■ لا لعبثية المحادثات .. لكي لا يكرس دور حزب الله ؟.

2018-07-01 01:24

 

■ عبثية الحوار مع الحوثيين لم تعد مقبولة ،مع جدية القتال على تخوم " مدينة الحديدة " قبل انسحابهم من محافظة الحديدة .. كان هذا خبرا وموقفا للرئيس : عبدربه منصور هادي ـ ابلغه للسيد: مارتن غريفيت ـ ممثل الامين العام للأمم المتحدة، خلال لقاءه به في عدن ، تناقلته الفضائيات، ورحبت به وسائل التواصل الاجتماعي، الا انه وفي اقل من اربعة وعشرين ساعة ،تناقلت تلك الفضائيات تصريحات مختلفة تماما فحواها " ذهاب الاطراف اليمنية الي محادثات جديدة في الشهر القادم ـ أي شهر يوليو ، وإلا ان هذا الخبر لم تحتفي به وسائل التواصل الاجتماعي ، وتجنب مريديها تناقله فضلا عن مناقشته ، فما الذي يعنيه ذلك؟!.

□ في تقديري الذي ابديته قبل ثلاث سنوات وكررته في عدة مناسبات " الحوثيين ـ مشروع دولي " تقف خلفة استراتيجيات متناطحة لقوى كبرى ، ولدور وظيفي تماما كما هو دور حزب الله في لبنان و بلاد الشام ، يتماها مع استراتيجية " الهلال الفارسي ـ الايرانية " و يمكن تلك القوى من توسيع مساحات نفوذها وحضورها في اليمن ـ جنوب الجزيرة العربية و القرن الافريقي ، وعلى اهم الممرات البحرية المتحكمة في التجارة و الملاحة الدولية ، بالاضافة الي التدفقات النفطية الي الغرب .

تلك القوى و ان بداء للعيان تقاطع مصالحها مع ايران ،او بعضها بعضا ، الا ان ما يجمع بينها ومع ايران ، رفضهم وخوفهم من ان تتولى دول الجزيرة العربية ومن خلال نظام اقليمي جمعي يجسد تطلعات شعوبها و طموحات دولها في وحدة استراتيجية ،تكفل لها استقرارها و تعزز امنها القومي لمواجهة أخطارا ، بادية وداهمة ،خطارا تهدد مصالحها ومسقبلها، هذا ما اتضح فور نجاح المملكة العربية السعودية في جمع مختلف القوى السياسية اليمنية في الرياض ..لتوقيع المبادرة الخليجية ، والالتزام بالياتها التنفيذية في نوفمبر 2011 برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيزـ يرحمه الله ، و كبار رجال الدولة السعودية و ممثلي مجلس التعاون لدول الخليج العربية .

□□ وقعت المبادرة و التزمت الاطراف اليمنية بها و باشر الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الترتيب لحوار وطني شامل .. يومها لم يكون الحوثيون سوى جيب متمرد في جبال مران بمحافظة صعدة ، وكان يمكن احتواه ، الا انه جراء اشراكه ، وباسم الحقوق و حقوق الانسان اصبح لصعدة قضية و للأمم المتحدة دورا الي جانب سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن ، وكانت البداية صدور قرار مجلس الامن 2014في اكتوبر 2011 والذي اعرب من خلاله ..عن بالغ قلقة تجاه تدهور الاوضاع السياسية ، ومطالبا بوضع حدا للعنف وزيادة الدعم الانساني لليمن .. يومها فسر القرار على انه دعما للعملية السياسية ،وفقا للمبادرة الخليجية ، ولم يؤخذ على انه تمهيدا لتدويل الازمة اليمنية ان لم نقل العمل على تحجيم دور مجلس التعاون الخليجي ودوره الاقليمي و العربي.

لذلك لم يتوقف الامر عند ذلك القرار بل تبعه القرار 2051في يونيو2012 الذي لم يختلف عن سابقة الا في حثه الاطراف اليمنية الالتزام بتنفيذ الاتفاق السياسي ، في اشارة الي المبادرة الخليجية ، في الوقت الذي اعلن فيه " بان كي مون " الامين العام للمنظمة الدولية يومها تعين السفير : جمال بن عمر كمبعوث خاص الي اليمن ، للإشراف على سير العملية السياسية التي بداءت بتنازل الرئيس :علي عبدالله صالح عن الرئاسة للرئيس :عبدربه منصور هادي الذي اصر على استلامها من خلال انتخابات عامة ، أجريت في فبراير2012 فاز من خلالها ب65% من أصوات المسجلين في كشوف الانتخابات وبنسبة تجاوزت ال90% من اصوات المقترعين في تلك الانتخابات .. التي اراد منها هادي تمثيل سيادة شعب لا مجرد نائبا يحل رئيس بالتكليف .

كل هذا جراء قبل اربعة اشهر من تكليف بان كي مون السفير بن عمر، و وفق المبادرة الخليجية و حسب آلياتها التنفيذية .. ليتحول مجلس التعاون الخليج الي مشاركا في الاشراف على تنفيذ مبادرته ،الي جانب سفراء الدول الخمس دائمة العضوية ، وكان ذلك مثيرا للأسئلة الباحثة عن اجابات يومها بل والي حد اليوم ؟!.

□□□ شكل الحوار الوطني خروجا للحوثين .. الذين خرجوا منه بمكاسب سياسية ، وبرعاية دولية وفق خارطة رسمت في دوائر و دهاليز دولية لا يتعدى الامين العام امامها غير دور المنفذ لها ، فضلا عن جمال بن عمر الذي قابل سقوط عمران و الزحف الي صنعاء بمشروع " السلم و الشراكة " والذي بموجبه اضحى الحوثين رقما صعبا امام "منتظم سياسي هش " تسابقت مكوناته على الحقائب الوزارية ، متجاهلة عمق الازمة و خطورة ابعادها على الامن القومي ـ اليمني و الاقليمي و القومي ، الي حد التخلي عن الرئيس و الشرعية ، مبدية تجاوبا غريبا مع "مشروع بن عمر "و دعوته الي استئناف الحوار الوطني رغم اعلان الانقلابين " الاعلان الدستوري " واعلان طهران تسيير ما بين عشر الي إثناعشر رحلة جوية يوميا بين طهران و صنعاء .. ولتمسي صنعاء العاصمة العربية الرابعة ـ او نجمة الهلال الفارسي .. فهل كان ذلك بعيدا عن تخطيط او مراقبة المجتمع الدولي ؟.

□□□□ ما استعرضته انفا كافيا لإيضاح جوانب من صورة الموقف الدولي الراعي للحوثيين ـ او انصار الله ..كما تسميهم بعض الفضائيات ، وهنا لست بحاجة الي استعراض كيفية تفريغ القرار الدولي 2216 على يد ممثل الامين العام السفير : اسماعيل ولد الشيخ الذي حل بديلا لبن عمر .. وهو الذي كرس ما بداه بن عمر ، فلم يتاخر في الدعوة الي محادثات ثلاثية الاطراف في جنيف .. وعلى اثر انطلاقة عاصفة الحزم ،التي شكلت املا وانطلاقة عربية ، ساندها اجماع عربي في قمة شرم الشيخ ، وهوما شكل ارضية صلبة للتحالف العربي و مشروعية قومية لاستعادة اليمن ، يومها حذرت و حذر غيري من مغبة الحوار مع الانقلابين ، كتابتا وعلى وسائل الاعلام العربية و اليمنية.

شكلة " جنيف "المحطة الدولية الاولى على طريق الغاء مخرجات الحوار الوطني ، تلتها المحطة الثاني "بيرن "السويسرية ، ورغم تعنت الانقلابين و رفضهم الانصياع للقرار2216 الصادر تحت البند السابع ، مورست ضغوط سياسية علنية و خفية على الشرعية، في الوقت الذي جظي الانقلابين بتسهيلات من قبل دول شقيقة .. يفترض انها ملتزمة و ملزمة على الاقل بقرارات مؤتمر قمة شرم الشيخ .. اثمرت الضغوط على الشرعية ، وذهب الجميع الي الكويت ، وفي الكويت ورغم كل ما بذلت الكويت من جهود فشلت المحادثات امام اصرار طرفي الانقلاب على قطف ثمار انقلابهم ،على قاعدة " اليمن حقنا و لا نقبل بغير ذلك !!" ليغادر ولد الشيخ المشهد و يحل بديلا عنه الدبلوماسي البريطاني : مارتن غريفيت ويصل عدن في ظل تحذيرات من كارثة انسانية ستحل باليمن اذا ما حررت قوات الشرعية و التحالف الحديدة ، وكان الكوارث التي جرها الحوثيين على اليمن مجرد حالات من الماسي الانسانية البسيطة والطبيعية ، او العادية .؟!.

□□□□□ في كل الاحوال لا احد يرفض الحل السياسي .. ولكن السياسة حرب بوسائل ناعمة كما ان الحرب سياسة بوسائل عسكرية ، فلماذا لا نجرب سياسة الحرب و نمارس حوار المدافع حتى تحرير الحديدة ؟ ،و من ثم نذهب الي حرب طاولات المحادثات ، ومن مواقع مختلفة حتى لا يصبح انصار الله ـ اليمني فعليا موازيا و متناغما مع حزب الله ـ اللبناني ،وهذا هو التحدي امام الحكومة اليمنية .. فعبثية الحوار مع الانقلابين نتائجها معروفة .. ثم ان مرجل المجتمع يزداد غليانه .. و أخشى ان لا تستغل ذلك اطراف خارجية على حساب المحيط العربي وتكرس دور حزب الله و تصبح حروبنا عبثية .. كعبثية المحادثات مع انصار الله ؟!.

 

* عضوا المجلس المحلي لحضرموت .. وكاتب سياسي.