تصحيح التاريخ.. لا الجغرافيا يارفاق..!!

2018-06-19 10:49

 

رحلة اليمننة في سفر التاريخ الذي لم يدون ظهورها على مسرح الاحداث غير منذ العام 1927 بتغيير اسم مملكة اليمن المتوكلية الهاشمية الاسم الذي استقلت به  في 2 نوفمبر 1918  الى المملكة المتوكلية اليمنية وذلك لأول مرة في التاريخ القديم والتاريخ الوسيط  تظهر دولة باسم "اليمن " وذلك ما ادى الى ظهور مصطلحات اليمن السياسي واليمن الطبيعية  لاشك ان الامام يحيى بن محمد حميد الدين وهو عالم واديب وسياسي واسع الاطلاع قد ادرك صعوبة تحقيق دعاويه باستملاكه للجهوية اليمانية منذ حربه مع المملكة العربية السعودية عام1934م  وادرك ان العودة الى الواقع افضل من الاطماع التوسعية الصعبة فكانت اتفاقية الطائف بين المملكة العربية السعودية والمملكة اليمنية التي تم ابرامها عام 1934م.. وهذه المعاهده تبعتها ايضا معاهدة بين المملكة اليمنية  والجنوب العربي - مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية - عام1934م مبنيه على معاهدات حدودية عام 1903/1914

   بدون شك الامام يحيى ادرك صعوبة استملاكه للجهوية اليمانية التي اشار عليه بها "الجمل" رئيس الجالية اليهودية بصنعاء ومحمود نديم بك من - ....؟- وكان -اي محمود نديم  بك - قبل  استقلال مملكة اليمن عام1918م  حاكم اقليمي الزيود العليا والشوافع السفلى ثم اصبح مستشارا للامام يحيى بعد الاستقلال .. لكن الامام بفطنته ادرك صعوبة تحقيق دعاويه بملكيته للجهوية اليمنية بعد دخوله حرب مع السعودية حول دعاويه بحقوق  "اليمننة" فوقع تلك المعاهدة شمالا مع السعودية وفقا لاتفاقيات مدروس في 18 اكتوبر 1918م  لترتيب مخلفات الادارة التركية في الجزيرة  العربية.. وجنوبا مع المستر رايللي حاكم مستعمرة عدن.

 

لكن هذا الادراك لم يشفع للامام يحيى عن خطئه بتغيير اسم مملكته الهاشميه الى اليمانية لان هناك قوى دولية اخرى من مصلحتها عدم استقرار المنطقة فتخلصوا منه عام 1948 بانقلاب الاخوان المسلمون عليه وقتله ليقوم ولي عهده احمد بحرب على الانقلابيين وينهيهم بعد شهر تقريبا من نفس العام.. ولكنه -اي الامام الجديد احمد-  اراد التذاكي جنوبا فلجأ الى اتخاذ تعز عاصمة له بدلا من صنعاء لقربها من عدن وحرك بعض قبائل الجنوب ضد التواجد البريطاني بينما في الحقيقة كانت عينه على ضم الجنوب الى مملكته فجاءت الثورة المصرية  عام1952م بشعاراتها الثورية البراقة  فادركت "القوى الخفية" ان نظام الامام غير جذاب لقبائل الجنوب المتحمسة للثورة وجمال عبدالناصر فتم الانقلاب عليه في 26/9/1962 بعد وفاته ونقل الحكم الى ولي عهده محمد البدر  باسبوع ..

 

وانتقلت اليمننة من مربع الرشد الى مربع الحماس والشعارات ولكن لم ينغمس فيها غير شعب الجنوب العربي الذي ابتلع الطعم القاتل ودفع الثمن ومازال يدفعه ويعلم الله كيف سيكون مخرجه ..

 

ولا اعجب الا ممن يتمسكون بتسميات "محل"  للصراعات الاقليمية والدولية بهدى مدفوع الثمن او بجهالة ثمنهما وطن وثروات وحقوق اجيال متعاقبة في وطن اسمه " العرب الجنوبيون" كما جاء في مؤلفات الرحالة اليونان والروم وترجمة الاسم من تلك اللغات الى العربية يعطينا الاسم  الواضح وبحره يؤكد على اسمه بحر العرب ..

 

إنه لامر محزن ومؤلم أن تمر تجارب اكثر من نصف قرن وتؤكد مجريات الاحداث والتطورات في المنطقة ان عمليات تصحيح ومراجعة واسعتين للكثير من الاخطاء في التاريخ والجغرافيا ستنبلج عن حرب الساحل الغربي ونحن معشر الجنوبيين مازلنا مختلفين على أسم بلدنا وهو خطا ،لم يحدث له مثيل في تاريخ الاوطان والشعوب فليعمل  كل الجنوبيين جميعا من اجل  تصحيح الاخطاء والتاريخ عوضا عن يصحح لهم الخصم او الاخرون الجغرافيا..

 

 الباحث؛ علي محمد السليماني

 17 يونيو2018