خواطر من وحي مفاوضات الامارات

2018-05-19 22:49

 

تتناول هذه الأيام الصحف والمواقع الاليكترونية المختلفة ما يدور من مفاوضات في دولة الامارات بين فرقاء العمل السياسي والاجتماعي الجنوبي الرئيسة وما يراه الحاضرون من رؤى ووجهات نظر المختلفة، وفي البدء نشكر دول الامارات على ضيافتها لهذا اللقاء املين من السادة المفاوضين ان يتسع صدر الواحد منهم للأخر ليخرجوا بما هو مفيد ومجدي لتحقيق ما يصبوا اليه شعب الجنوب من بعد ما عانوه من الوحدة الاندماجية الذي اصابته في مقتل للأسف والذي لم يكن شعب برمته يتوقع مثل هذا المصير وهو من قدم التضحيات وقدم الأرض والثروات لتحقيق هدف كان من اسمى اهداف الشعب ولم يكن يتوقع ان يصير ما صار والي يومنا هذا بعد اكثر من ربع قرن من الزمان يُعاني ويتألم.

 

المفاوضون لهم ثقلهم السياسي النسبي في الساحة ماضيا وحاضرا وان لم يحضر البعض لكن رؤاهم متواجدة بشكل او باخر ووضوح جلي وجيد، وهم يمثلون مكوناتهم او افرادا يكونون رؤاهم ورؤى الشعب الذي لا خلاف حوله ولا اختلاف اطلاقا والاختلاف فقط بكيفية تطبيق والوصول الي الهدف الأسمى وهو فك الارتباط عن دولة الاندماج بعد ان اتضح ان هناك فروقات يجب ان تؤخذ بالحسبان لم يدركوها باتمعن حينها وكان تصرف فردي من الحزب الشمولي ونحمد الله انه لم يؤخذ راي الشعب بذلك والا كانت مصيبة دهماء.

 

الرؤى المختلفة حول كيفية استعادة الدولة

-     فك الارتباط هو الهدف الأسمى دون شك ولكن كيف تطبيقه وكيف إنجازه وماهي السبل الي ذلك وإمكانات تحقيقه!! باعتقادي صحيح ان الحرب حررت تقريبا معظم اراضي الجنوب ولكن الأمور لا تحل بشخطة قلم ولا بأمر ولا ينظر لها بمثل هكذا الرؤى ولا ننسى الظروف المحيطة القطرية والإقليمية والعالمية ودور الأمم الكبرى ورؤاها وبماذا ستسمح وبماذا ستعترض لذا على المتحاورين ان يسيسوا الأمور بترويٍ واتقان دون تهور واندفاع ومحاكاة الواقع الحالي.

اليوم في العالم وهو يدير الأمور من الناحية الاقتصادية والمصالح وانتهى عصر الثورات والقوميات وخير مثل على ذلك لنا القضية الكردية والكتالونية وكذا استفتاء ايرلندا وأسكوتلندا ومونتريال وكوبيك، صحيح الجنوبيين باسطين أيديهم على الأرض ولكن وجب التنسيق مع من سهل لهم الامر وهم التحالف وبعض الدول الأخرى فيه والاهم نشاط مواطني الجنوب الذين حرروا الأرض من عسكريين ومواطنين مدنيين في كل محافظات الجنوبية.

-     مما وضحناه سابقا أرى ان فك الارتباط بشخطة قلم غير متوقع ولا واقعي حتى لو الأرض بأيدينا وان تم فرض ذلك بالقوة سيكون مصير الجنوب يتخبطه الانفلات والفوضى وعليه لابد ان نرى حلول وبدائل أخرى كدولة اتحادية بشكل كونفدرالي او فدرالي واعتقد ان دولة اتحادية من اقليمين هو ما يُدار اليوم في المفاوضات ولكن لا ننسى ان يكون هناك شرط فعلي وجازم وبتوثيق ملزم لفترة يتفق عليها لاحقا واعتقد ان فترة 3/5 سنوات كحد اقصى على ان يتم الاستفتاء لاحقا لشعب الجنوب فقط ومنهم من مواليد 1990 او 1970م لان بعض المواطنين من حملة الجنسية الجنوبية حملوها بعد هذا التاريخ تعاطفا ودون وضوح ولا رؤية ولا ننسى النظرة الأممية التي كانت سائدة أيام النظام الشمولي.

-     فلنفترض جدلا تم الاتفاق على الفترة المذكورة سابقا 3/5 سنوات واقليمين السؤال الان هل مكونات الجنوب المختلفة عندها تصور كيف ستكون الرؤى العملية والبرجماتية ليس داخليا فقط بإقليم الجنوب ولكن أيضا بالإقليم الاخر وهو الأهم باعتقادي، السلوك والثقافة مختلفتين الي حد ما وان تغربلت وتداخلت وتمازجت بفعل واقع الوحدة ليس انتقاصا من حد ولكن واقع يجب ان يؤخذ به حتى لا ننتكس ثانية.

-     الإقليم الجنوبي اعتقد في اتفاق مبدئي مسبق سيكون فدرالي من ستة أقاليم او محافظات او قضاءات السؤال هنا كيف ستكون العلاقة مع الإقليم الاخر اقتصاديا اجتماعيا مدنيا سياحيا وكيف ستنظم هذه العلاقات دون حساسية ولا افراط حتى لا نثير اشقائنا بالإقليم الاخر وهل سيعاملون كمعاملة مواطنين على حدٍ سواء؟؟

-     نأخذ الإقليم الجنوبي على وجه الخصوص هل هناك رؤية جنوبية للإقليم الجنوبي وبالذات من الناحية الاقتصادية والأمنية والمدنية والاجتماعية والإدارية وهل توجد موارد لتحقيق بيئة امنة مدنية ونظيفة تلبي هذه الأهداف، ولا يجب علينا ان ننسي ما حدث من ماسي ونكبات أيام الحكم الشمولي من اقتتال وتأميم وتعذيب وسحل وضحايا وطرد الكفاءات وتسفيرهم هذه فقط عينات يجب ان تؤخذ بالحسبان لان أي إدارة في الإقليم الجنوبي ستكون إدارة دولة ومواطني الإقليم امام القانون على حد سواء، وكل ما صار وحدث سابقا يجب ان يُفكر بحلول لجبر خواطر المواطنين كافة وما مارس ضدهم من عنف ولا فضل محافظة على أخرى.                                 

م/ رفقي قاسم                                                                                                                        20مايو2018م-عدن