تخلف المسلمين بين هجر القرآن وغياب دورهم الحضاري .

2018-06-01 22:46

 

نحن كمسلمين حتى اللحظة لم نعطي كتاب الله وقوانينه المعرفية في الكون والإنسان حقها من القراءة والترتيل والمعرفة لنؤدي دورنا في الإستخلاف والتطور والريادة والحضارة والشهادة على الناس،  فمثلاً لو قارنا ماذا قدم تراث التدوين وما قدمته المعرفة العلمية لكتاب الله وقوانينه، حول الآيات التالية في كتاب الله الآية ٦ من سورة المائدة التي تتحدث بوضوح لا لَبْس به عن الطهارة والوضوء والإستنجاء،(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

والآيات ١٤،١٣،١٢ من سورة المؤمنون، التي تتحدث عن قوانين خلق الإنسان والأجنة{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.

والآية ٢١ من سورة الزمر التي تتحدث عن علوم المياه الجوفية والنباتات. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ).

بمقارنة ما كُتب، سنجد ألاف الكتب والمجلدات والرسائل العلمية، كُتبت عن الطهارة والإستنجاء في تراث التدوين، ولا شيئ يذكر عن الآيات الأخرى، ولو قارنا الْيَوْمَ ماذا قدمنا نحن، سنجد أننا نعيد نفس الخطأ بطباعة نفس كتب تراث التدوين ولَم  نقدم شيئ، بينما العالم قدم ألاف الكتب والنظريات والمعارف حول قوانين وعلوم خلق الإنسان والأجنة وقوانين وعلوم المياه الجوفية والنبات.

أليس ذلك هجران للقرآن كما قال تعالى في الآية ٣٠ من سورة الفرقان (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).

أمة منذ الف ومائتي سنة، لم تستطع أن تنجب فقيهاً بديلاً لفقهائها أو احدهم، أمة في أزمة إن لم تكن أمة ميتة.

تلك نكبتنا وسبب تخلفنا فهل سنتوقف عن هجران قرآننا ونعيد قراءة ديننا وقرآننا على ضوء عصرنا وعلومه ومعارفه وأدواتها لنلحق بركب الإنسانية، لنستعيددور وديننا الحق ودورنا الحضاري في الإستخلاف والشهادة على الناس.

د. عبده سعيد المغلس.

١-٦-٢٠١٨