قطرات من سيول شبام حضرموت منذ مايزيد عن 700 عام

2018-05-14 13:47
قطرات من سيول شبام حضرموت منذ مايزيد عن 700 عام
شبوه برس - خاص - شبام وادي حضرموت

 

السيول نعمه من نعم المولى وقد تتحول بعض الأحيان لما يشبه الطوفان تلحق الأضرار بالأنسان والسكن والأمكلاك والمزروعات وتلك السيول الجارفة إلا أنها أولاً وأخيراً منحة من الخالق .

 

في هذه العجالة أنقل عن سيول جارفة سبق وأن كتبت عنها بصحيفة (الأيام) خلال 92م 96م 99م 2004م 2005م 2008م كتقارير وتغطيات وحلقات موسومه (ومضات ونبضات) وحلقات تأريخية  مسلسلة بعنوان (مدن وشواهد وشخصيات وحوادث بحضرموت).

تلك السيول التي يمكن القول عنها سيل قرن أو نصف قرن خلفت أضرار وأرتبطت بأحداث في ذاكرة الزمان ومنها عم حضرموت وأطبق عليها ومحورها شبام بأعتبارها مدينة وسط الوادي وملتقى أشهر الوديان والروافد السيلية وكثيراً مالطمت السيول أسوارها إلا أن الأغلب سيول داعبت وسقت وروت وروحت وأشبعت المدينة جروبها وناسها وعموماً فأن أشهر السيول سيل( الهميم ) الذي جاء في شهر رمضان 698هـ وأكتسح كامل حضرموت ساحلها وواديها وعدد من المؤرخين والراصدين قالوا انه في عام 698هـ  منهم (باحنان,أبن شنبل,الصبان,) وآخرون قالوا في 699هـ فهم (ابن حميد الكندي,صالح الحامد)  إلا أنهم جميعاً أكدوا أنه في شهر رمضان الليلة الثالثة وجميعهم أتفقوا ونقلوا ماخلفه من ضرر بحضرموت وشبام تحديداً قولهم : سيل الهميم خرب الأحجال (الحقول) وأخد عدد من الآدميين – أي سكان شبام- وأخذ من البلاد قطعة كبيرة بها ثلاثة مساجد وماولاها من الديار .. هذا السيل الكبير صادف بالميلادي وقوعه في نهاية القرن الحادي عشر.

- السيل الآخر ونحن نتحدث عن سيول كل مائة عام 939هـ في آخر ليلة من نوء (الأكليل) منذ اربعمائة وخمسة وتسعون عاماً مضت خرب السيل جزءاً من مدينة شبام البحري وأخذ نخيل كثيرة  وطمر آبار عديدة وفتك بنخيل ذهبان تحديداً وهذا السيل أيضاً بمثابة شيول عمت حضرموت

- 970هـ  أي قبل 464 عاما ً خلت وصادف وقوعه نجم الأكليل خرب كثير من الديار والحقول المحيطة بشبام .

- - وعام 1049هـ  أخذت السيول جزء  كبير من جروب مدينة شبام وعدد من البشر وهدمت (جرفت) موزع شبام

- وتوالت سيول بعد أخرى على المدينة كما قلنا رحمة بها وأخرى قضمت أجزاء فيها ولعل ممر السيول المعروف بالبطحاء أضيق مجرى لمياه السيول بوادي حضرموت وعلى ضفتيه تنتصب بشموخ شبام المسوّره القديمة المصانة برعاية الرحيم دائماً تقابلها سحيل شبام في هذا الممر بالأمكان ألا يصدق المرء إنها النقطة الخطرة مع كثافة السيول إذا أجتمعت وتدفقت مرة واحدة يجعل مياه السيول ترتفع حتى 4 متر وجريانها يصيح سريعاً بسرعة قد تزيد 3000 متر مكعب في الثانية

- وكما قلت إنني أنقل بأقتضاب ما سبق أن كتبته في الصحيفة وفي أبحاث قصيرة صدرت في مناسبات بوريقات قليلة فأن أشهر سيول القرن الماضي هي سيل 1949م  الذي دمر المضالع وجرف النخيل وفي 1976م جرف الموزع وأنابيب مياه الشرب وأعمدة الكهرباء وفي 1983م دمرت السيول الدفاعات الطينية وقرضت كثيراً من الطرق المرصوعة بالحجار وأنابيب مياه الشرب والكهرباء وبعض النخيل المزروع بطرف سحيل شبام  هذه الورقة الأولى ثم هذا اليوم سنتحدث في الورقة الأخرى ماتلاها من سيول حتى 2008م  مروراً بـ 89م 92م 96م.

 

*- علوي بن سميط