تُعط لها الفرصة..؟

هل المرحلة الحالية صعبة حتى ولو جاء الجني حق مصباح علاء الدين، لوقف مكتوف الأيدي ولن يستطيع أن يفعل شيئاً..؟! هل أعضاء الحكومة مشغولين بجمع الأموال، لأن المرحلة مؤقتة ولا أحد يعرف القادم من الأحداث والكل لسان حاله يقول: «نفسي نفسي»..؟!

هل من المفترض أن من لم يستطع أن يقدم شيئا للشعب أن يقدم استقالته لإن «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».. يا ناس يا هووووه..أخبرونا ما الذي يحدث، وماذا يحدث خلف الكواليس.. وأخبرونا متى سيرتاح هذا الشعب من كل هذا العناء.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

*- بقلم : نبيل سالم الكولي