اليمن والغزاة عبر التاريخ

2018-05-18 10:16

 

قال الأستاذ محمد السدح :

الحقيقة أن المقاومة الجنوبية على مدار ثلاث سنوات حققت انتصارات كبيرة وعظيمة وحرروا الجنوب كاملا وهاهم الآن يطهرون محافظات الشمال هذه حقيقة فلهم التحية والتقدير وهم أبطال مقاتلين حرروا الجنوب في أربعة أشهر ونحن في الشمال ثلاث سنوات نلقي الخطابات ونقوم  بالزيارات لجبهة نهم ونحتفل بالزواج ونذبح الكباش!!

 

صدقت فيما قلت.. وهنا يظهر الفرق بين الوفاء والغدر.. وبين الصدق والكذب وتاريخ اليمن حافل بالمكر والخداع، ومن لا يقرأ التاريخ لا يتعلم من دروسه ويبدو أنها جينات متوارثة في الشمال عبر الأجيال!! .

-      عند غزوا الأحباش لليمن تخلوا عن ملكهم ذو نواس وخذلوه في المعركة فجاس  بفرسه في البحر حتى غرق انتحارا وفضل الموت على الهزيمة وخذلان قومه،  وانضم اغلبهم إلى العدو الحبشي الذي احتل اليمن وعاشوا في عهده أذلاء خانعين قرابة قرن كامل!!.

-      لم يحررهم من الأحباش الا800 من مجرمي السجون من الفرس رمى بهم كسرى في 8 سفن غرقت منها 3 سفن بمن فيها ثم استعمروهم وملكوهم حتى حررهم المسلمون بعد أن اسلم سيدهم باذان الفارسي وقد اختلطت أنسابهم مع الفرس وهذا هو سر حنين الدماء لبعضها حتى اليوم !!

-     

-      عند دخول الأتراك للساحل اليمني عام 1554م لحماية الثغور اليمنية من الغزوات البرتغالية حوربوا وخرجوا مهزومين على يد الإمام الزيدي محمد المؤيد عام 1635م ثم عادوا ثانية إلى اليمن عام 1849م للتصدي للصليبين لحماية المقدسات الإسلامية وخرجوا مهزومين على يد قوات الإمام يحيى حميد الدين عام 1911م وقد خلفوا وراءهم آلاف القتلى والمفقودين مما تسبب في جرح نازف في ذاكرة الأتراك تتوارثه الأجيال عن اليمن وغدرهم بهم حتى اليوم !!

-      عندما جاءت القوات المصرية لمساندة ثورة سبتمبر وإخراج اليمن من التخلف  وركام السنين البائسة فقدت 10 آلاف شهيد من أبناء مصر وحاربت 7 سنوات في اليمن وقوبلت بالجحود والغدر

ولم يعرفوا الصديق من العدو ..هؤلاء القوم جمهوريون نهارا وملكيون ليلا كل ذلك من اجل المال والارتزاق من الجانبين وهو ما يحدث اليوم في جبهات الشمال التي يحاربون فيها .

قوم لا يبحثون عن وطن ولا عن هوية أو كرامة وإنما يبحثون عن المال والسحت الحرام وقبائل اليمن تقاس إما بقوة العدو الذي يحاربونه ..أو بالذهب الذي يدفع لهم !!

-      غدر هؤلاء القوم بالرئيس ا براهيم الحمدي وهو شاب لم يتجاوز الحادية والثلاثون عاما وواجه موجة من الاستعلاء الطبقي من مشايخ اليمن ورموز التخلف وقاموا مشروعه النهضوي واغتالوه في 11 أكتوبر عام 1977م .

-      عندما قامت الثورة الشبابية في 11 فبراير عام 2011م  في اليمن اختطفها الإصلاح مبكرا مما تسبب في اختطافها من جديد من قبل نظام صالح الذي تحالف ضد خصومه وعلى رأسهم الإصلاح مع الحوثيين .

-      استولى الحوثيون على صنعاء بالتواطؤ مع علي عبد الله صالح وبعض الأطراف المتنفذة وظهر أن  قادة الحوثيين يجيدون المقايضة عند الحاجة وإطلاق الشعارات والصرخات وقصف الأحياء السكنية والمساجد وقتل الأبرياء دون ذرة أو رادع من دين أو أخلاق أو رحمة ثم غدروا بحليفهم صالح واثبتوا أن ولائهم لإيران الفارسية وليس للعروبة !!.

فر الاصطلاحيون خارج اليمن فالنخب منهم ( السمان ) استقروا في تركيا لإدارة استثماراتهم  وأموالهم المسروقة من أموال الشعب اليمني والتربص بما يحدث في اليمن والقسم الآخر التحق بالشرعية إيمانا منهم بمقولة ( من فاته اللحم ما فاته المرق ) ومعهم جوقتهم الإعلامية التي  تطبل لهم في الفضائيات مثل الجزيرة وغيرها أما جيوشهم لازالت محلك سر منذ ثلاث سنوات في مأرب وصرواح وتعز وأشجعهم وصل تبة نهم وعيونهم على عدن والجنوب وسقطرى.. وليس على صنعاء!!

-      وبعد هذا كله أليس من حق أبناء الجنوب أن يتبرأو من هؤلاء القوم ووحدتهم المغموسة بالدم .

د. علوي عمر بن فريد