الصراع المناطقي كعب أخيل الجنوب

2018-06-29 14:20

                              

منذ فجر استقلال الجنوب حتى كارثة 86 م برز الصراع المناطقي العامل الحاسم لادارة دولة الجنوب السابقة في كل المجالات التنموية والامنية وأستحوذت مناطق معينة على السلطة والثروة في الجنوب تحت مسميات ايدلوجية مختلفة وبفعل تلك الصراعات تم التضحية بالجنوب في وحدة غير متكافئة من قبل أحد طرفي الصراع المناطقي وجاءت حرب 94 م لتؤكد انتصار الطرف الاخر

                       

الصراع المناطقي هو كعب أخيل الجنوب أي نقطة ضعف الجنوب المميته على الرغم من امتلاك الجنوب لكل مقومات التنمية والاستقرار الاخرى

هذا الصراع تفشى بعد تحرير عدن في يوليو 2015 م بعد ان توحدت الارادة الجنوبية لدحر الغزاة الحوثيين وظهر الحراك الجنوبي وحركات التصالح والتسامح وتوحد الجنوب لمواجهة عصابات صنعاء التي أستباحت ارض الجنوب واهدرت كرامة شعبه

          

والمخجل اليوم أن ينخرط في هذا الصراع الكثير من النخب الجنوبية من قادة سياسيين وعسكريين و أساتذة جامعات وسفراء وصحفيين ... الخ والذي يعول عليها لقيادة البلاد والعباد نحو التنمية والاستقرار .... كما برزت المليشيات المناطقية التي أستظل بها الفاسدون من الطرفين الذين استباحوا الاراضي والعقارات و موارد البلاد المختلفة وعاثوا في عدن بالذات الخراب والفساد والفوضى الامنية تحت حماية طرفي الصراع

               

هذا الصراع لايشمل كافة المحافظات الجنوبية وإنما تقوده وتغذيه منطقتان فقط في الجنوب هما الضالع ودثينة وماجاورهما وهما ماكان يعرف سابقا بالزمرة والطغمة أو بالدنابيع والفوانيس اليوم..... فهل يمكن ان نشهد مصالحة تاريخية حقيقة بين الطرفين تنقذ الجنوب من براثن الصراعات المتكررة وتؤسس لدولة مدنية جامعة لجميع المواطنين قائمة على أسس العدالة وتكافؤ الفرص والمساواه والتسامح وغيرها من القيم النبيلة? ???

                

هذا السئوال الكبير الذي يوجهه شعب الجنوب الصابر الى قيادة الطرفين لانقاذ الجنوب وأهله....... فالمصالحة التاريخية والعمل المشترك بين القيادتين هما المعيار الحقيقي لوطنية هذه القيادات والتزامها بمصالح ورغبات شعب الجنوب المستقبلية

*- بقلم : عبدالله راشد مسرور – شبوه